محمد أبولحية: الجمهور يعيق انتشار الفن

محمد عبدالله أبولحية: أعتمد أسلوب الأطفال في أعمالي.  تصوير: شاندرا بالان  

 قال التشكيلي الإمارتي محمد عبدالله أبولحية «إن الفن الإماراتي شهد تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات الإبداعية، لكن المشكلة التي تعيق انتشار الفن هي أن الوعي العام بالفن يراوح مكانه، ما يؤثر في تراجع الجمهور في قاعات المعارض، والمناسبات الفنية التي من المفترض أن يكونوا هم روادها، وأعتقد أن على الفنان دوراً كبيراً في هذا المجال، وأن يقوم بتوعية الجمهور بالعمل الفني وأهميته».

 

تعتبر تجربة ابولحية من التجـارب  التشكيلية الفطرية العمـيقة بمدلولاتها البيئية والتراثية، مسـتنداً الى إحسـاس طفـولي يطـغى على عدد كـبير من أعمـاله وتجـاربه وأسـلوبـه في الرسـم التصـويـري. ويقول ابولحية الذي يعرض عملاً يمثل فكرة طريق الحرير في مقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، على طاولة تضم الحرير والتوابل بأنواعه، إن «الأطفال يمثلون بالنسبة لي مصدر إلهام حقيقي لإنجاز أعمالي، فالطفولة بالنسبة لي اسلوب حياة ألجأ إليه رغم كبر سني، ولذلك أعتمد على تطبيق رسوم الأطفال في عدد كبير من الاعمال التي أنجزها».

 

 اعتمد الفنان ابولحية في أعماله وتجربته على مواد وخامات عدة كالحديد والخشب والحجر، ويقول «الخامات المختلفة التي تعاملت معها شكلت أفكاراً وأعمالاً استطعت من خلالها محاكاة البيئة والتراث، فقد توقفت منذ زمن عن الرسم التشكيلي بمواد وألوان لصالح خامات جديدة غير تقليدية. 

 

وعلى الرغم من انزياحات أبولحية لصالح الاعمال غير التقليدية فإن اللوحة  تبقى هاجسه مع الرسوم التي تحاكي عالم الاطفال وتقترب منه، موضحاً «أرسم وأقلد الأطفال في أسلوبهم، وأحاول أن أقرب روحي إليهم، فالفن الصادق هو الفن الذي ينتجه الأطفال، أسلوب الأطفال العفوي مليء بالأفكار المدهشة، وأتمنى في هذا الصدد أن أنتج تجربة كاملة تتعلق برسمي بأسلوب الأطفال، وأن أنجز أعمال جديدة بإحساسهم».

 

عمل وصبر
وعلى الرغم من عدم انتظام أبولحية في انجاز الاعمال الفنية أو تلقيه دراسة أكاديمية، استطاع ان يكرس نفسه وتجربته بكثير من العمل والصبر ليصير فناناً معروفاً وصاحب تجربة مكرسة على الساحة التشكيلية، حيث أقام ستة معارض خاصة، إلى جانب مشاركاته العربية والدولية ويوضح «لم أنتظم في دراسة الفنون أكاديمياً، إلا أنني استطعت ومن خلال تواصلي وتعلمي من الحياة ومتابعتي للفن والمعارض الإمساك بأدوات الفن والاستمرار بها كنمط حياة اعبر من خلاله عن نفسي وبيئتي وتراثي»، وأضاف «لقد مثلت الإمارات ضمن فعاليات المهرجان العالمي للمحبة والسلام في كوريا، وحصلت على الميدالية الذهبية، وشاركت في بينالي لبنان، إلى جانب مشاركات عدة في الهند ومصر وإيطاليا وعمان والسودان وإسبانيا وموسكو وكوريا ورومانيا وقطر والكويت والسعودية والمغرب وفرنسا في مقر اليونيسكو ومعهد العالم العربي وغيرها من المشاركات».

 

 تتميز أعمال أبولحية بتوظيف مميز للبيئة ورموزها، إلا أن تأثراته لا تنحصر في هذه العناصر بل تحمل تجارب أبولحية هماً وطنياً، وتعالج الكثير من القضايا والعربية، منها القضية الفلسطينية التي عبر عنها في أعمال وتجارب عدة، ويشير «أقمت مجموعة معارض عالجت فيها هموم الوطن العربي منها معرض عن الانتفاضة الفلسطينية، تناولت نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وصنعت أكبر «مقلاع» وجدت فيه رمزاً من رموز الانتفاضة الفلسطينية».

 

دعم عائلي
عائلة أبولحية سنده والداعم والمستمر في تجربته الطويلة التي انتقلت تأثيراتها الى اولاده «حين كان أبنائي أطفال كانوا مواظبين على الرسم، والآن وبعد انخراطهم في العمل والدراسة تراجع هذا الاهتمام، باستثناء إحدى بناتي التي واصلت اهتمامها ومواظبتها على المضي في مشوار فني وتحديداً في مجال فن الديكـور، وهي عضوة في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية». 

 

وعن تجربته الجديدة التي يعرضها في مقر جمعية التشكيليين وتجسد طريق الحرير قال أبولحية إنه «حاول تمثيل طبيعة وثقافة طريق الحرير من خلال توظيفه لقطع مختلفة الألوان من الحرير إلى جانب التوابل، وهي تجربة تقترب من  هذا  الطريق الذي يمثل حالة ثقافية متكاملة العناصر، وتجربة جمعت الثقافة والفن والتجارة والتبادل الفكري الإنساني بين الشعوب».

تويتر