استقالة ميتسو تُقلق الشارع الرياضي السعودي

ميتسو خسر الرهان أمام الأخضر السعودي. تصوير: ربيع المغربي


سادت الشارع الرياضي السعودي حالة من القلق والجدل على خلفية رحيل المدرب الفرنسي برونو ميتسو عن المنتخب الإماراتي وتوارد أنباء حول توليه تدريب الأخضر السعودي.

 

وكانت قناة دبي الرياضية الفضائية ذكرت عبر شريطها الإخباري أن ميتسو في طريقه لتدريب المنتخب السعودي خلال الفترة المقبلة بدلاً من المدرب الوطني ناصر الجوهر.

 

ونقلت الصحف السعودية الصادرة صباح أمس نبأ رحيل المدرب الفرنسي عن الأبيض والخيارات المطروحة أمام الاتحاد الإماراتي لتعيين البديل.

 

واكتفت صحيفة الرياضي ببث ما أوردته قناة دبي الرياضية عن المدرب القادم للأخضر من دون أن تورد أي تأكيدات من جانب المسؤولين في الاتحاد السعودي بصحة أو نفي الخبر.

 

فيما نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» تقريراً عبر صفحة كاملة عن رحيل ميتسو ومغازلته للأخضر ولكن الصحيفة نشرت تصريحاً للرئيس العام لرعاية الشباب والرياضة الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز نفى خلاله نفياً قاطعاً أن يكون هناك اتصال مع ميتسو وقال «هذا الكلام غير صحيح فثقتنا كبيرة في المدرب الوطني ناصر الجوهر الذي سيستمر في مهمته الآسيوية حتى نهاية التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم».

 

وكان ميتسو أكد للمقربين منه أنه تلقى بالفعل عرضاً جاداً من الاتحاد السعودي لتدريب منتخبها بيد أنه أكد انه لم يحسم الأمر بصورة نهائية.


وتعتبر السيرة الذاتية لميتسو مثيرة للجدل وحافلة بالمشكلات في معظم الاماكن التي درب بها إن كان مع الأندية أو الاتحادات، ويشتهر المدرب الفرنسي بعدم احترامه لتعاقداته ودائماً ما يقدم على فسخ العقد من جانبه اعتماداً على قيام الطرف الراغب بالتعاقد معه في دفع قيمة الشرط الجزائي.

 

وسبق للفيفا ان غرم ميتسو 950 ألف يورو بسبب مخالفته العقد مع نادي العين الإماراتي وانتقاله لتدريب الغرافة القطري متجاوزاً بنود عقده.

 

وقاد ميتسو العين للتتويج بلقب بطولة الأندية الآسيوية مما دفع إدارة النادي لتمديد عقده لفترة إضافية إلا انه لم يلتزم به ورحل للعمل في قطر. ويعتبر برونو ميتسو (54 عاماً) أحد أفضل خمسة مدربين في العالم والذي تم اختيارهم بعد مونديال كأس العالم 2002 عندما كان مشرفاً فنياً على المنتخب السنغالي، وقد بدأ مشوار التدريب منذ عام 1987 وأشرف على نادي العين في موسمين (2002 - 2003)، كما قاد الغرافة للفوز ببطولة الدوري القطري بيد انه رحل عنه بالطريقة الدراماتيكية نفسها إلى اتحاد جدة والذي كان بوابة للعودة مرة أخرى إلى الإمارات لقيادة منتخبها.

 

وقاد الساحر كما يلقب، الأبيض للتتويج بلقب خليجي 18 للمرة الأولى في تاريخه ونجح الاتحاد الاماراتي في تمديد عقده لعام .2010 وولد ميتسو في 28 يناير 1954 بمدينة دان كير الفرنسية التي شهدت أحداث الحرب العالمية الثانية، والده من أصل هولندي هاجر إلى فرنسا واستقر بها منذ صغره. ويعد ميتسو واحداً من عائلة مكونة من خمسة أفراد.

 

وبدأ ميتسو التدريب عام 1987  بأندية في مقاطعات فرنسية ولم يبرز اسمه في عالم التدريب إلا عندما نجح في قيادة المنتخب السنغالي للتأهل لكأس العالم عام 2002 على الرغم من وجود منتخبات قوية في مجموعته مثل مصر والمغرب والجزائر. ورفع فوز السنغال على منتخب فرنسا حامل لقب مونديال 98 في افتتاح كأس العالم من شأن ميتسو حيث بدأت الأنظار تتجه إليه واختاره الفيفا ضمن أفضل خمسة مدربين في البطولة.  

 

ويدين ميتسو بالفضل لشهرته الى والده حيث قال عنه «أفضل ما كان فيه عشقه للرياضة، فقد احترف الملاكمة وكان معروفاً في وقته». وتابع «والدي اكتسب خبرات كثيرة من حبه للسفر والهجرة من مكان إلى آخر بسبب ظروف الحرب، وهو ما كان يملي عليه التجديد دائماً في حياته».

 

وعرف ميتسو بحبه الشديد لوالده حيث سافر في احدى المرات التي كان يقود فيها العين لزيارته في فرنسا فاعتقدت الصحف الإماراتية أنه هرب من تدريب الزعيم.

 

واعتنق المدرب الفرنسي الدين الإسلامي بعد زواجه من مواطنة سنغالية بعد قصة حب شهيرة ويقول ميتسو عن الإسلام «منذ أن عرفت الإسلام أيقنت شيئاً مهماً، هو أن شخصيتي منذ صغري تتفق في أشياء كثيرة مع مبادئ الدين الإسلامي، وفي مقدمتها حب الخير للجميع سواء كنت أعرفهم أم لا».

 

وقال «أشياء لا اعرفها دفعتني لدخول هذا الدين، وعزز إيماني وجود الدين في بيتي حيث إن زوجتي مسلمة أيضاً».

تويتر