مصلون: إغلاق المساجد بين صلاتي الظهـــر والعصر حرمنا العبادة

أوقاف عجمان: مساجد تحولت إلى أماكن للنوم .الإمارات اليوم

استغرب مصلون في عجمان من قرار دائرة الأوقاف بإغلاق المساجد بعد صلاة الظهر، خلال شهر رمضان، وتساءلوا عن أسباب ومبررات الإغلاق، «فشهر رمضان شهر عبادة وقراءة للقرآن، خصوصاً في المساجد، فلماذا قررت الأوقاف إغلاق المساجد وتالياً حرمتنا من العبادة؟». فيما أكد مدير دائرة الأوقاف في عجمان، عبيد حمد الزعابي، أن «المساجد في عجمان تحولت مع أول يوم في رمضان إلى أماكن للنوم من قبل أعداد كبيرة من العمالة الآسيوية، الأمر الذي اضطرنا إلى إغلاق المساجد بعد صلاة الظهر إلى حين صلاة العصر»، مشيراً إلى أنها تبقى مفتوحة من صلاة العصر حتى انتهاء صلاة التراويح، ومع ذلك هناك من يأتي وينام فيها.

ولفت إلى أن «للمساجد قدسيتها وطهارتها، ومن الضروري أن نحافظ على نظافتها وحمايتها من الفوضى والعبث والروائح الكريهة». وفي التفاصيل قال أيمن علي، من سكان عجمان «كنا مجموعة من المصلين في المسجد لأداء صلاة الظهر، وبقينا هناك بعد انتهاء الصلاة نقرأ القرآن الكريم في المسجد، لكن سرعان ما قُطعت الإضاءة عنا، تبعها فصل التكييف والبدء بإغلاق الأبواب، وعندما سألنا المشرف على الأمر قال لنا: هذا أمر الأوقاف وهو واجب التنفيذ دون إبداء أي تفسير أو توضيح، الأمر الذي اضطرنا للمغادرة».

وتابع أيمن قائلاً «مثل هذا الإجراء يعتبر محاولة لمنعنا من العبادة، خصوصاً في العشر الأواخر من رمضان التي تكثر فيها العبادة وتلاوة القرآن، ومن حقنا أن ندخل بيوت الله في كل الأوقات، فأين نقرأ القرآن إن لم نقرأه في المسجد؟». ولفت إلى أن «حجة الأوقاف هي أن هناك أناسا ينامون في المساجد، لكننا لم نشاهد أحداً نائماً في المسجد».

وقال محمد عواد من عجمان «اعتدت الصلاة في رمضان في كل الأوقات في المسجد القريب من بيتي، لكني لاحظت منذ الأيام الأولى لرمضان أنه لا يبقى أحد في المسجد بعد انتهاء صلاة الظهر، وعندما سألت قيل لي «الأوقاف منعت استمرار فتح المسجد بعد الانتهاء من الصلاة، خوفاً من أن يأتي أحد ما وينام فيه، لكنهم يفتحونه بعد صلاة العصر». وأضاف عواد قائلاً «لست مقتنعاً بحجة الأوقاف في الإغلاق، فبيوت الله يجب أن تكون مفتوحة للجميع وفي كل الأوقات، وهي أماكن للعبادة، خصوصاً في رمضان».

بدوره قال محمود أبو زيد «كنت في أحد المساجد في منطقة النعيمية وأديت صلاة الظهر هناك، وبعد أن فرغت من أداء الصلاة توجهت إلى إحدى زوايا المسجد لقراءة القرآن، لكن أحدهم أبلغني بالمغادرة لأنهم سيغلقون المسجد فوراً إلى حين صلاة العصر، وأكد لي ذلك الشخص أن هذا أمر من الأوقاف، فغادرت مستغرباً المبررات والأسباب الموجبة لإغلاق المساجد».

وذكر عبدالكريم محمد (يسكن في عجمان ويعمل في دبي)، «لم أعرف بالقرار إلا بالأمس، فقد كنت في إجازة وأديت صلاة الظهر في المسجد المجاور لمنزلي، وبقيت بعد انتهاء الصلاة مع عدد من جيراني لقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، لكننا فوجئنا بطلب من المشرف على المسجد بالمغادرة، لأن المسجد ستغلق أبوابه إلى حين صلاة العصر، ومن أحب أن يأتي بعد العصر فالمسجد مفتوح حتى العاشرة ليلاً». وتابع قائلاً «اتصلت بدائرة الأوقاف فقالوا لي إن قرار الإغلاق تم اتخاذه كي لا تصبح المساجد أماكن للنوم، خصوصاً من قبل العمالة».

وأشار إلى أن «هذه الخطوة غير سليمة وغير مبررة على الإطلاق». من جانبه أكد مدير دائرة الأوقاف في عجمان، عبيد حمد الزعابي أن «للمساجد قدسيتها وطهارتها، ومن الضرورة بمكان أن نحافظ على نظافتها وحمايتها من الفوضى والعبث والروائح الكريهة». وتابع قائلاً لـ «الإمارات اليوم»: «هذه المساجد ليست فنادق للنوم والراحة، بل هي أماكن للعبادة، ونحن بدورنا حريصون على المحافظة عليها وحمايتها من كل ما قد يعرضها للأذى والخطر والخراب والاتساخ، فقد جربنا في بداية شهر رمضان أن نبقيها مفتوحة، لكننا فوجئنا بأنها امتلأت بالعمالة التي قد تكون مخالفة وهاربة، أو لا تتوافر لديها شروط سكنية مناسبة، ولا يمكن أن تحل مشكلات العمالة على حساب المساجد والمصلين ونظافة المكان».

ولفت إلى أننا «على ضوء ذلك قررنا إغلاق المساجد بعد صلاة الظهر إلى حين موعد صلاة العصر، حرصاً منا على نظافة المساجد، وصوناً لها من عبث العابثين، وحفاظاً على قدسيتها وطهارتها». وأكد الزعابي أن «المساجد مفتوحة من صلاة العصر حتى الانتهاء من صلاة التراويح، وخلال تلك الفترة يستطيع كل من يريد أن يقوم بالعبادة وقراءة القرآن أن يفعل ذلك بكل راحة، فالمساجد بيوت الله وهي أماكن للعبادة». وأشار إلى أن «عجمان تضم نحو 238 مسجداً في مناطقها كافة، ولأننا لا يمكن أن نفتحها جميعها أمام المعتكفين فقد قررنا أن نفتح في كل منطقة مسجدين فقط خلال شهر رمضان من أجل الاعتكاف».

مسجد كبير

طالب سكان في منطقة الزهراء في عجمان، ببناء مسجد كبير يتسع لجموع المصلين في المنطقة، بدلاً من المسجد الصغير الذي لا يتسع للأعداد المتزايدة من أجل الصلاة. وبدوره أكد ، مدير دائرة الأوقاف في عجمان عبيد حمد الزعابي، أن الدائرة بصدد العمل على توسعته وصيانته وإعادة تأهيله خلال الأيام القليلة المقبلة. ولفت إلى «وجود مخطط على وشك التنفيذ لبناء ثلاثة مساجد جديدة في المنطقة، تأخذ في الاعتبار سعتها الكبيرة على ضوء تزايد السكان والمصلين هناك». وأكد أن «تلك المساجد سترى النور وتكون جاهزة لاستقبال المصلين خلال أقل من عام ونصف العام».

الأكثر مشاركة