حكواتي معاصر يروي قصصه في «القصباء»
|
|
الحكواتي أحمد يوسف وفرقته. تصوير: تشاندرا بالان
قادته تدريباته المسرحية والأدائية إلى احتراف مهنة جديدة خرج بها من رحم المسرح، فمهنة الحكواتي النادرة الآن مازلت تجد صدى بين الناس، فالإصغاء المصحوب بالأداء التفاعلي الذي يمثله الحكواتي المصري أحمد يوسف ومجموعته «المقام» على ضفاف قناة القصباء، أيام الخميس والجمعة والسبت، من كل أسبوع، وسط حضور لافت من قبل رواد القناة من أسر وعائلات وأطفال تملأهم الدهشة والمتابعة الشغوفة.
اختار الحكواتي أحمد يوسف أن يقدم حكاياته بالزى التراثي، ولكن بأسلوب عصري وحديث من خلال استخدام المؤثرات وممثلين يجسدون الحكاية، باللغتين العربية والانجليزية، حيث استطاع هذه المرة أن يجذب الجمهور العربي والأجنبي ليصغي لذات الحكاية بلغتين مختلفتين لنفس العبرة والحكمة التي يسعى إلى إيصالها، كما يقول «أحكي قصصاً من وحي القرآن الكريم والتراث وألف ليلة وليلة، وأعتمد على قصص الحيوانات، وأصحاب الأخدود والكهف وغيرها مما مثله التراث العربي والعالمي أيضاً، حيث استفدت من قصص تراث الإمارات الشعبية والتراث العالمي الإنساني».
الدعم والنصائح التي قدمها له المخرج العراقي المعروف قاسم محمد حفزت الحكواتي أحمد يوسف إلى الولوج لمسرح الحكواتي «أحب الأداء بالصوت، وهو الشيء الذي دفعني لان أؤدي كل الشخصيات من خلال الصوت، بدأت أحكي القصص من خلال القراءة والاستعانة بعازف ناي منذ خمس سنوات، إلا أنني الآن أمسرح الحكاية والقصص التي أرويها، بالاستعانة بالمؤثرات الصوتية والحركة، واعتمدت هذا العام على مجموعة من الممثلين لتجسيد القصص وشخوصها». والحكواتي برأي يوسف أصبح مختلفاً عما كان عليه في الماضي، فهو بالنسبة له يمكن أن يستفيد من مختلف الأدوات المسرحية والتقنية «الحكواتي في عصرنا يمكن له أن يستخدم أدوات تعبيرية متنوعة من اجل إيصال فكرته، حيث نعتمد في عرضنا على رواية الحكايا باللغتين العربية والانجليزية بهدف تقديم شيء جديد يفهمه العربي وغير العربي، فجمهوري من الأطفال والكبار ومن مختلف الجنسيات، كما أعتمد على الإبهار البصري والسمعي من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة لجذب الجمهور».
القصص التي يرويها الحكواتي والمسرحي يوسف، وهو ممثل وعضو فرقة المسرح الوطني في الشارقة، وسبق له أن شارك في مسرحيات وأعمال درامية تلفزيونية آخرها يعرض الآن على قناة «الراي» الكويتية يقول «كل حكاية أرويها أقدم من خلالها عبرة اجتماعية وإنسانية بقالب مشوق تهدف إلى الترابط الاجتماعي والأسري بين العائلات ومنها ما يدعو إلى صلة الرحم، كما أن الجانب المعرفي بالتراث والتاريخ يلعب دوراً آخر في هذا الجانب».
وكل ما يرويه الحكواتي والممثل يوسف راجع إلى معرفته بكل ما كتب في مجال القصص التراثية والدينية العربية والعالمية «اعتمدت على الكثير من المراجع في بحثي عن قصص التراث، ومن مراجعي ما كان موجوداً على شبكة الانترنت أيضاً، حيث أقوم بإعدادها وتقديمها بقالب جديد يتماشى مع أسلوبي الخاص، ومنذ احترافي هذه المهنة أشارك في كل الاحتفالات التراثية في الدولة، كما قدمت 30 حلقة عبر تلفزيون الشارقة بعنوان (الحكواتي) العام الماضي، الجمهور الذي يتابعني على قناة القصباء وخلال العروض التي أقدمها آخر الأسبوع منبهر بالرؤية المسرحية التي يراها، خصوصاً أني أقدم الحكاية بأسلوب مشوق». ودعا الفنان والممثل يوسف إلى أن يقدم الحكواتي أسلوبه بما يتناسب مع الحياة العصرية وبأسلوب حديث ومعاصر، أي ألا يجلس ويقرأ من كتاب بشكل تقليدي، وإلا سيملّ المتابع ويتركه ويمضي من دون أي اهتمام».
|