نقص الطواقم الفنية أبرز هموم الدراما المحلية

الندوة ناقشت أبرز قضايا الدراما في الإمارات. تصوير: مجدي إسكندر

اعتبر فنانون إماراتيون ان النقص في الطواقم الفنية الإماراتية من مخرجين وكتاب، وغياب الخبرات الإنتاجية المحلية، وعدم وجود جيل ثان من المبدعين العاملين في مجال التلفزيون، من أهم المعوقات التي تعاني منها الدراما التلفزيونية الإماراتية، وقالوا ان الدراما الإماراتية تسير بخطوات رصينة وثابتة ما ميزها عن مثيلاتها في المنطقة.


جاء ذلك في الندوة التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع ابوظبي، أول من أمس، تحت عنوان «الدراما التلفزيونية المحلية، وموقعها بين زميلاتها في الخليج والوطن العربي»، تحدث فيها مدير المراكز في وزارة الثقافة الدكتور حبيب غلوم، ونائبة رئيس قسم المسرح والسينما في وزارة الثقافة سميرة أحمد، بحضور رئيس مجلس إدارة الاتحاد حارب الظاهري والكاتب جمال سالم والمخرج عارف الطويل والفنانة رزيقة طارش وعدد من المثقفين.

 

وعلى الرغم من ان موضوع الندوة وعنوانها انصبا بشكل أساسي على الدراما التلفزيونية الإماراتية، إلا ان جانبا كبيرا من الحديث دار حول المسرح الإماراتي والخليجي، كما تطرق أيضا إلى السينما، ما يعبر عن سمة رئيسة في المشهد الفني في الإمارات تتمثل في سيطرة المسرح على الساحة الفنية الحلية باعتباره الحاضن الأول لبداياتها وتجاربها ونجومها الذين انتقلوا بالتدريج من المسرح الى التلفزيون، وإن ظل جانب كبير من تاريخهم وحاضرهم مرتبطا بالمسرح وخشبته. 


وقال  غلوم ان «انتعاش الدراما المحلية جاء على حساب المسرح، لأن التلفزيون استقطب الطاقة الإبداعية العاملة في مجال المسرح، وهو أمر حدث في دول عربية عديدة، وعزا ذلك الى أسباب عدة من أهمها رغبة الفنان في الحصول على المزيد من الانتشار الجماهيري، كما ان العائد المادي للأعمال التلفزيونية يفوق المسرحية».

 

وأضاف غلوم «ان الدراما الإماراتية  على قلتها، استطاعت ان تحقق التميز بين مثيلاتها في المنطقة، وهي تسير بخطوات رصينة وثابتة وصحيحة لانها حرصت على التعلم من أخطاء الآخرين ومتابعة ما وصلت إليه الدراما في بعض الدول في المنطقة مثل مصر وسورية والكويت، والتعلم من أخطائها وتجنبها». مشيرا إلى انه لا يمكن تجاهل دور الحركة الدرامية الكويتية في المنطقة «فهي الأساس بالنسبة لنا بصرف النظر عما يتم تقديمه الآن، حيث أسست لنجوم كبار تعلمنا منهم ومشينا على خطواتهم لتأسيس حركة فنية في الإمارات، وأتصور اننا قطعنا الكثير في هذا المجال»، ووصف غلوم مسلسل «حاير طاير» الذي بدأ عرضه عام 1989،  بأنه يعبر جديا عن الدور التنويري للفنان الإماراتي والتزامه بتقديم قضايا مجتمعه ووطنه.

 
وعن المشكلات التي تعاني منها الدراما المحلية قال غلوم «ان من أهمها عدم وجود فرق انتاج تمتلك الخبرة الإنتاجية والإدارية اللازمة لإدارة العمل الفني والمشاركين فيه، بالإضافة إلى غياب الاهتمام بخلق جيل جديد من المخرجين من الشباب الإماراتيين، وإحجام الشباب عن الالتحاق بالمقاعد الدراسية التي خصصتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لدراسة عدد من التخصصات الفنية مثل كتابة السيناريو والإخراج والديكور والإضاءة وغيرها، الى جانب قلة عدد الكتاب الاماراتيين في مجال الدراما ». ونفى غلوم وجود أعمال سينمائية حقيقية في الإمارات، معتبرا الموجود تجارب شبابية تركز على الفيديو، لافتا إلى أن السينما صناعة مكلفة ولها اصولها وقواعدها وتحتاج إلى جهة لتبنيها.

 

واقع المجتمع
واكدت الفنانة سميرة أحمد «ان الدراما الاماراتية استطاعت ان تعبر عن واقع مجتمعها، وان تقدم أعمالا ناجحة ارتبط بها الجمهور من مختلف الجنسيات، وتابعها جمهور كبير من خارج الإمارات مثل مسلسلات «عمى ألوان» و«حاير طاير» و«حكم البشر» وغيرها من الاعمال»، وشددت سميرة على اهمية التمسك باللهجة الاماراتية في الاعمال الدرامية «لهجتنا هي التي تميزنا، وهي تتمتع بخصوصية وجمالية خاصة بها، كما انها جديدة على الأذن العربية ما يجعلها جذابة، ولابد من احترام هذه اللهجة وفرضها على الآخرين عبر أعمالنا الدرامية كما فرضت علينا لهجات اخرى مثل المصرية والسورية والكويتية عبر الأعمال الفنية التي تقدمها هذه الدول».

 

وتناولت سميرة الدور الذي لعبه الإنتاج الدرامي المشترك في تشجيع بعض الفنانين الاماراتيين على دخول مجال الانتاج، والاستفادة من الخبرات العربية في هذا المجال. وبررت ارتباط تقديم الاعمال الدرامية الاماراتية بشهر رمضان فقط، برغبة فريق العمل على تحقيق المكسب المادي، خصوصا في ظل عدم وجود جهة تتبنى دعم هذه الاعمال.


ورأت ان المسرح الاماراتي يختلف عن أي مسرح آخر في الخليج، حيث اصبح يحتل مكانة خاصة في مختلف المهرجانات المسرحية لما يتسم به من التزام بتقديم كل ما هو مفيد وجيد وممتع، ويحترم الصغير قبل الكبير، بالاضافة الى حرصه على مناقشة قضايا وهموم مجتمعه، لافتة إلى ان هناك اهتماما واضحا بالمسرح من خلال «ايام الشارقة المسرحية»، والعروض التي يستضيفها «مهرجان دبي للتسوق»، ما أسهم في خلق قاعدة جماهيرية له وان ظلت تحمل سمة النخبوية، بينما مازالت العروض المسرحية التي تقام في ابوظبي تعاني من قلة الحضور الجماهيري بشكل ملحوظ.  


مسرح مرفوض
أعلن الدكتورحبيب غلوم رفضه لما وصل إليه المسرح الكوميدي في منطقة الخليج، وقال انه «تحول إلى نوع من الابتذال والرقص وأصبح الجمهور يذهب إلى المسرحية ليضحك على طاقم العمل»، واضاف «نحن نرفض هذا المبدأ ونلتزم برفضنا له»، واتفقت معه الفنانة سميرة احمد. 
   

تويتر