قال يحيى بن حكم الغزال: كَتَبْتُ وشوقٌ لا يفارقُ مُهْجَتي ووجدي بكُمْ مُسْتَحْكِمٌ وتَذَكلاري بقرطبةٍ قلبي وجسمي ببلدةٍ فأيْتُ بها عن أهل ودّي ومَعْشري سقى الله من مزن السحائبِ ثرّةً ديارَكُمُ اللاتي حوت كلّ جؤذرِ بحق الهوى أقرّ السلامَ على التي أهيمُ بها عِشْقاً إلى يوم محْشَري لئِنْ غِبْتُ عنها فالهوى غيْرُ غائبٍ مقيماً بقَلْبِ الهائِمِ المتَفَطّــرِ وعانَقْتُ غُصناً فيه رُمّانُ فضّةٍ وقبّلْتُ ثغرا ريقُـهُ ريقُ سُــكَّرِ أأنسى؟! ولا أنسى عناقكِ خالياً وضَمّي ونُقلي نَظْمَ دُرٍّ وجوهَرِ سلامٌ سلامٌ ألفُ ألفٍ مكـــرّرٍ ويا حاملاً عنّي الرسالةَ كـــرّرِ ألا يا نسيمَ الريحِ بلِّغْ سلامَنا وصفْ كلَّ ما يلقى الغريب وخبّرِ وقلْ لشعاع الشمْس بلّغْ تحيّتي سميّكَ واقرأها على آل جعْفَـر
أعلام يحيى بن حكم
هو يحيى بن حكم المعروف بالغزَال بـ«تخفيف الزاي»، رئيس، كثير القول، مطبوع النظم، في الحكم والجد والهزل، وهو مع ذلك جليل في نفسه وعلمه ومنزلته.
ولد في حبان بالأندلس، وغير مؤكد تاريخ مولده.
وقد لُقب يحيى بالغزال لحسنه وجماله. وكان مثقفاً ثقافة واسعة.
عُرف يحيى بالذكاء وحضور البديهة، وميل إلى الدعابة.
توفي سنة 250 للهجرة، ويقال إنه جاوز التسعين عاماً.
|