ادّعاءات بالفساد تهـزّ سمعة الحزب الحاكم في تركيا
|
|
الاستفتاءات تؤكد أن شعبية أردوغان تفوق بمراحل شعبية منافسيه. إي. بي. إيه - أرشيفية كثيراً ما يدّعي قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بأن وسائلهم وأيديهم نظيفة في حكم البلاد. بيد أن الوضع لم يعد كما يدّعي هذا الحزب، فقد هزت سمعته سلسلة من الادعاءات بالفساد والتي شوهت ثوب الاستقامة الذي يرتديه هذا الحزب.
وتتمخض معظم هذه الادعاءات من فضيحة تورطت فيها منظمة المنارة الخيرية التركية، ففي 17 سبتمبر الجاري أدانت محكمة ألمانية ثلاثة رجال من هذه المنظمة باختلاس 26 مليون دولار. وكانت هذه الأموال تم جمعها لمساعدة المسلمين المعوزين من بينهم فلسطينيون وأتراك من القاطنين في الأحياء العشوائية، وبدلاً من ذلك اكتشفت المحكمة أن بعض هذه الأموال تم تحويلها لشراء عقارات في تركيا.
ويدعي معارضو رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان ان بعض تلك الأموال تم تحويلها أيضاً لصالح القناة السابعة التي تبث من اسطنبول وتربطها أواصر قوية مع الحزب الحاكم، بيد أن المحكمة لم تجد رابطاً بين هذه الفضيحة والحزب الحاكم.
ويصب اردوغان جام غضبه على مالك اكبر مجموعة إعلامية في تركيا، ايودين دوغان والتي كشفت صحفه وقنوات تلفزته فضيحة منظمة المنارة. ويدعي اردوغان ان المجموعة الإعلامية اثارت ذلك الجدل لأن حزب العدالة والتنمية رفض منح دوغان تسهيلات تتعلق بمصالحه الاقتصادية الأخرى، والتي من بينها تصريح لإنشاء مساكن فاخرة في قطعة ارض حول فندق هيلتون باسطنبول. ووصف اردوغان تصريحات وسائل إعلام دوغان بأنها «غير شريفة» و«رخيصة». وأثارت هذه التصريحات احد الدبلوماسيين الأوروبيين الذي عقب عليها قائلاً «ربما أتعب صيام رمضان أعصاب اردوغان».
واتهمت مجموعة دوغان في الماضي بأنها تستخدم عضلاتها الإعلامية في الابتزاز والحصول على امتيازات تجارية. واكثر من ذلك كانت بعض وسائل أردوغان الإعلامية - مثل صحيفة حريات -من بين اكبر «المهللين» للحملة الإعلامية العلمانية ضد حزب العدالة والتنمية، حيث إن الحزب استطاع بصعوبة في يوليو الماضي الإفلات من حظر على نشاطه لانتهاكه الأحكام الدستورية المفروضة على التيار الإسلامي.
والآن بدأت بعض روائح الفساد تنبعث من داخل الحزب. ففي وقت مبكر من الشهر الجاري قدم احد نواب الحزب وهو سابان ديسيلي استقالته من منصب كبير في الحزب بعد اتهامه بتسلم مليون دولار بشكل غير قانوني من احد مطوري العقارات. ويقول مندوب حزب الشعب الجمهوري المعارض، يلماز اتيس والذي كشف هذه الصفقة «هذه هي فقط قمة جبل الجليد». وذكر احد ابرز المفكرين الإسلاميين، علي بلك أن فضيحة المنارة قد خلقت صدمة داخل مؤيدي حزب اردوغان الرئيسين المتدينين، ولم تجد محاولات اردوغان نفعاً في التسويق لمنافسي دوغان مثل كالك القابضة، والتي حازت قبل فترة قصيرة على ثاني اكبر المجموعات الاعلامية التركية «صباح ايه تي في» وذلك بفضل القروض السخية من احد البنوك المملوكة للدولة. ويحتل صهر اردوغان البالغ من العمر 29 عاماً منصب المدير التنفيذي لكالك. وعلى الرغم من كل هذه الضجة فإن نتائج الاستفتاءات الشعبية تؤكد ان شعبية اردوغان تفوق بمراحل شعبية منافسيه بما يقارب 50% من الاصوات، في الوقت الذي هبطت فيه اسهم شركة دوغان القابضة بشدة عندما تخوف المستثمرون من ان خلافها مع الحكومة قد يعرض للخطر هذه الامبراطورية البالغ قيمتة اصولها ثمانية مليارات دولار. |