تدنّي الإنتاج الزراعي في أبو كرية بسبب الملوحة الزائـدة

مزارعون في بوكرية اتجهوا إلى زراعة النخيل لتحمّله الملوحة. الإمارات اليوم

شكا أصحاب مزارع في منطقة أبو كرية في العين من الملوحة الزائدة في مياه الآبار الموجودة في مزارعهم، ما أدى إلى تدني الإنتاج الزراعي، فيما قال وكيل دائرة البلديات والزراعة في العين، جمعة سعيد حارب العميمي، إن «المناخ الجغرافي الذي تقع فيه الدولة يتسم بندرة الأمطار، ويعتبر من أهم الأسباب الرئيسة لوجود الملوحة في الآبار، إضافة إلى استهلاك المياه بكميات كبيرة وعدم الترشيد في استخدامها، وقلة استخدام الأدوات الحديثة للري مثل أجهزة التنقيط».

وتفصيلاً، قال المواطن ابراهيم بدري إن «أصحاب المزارع في منطقة أبو كرية يعانون من زيادة نسبة الملوحة في مياه الآبار، وتالياً أدت لأن يكون الإنتاج الزراعي والمحاصيل سيئة وغير جيدة سواء كان الإنتاج من التمور أو من المزروعات الأخرى، إضافة إلى تضرر خزانات المياه من نسبة الملوحة».

وتابع أن «اغلب أصحاب المزارع يعانون من عدم وجود مياه على عمق 800 قدم، علماً بأني حصلت على هذه المزرعة منذ عام 1995 لكننا نلاحظ منذ ذلك العام انخفاض نسبة عذوبة المياه تدريجياً، لذا نطالب الجهات المختصة ببناء خزانات كبيرة لتزويد المزارع في المنطقة بالمياه العذبة لتحسين الإنتاج الزراعي».

وذكر المواطن أبو محمد أن «الملوحة في آبار المياه في مزارع منطقة أبو كرية أدت إلى تدني جودة الإنتاج من المحاصيل الزراعية، وهذه الملوحة تزداد عاماً بعد عام، حيث كنا في السابق نزرع الطماطم والباذنجان وأنواع الخضراوات كافة، وكنا مستفيدين من هذا الإنتاج، وحالياً اقتصرت المحاصيل الزراعية فقط على النخيل والرودس» لافتاً إلى أنه غيّر حوض المياه بسبب تراكم قطع ملحية بيضاء عليه.

وأيده المواطن أبو خالد، موضحاً أن «الملوحة في المزارع بمنطقة أبو كرية أدت إلى تدني الإنتاج من المحاصيل الزراعية، وتالياً مردود المزرعة أصبح لا يغطي مصروفاتها بسبب ارتفاع أسعار السماد والبذور وأجور العمال والمبيدات الحشرية وغيرها، وكل من يزرعون أصبحوا متضررين من جراء زيادة نسبة الملوحة في آبار المياه، لدرجة ان أماكن الري في المزرعة أصبحت بيضاء بسبب الملوحة».

وقال مواطن آخر يدعى أبو سالم «المزارعون اتجهوا إلى زراعة النخيل لتحمله الملوحة، ولكن من شدتها أصبح الإنتاج من التمور ضعيفاً وتدنت جودته، لذا نطالب المسؤولين في الجهات المختصة بوضع آلية مناسبة تساعد المزارعين على الإنتاج على اعتبار أن المزرعة تعتبر مصدر زرق إضافياً للمواطن، إضافة إلى أن إنتاج المزارع من المحاصيل يسهم في زيادة الثروة الزراعية في الدولة».

من ناحيته أوضح وكيل دائرة البلديات والزراعة - قطاع الزراعة - في العين جمعة سعيد حارب العميمي أن «من أهم أسباب الملوحة في آبار المياه بالمزارع هو ندرة الأمطار الذي يعتبر السبب الرئيس، ومن ثم زيادة استهلاك المياه في الآبار، ومنطقة أبو كرية بها 890 مزرعة وتعتبر مالحة، على عمق 600 قدم وتزيد شدتها كلما زاد الحفر». وزاد أن «بعض المزارع يصل عمق الحفر فيها 1000 قدم، وهو الحد الأعلى للحفر، علماً بأن عمر المزارع في المنطقة لا يقل عن 20 عاماً، كما أن الدائرة تحفر الآبار في المزارع، ويسمح بحفر ثلاثة آبار مياه في كل مزرعة وهذا يعتمد على مساحة كل واحدة منها».

ونوه بأن «الهدف الأساسي من إنشاء المزارع هو أن تكون مصدراً إضافياً للمواطنين، وزيادة الإنتاج من الأعلاف الحيوانية، وزيادة الثروة الحيوانية والزراعية في الدولة، إضافة إلى تسويق التمور والخضراوات الأخرى» لافتاً إلى أن «الدائرة تقيم ندوات وحملات تثقيفية لأصحاب المزارع عموماً عن كيفية ترشيد المياه والتقليل من الاستهلاك والاتجاه إلى الري بالتنقيط ومحاولة عدم الهدر وإعطاء الشجرة حاجتها من الماء، إضافة إلى الدور الذي يقوم به المرشدون الزراعيون في إعطاء أصحاب المزارع النصح الإرشادي في كيفية ترشيد المياه والاتجاه إلى الأدوات الحديثة للري».

تويتر