تونس تحيي «أربعينية» محمود درويش

شخصيات ثقافية عدة في حفل تأبين الراحل محمود درويش. غيتي


أحيت وزارة الثقافة التونسية، أول من أمس، ذكرى مرور 40 يوماً على رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في دار الكتب الوطنية في العاصمة التونسية بمشاركة شعراء تونسيين ومواطنه سميح القاسم. وقال القاسم بصوت حزين خلال الأمسية الشعرية التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع بيت الشعر التونسي وسفارة فلسطين في تونس «لست هنا لرثاء محمود  لأني لم أتعود عليه الا حياً مفعماً بالحياة»، معتبراً موته «مقلباً من مقالبه».

 

وأضاف سميح القاسم الشطر الثاني لنصف البرتقالة، كما كان يسمى هو ومحمود درويش في مراسلاتهما «غير انني أشعر بكثير من الاسى لأنه ليس واقفاً معي الآن كما جرت العادة، اشعر بالحسرة لفقدان من جمعتني به أمسيات شعرية شائقة في تونس». وألقى الشاعر الفلسطيني اثر ذلك قصيدة «تغريبة» التي كتبها لدرويش خصيصاً خلال حصار بيروت عام .1982

من جهته، قال وزير الثقافة والمحافظة على التراث، رؤوف الباسطي «لقد غادرنا درويش طوداً شامخاً ونبعاً متدفقاً وموجاً عاتياً»، ووصفه بأنه «شجرة الزيتون التي اصلها ثابت وفرعها في السماء».

 

أما الشاعر التونسي المنصف المزغني فرأى في هذه المناسبة «محاولة لاطالة حياة درويش الذي لا يصلح للموت كما لا تصلح فلسطين للنسيان»، على حد تعبير مدير بيت الشعر الذي اعتبر الشاعر الفلسطيني الراحل «اسماً من اسماء فلسطين الحسنى».

 

وألقت الشاعرة جميلة الماجري قصيدة أهدتها الى روح درويش بعنوان «لقد آن الاوان للجواد الكنعاني ان يعود»، بينما ألقى الشاعر محمد صغير «قصيدة حب لدرويش»، و«حمائم» عبر فيهما عن حبه الكبير للشاعر الفلسطيني الذي تربطه به علاقة وطيدة منذ التسعينات. ونظم في بهو دار الكتب الوطنية معرضاً شمل مجمل أعمال محمود درويش التي تعتزم المكتبة الوطنية التونسية «رقمنتها»، كما عرضت مقتطفات من امسيات شعرية أحياها درويشفي كل من تونس وبلدة أريحا.

 

 

وفي سياق متصل، نظم الاتحاد العام التونسي للشغل نهاية الاسبوع الماضي مسامرة فكرية حول المسار النضالي لمحمود درويش ومعرضاً وثائقياً حول اهم المحطات في حياته. كما احتوى البرنامج على اللقاءات شعرية ومقاطع موسيقية.

 

وكانت لتونس التي اقام فيها الشاعر الفلسطيني الراحل 12 عاماً منذ خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، اي ما بين 1982 و1994، مكانة كبيرة في حياة محمود درويش التي افردها مساحة في تجربته الشعرية.

 

ومن اشهر ما كتب عنها قصيدة «شكراً لتونس» التي ضمتها مجموعته الشعرية «لا تعتذر عما فعلت» التي اهداها الى تونس«البلد العربي الوحيد الذي لم يخرج منه الفلسطينيون مطرودين وإنما خرجوا منها الى ما يشبه الوطن»، على حد تعبيره. وكرمه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في مناسبتين، مرة أولى في ابريل 2000 بتقليده «الصنف الاول من الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي» تقديراً لما قدمه من اضافات متميزة للشعر العربي»، ومنحه في نوفمبر 2007 «جائزة 7 نوفمبر للإبداع» في الذكرى الـ20 لتوليه السلطة في تونس.  وكان درويش توفي في التاسع من أغسطس عن 67 عاماً في احد مستشفيات الولايات المتحدة بسبب مضاعفات إثر عملية جراحية في القلب.

 

 

تويتر