«وافدون جدد» وراء تصاعد عمليات العصابات في صحراء مصر

السياح يعبرون حدود مصر إلى السودان لمشاهدة رسوم على الصخور.           رويترز


يقول أدلاء ان حادث خطف 19 رهينة، من بينهم سياح أوروبيون من منطقة صحراوية نائية في مصر هو تصعيد لعمليات عصابات ينفذها وافدون جدد يستقلون شاحنات صغيرة مسلحة ظهروا لاول مرة الشتاء الماضي

 

.

وخطف رجال ملثمون الرهائن، وهم خمسة ألمان وخمسة ايطاليين وروماني وثمانية مصريين الاسبوع الماضي، خلال رحلة سفاري في منطقة صحراوية بها وجود ضعيف للشرطة، ووجود سكاني هش عند طرف تتماس فيه حدود مصر مع كل من السودان وليبيا.

 

لكن المنطقة ليست بأي حال من الاحوال خالية. ويقول الادلاء ان الصحراء كان يتردد عليها طويلا مهربون يستقلون شاحنات مليئة باللاجئين الافارقة الهاربين شمالا صوب ليبيا وما وراءها. لكن خلال الاشهر القليلة الماضية ظهرت على المسرح عصابات مسلحة تسليحا ثقيلا تستقل شاحنات صغيرة عليها مدافع رشاشة.

 

 

ويعتقد أدلاء متمرسون ان هؤلاء الوافدين الجدد وراء تصاعد أنشطة العصابات، وانه يمكن ان يكونوا على صلة بميليشيات في دارفور وتشاد تحركت شمالا من منطقة الصراع السودانية التشادية.

 

ويقول عمرو شنن وهو من أبرز أدلاء الصحراء في مصر «الادلاء يذهبون الى هناك (قرب الحدود) ويرون هذه العربات التي عليها مدافع رشاشة. المؤشرات تدل على أنها كانت هناك قبل هذا العام. لكن أول عملية قرصنة سمعت بها كانت هذا العام».

 

ويقول محمود نور الدين وهو دليل متمرس ومؤسس شركة «خاست اكسبيديشنز» إن «كل هذا مستحدث تماما. خطفٌ ورجالٌ مسلحون وكل هذه الاشياء».ويضيف انه حتى مهربي البشر أعربوا عن خشيتهم من السقوط في كمائن الوافدين الجدد.

 

وفي يناير طبقا لما يرويه الادلاء تعرضت مجموعة من السياح الاوروبيين، غامرت بالدخول في عمق الصحراء دون مرافقة عسكرية، للسرقة وسلبتها العصابات عددا من السيارات قرب مهبط للطائرات كان يستخدم في الحرب العالمية الثانية داخل الأراضي المصرية.

ويقولون انه في الشهر التالي تعرض سائحان آخران للنهب في كركور طلح في اقصى شمال السودان على الحدود المشتركة مع مصر واحتجزا بضعة ايام قبل ان يعودا في نهاية المطاف الى مصر سالمين.

 

ويؤكد شنن «تلك حوادث مسجلة. لكن انت لا تعرف بالحوادث غير المسجلة. لم يعيشوا ليرووا ما حدث. انا لا اتحدث عن السياح وإلا كنا قد عرفنا بالامر».

 

 ويقول محافظ الوادي الجديد في جنوب غرب مصر، أحمد مختار ان السياح لم يتعرضوا لمشكلات أمنية في المنطقة من قبل. ويؤكد ان السلطات المصرية لن تصدر تصريحات جديدة للسياح للذهاب الى هناك ومن ثم لن تحدث مشكلة. ونفى تقارير سابقة عن نشاط العصابات في الصحراء قائلا ان احداها كانت محاولة للحصول على اموال تأمين بالاحتيال.

 

ويقول منظمو الرحلات انه ليس سرا ان السياح يعبرون في أحيان الى الجانب السوداني من كركور طلح لمشاهدة رسومات على الصخور على الجانب السوداني من الحدود.

 

ويضيفون ان العصابات الوافدة الجديدة تبدو افريقية المظهر وتتحدث لغة غير عربية وهو وصف قد ينطبق على متمردين من دارفور او تشاد او ميليشيات.

 

ويتفق منظمو الرحلات والمسؤولون فيما يبدو على ان من أخطر المناطق على السياح منطقة كركور طلح على الحدود المصرية السودانية وفيها كهوف بها لوحات جدارية تعود الى ما قبل التاريخ.

 

تويتر