العيد يحلّ على هديل دون سرطان
|
|
هديل بعد إزالة الورم السرطاني كليا من الغدة النخامية تصوير تشاندرا بلان
وصلت الطفلة المصرية هديل حاتم البالغة من العمر 15 عاماً إلى الدولة منذ أيام، عائدة من ألمانيا، بعد تلقيها العلاج من مرض السرطان، وتمكنت من المشي على قدميها لأول مرة منذ استفحال المرض قبل أكثر من عام. وكانت سموّ الشيخة حصة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم تكفلت بعلاج هديل على نفقتها الخاصة، بعد نشر «الإمارات اليوم» قصة مرضها في شهر يونيو الماضي.
ووفقاً لوالد هديل فقد استأصل الأطباء في «هانوفر» الورم السرطاني من الغدة النخامية، في رحلة علاجية استغرقت نحو عام، استنفد خلالها الأب مدخراته وما تكفل به متبرعون، واحتاج إلى مبلغ إضافي يصل إلى 150 ألف درهم، لإكمال العلاج، وتابع «جاء تبرع الشيخة حصة بدفع النفقات في الوقت المناسب، لينقذ ابنتي من موت أكيد، إذ كانت هديل على حافة الطرد من المستشفى بسبب الظروف المالية الصعبة». وأوضح الأب أن «رحلة هديل مع العلاج بدأت بمساعدة رجل الأعمال الإماراتي عيسى الفهيم، وهيئة الهلال الأحمر، وأسفر عن إزالة الورم السرطاني كلياً من الغدة النخامية، وفقاً للتقارير الطبية الصادرة من مدير مستشفى وستن».
و كانت إصابة هديل بورم في الغدة النخامية اكتشفت منذ كانت في الرابعة من عمرها، وأجريت لها عملية استئصال في مستشفى راشد في دبي، لكن أشعة الرنين أثبتت أن الورم لم يستأصل، حيث أصيبت بعد ذلك بحَوَل، وضعف النظر، وزيادة في وزنها نتيجة الحقن بمادة الكرتيزون، إضافة إلى بطء في النموّ.
وتقول والدة هديل إن ابنتها بدأت رحلة العلاج في ألمانيا منذ 28 ديسمبر الماضي، وإنها تلقت علاجاً كاملاً، في حين بدأت مرحلة ثانية من العلاج بعد أن تم استئصال الورم السرطاني من الغدة النخامية. وأضافت «بعد إجراء العملية شفيت ابنتي من الصداع الذي كان يجعلها تصرخ وتبكي باستمرار من شدة الألم، وتخلصت أيضاً من الغيبوبة التي كانت تدخلها في حالات أشبه بالموت، مشيرة إلى أن«ابنتها بقيت شهراً كاملاً في العناية المركزة، ولم يسمح لها الأطباء بالتحرك ولا المشي، فبدأت العضلات تضمر. لكن بعد تحويلها إلى مستشفى «باد سالينغ بوستيل»، بدأت هديل تستعيد قدرتها على الحركة».
وتابعت الام أن ابنتها «كانت عاجزة عن المشي قبل العملية الأخيرة، وفي حال حاولت ذلك، تصاب بالإعياء بسرعة، ما كان يضطرها إلى الجلوس». وأشار والد هديل إلى أن ابنته فقدت بصرها بعد استئصال الورم السرطاني من الغدة النخامية، وعزا ذلك إلى تأخر العلاج، حيث امتدت فترة المرض لسنوات، وقال «بعد أن كانت ابنتي تتلقى دروسها بشكل طبيعي في المدرسة، أصبحت الآن في حاجة ماسة إلى تعلم لغة برايل»، وتابع «هي في حاجة إلى مدرسة خاصة بالإعاقة البصرية أيضاً، لتكمل تعلمها، وأكد أنها كانت من الطالبات الأوائل في مدرستها، وقد وصلت للصف التاسع بتفوق، وتمنى أن تستمر ابنته في التعلم».
وأشار إلى أن زيادة وزن هديل كان نتيجة الأدوية والجلوس الطويل في المستشفى، متمنياً أن تجد ابنته اهتماماً ليعود وزنها إلى الشكل الطبيعي. وبدورها أعربت هديل عن أملها «بالعودة سريعاً إلى المدرسة، وتعلم لغة برايل». وقالت «أبي علمني منذ كنت طفلة أن العلم نور، لذا أود أن أكسر العتمة التي ابتلاني الله بها بنور العلم». وتابعت«هذا العيد له طعم مختلف عن الأعياد التي سبقت، لأنني بدأت أشعر بالحياة مجدداً وتذوق طعم المناسبات السعيدة».
|