3 أطراف إماراتية تتحدث إلى «القاهرة اليوم» عن مقتل سوزان تميم

 التغطية الإعلامية في الإمارات لمقتل تميم خلت من أي إيحاءات سياسية.   

 مازالت الإثارة تحيط بما يتسرب من أخبار وتفاصيل جديدة حول قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، لارتباطها بالشهرة والمال والسياسة، فضلا عن اختلاف جنسيتي القاتل والقتيلة، ومكان ارتكاب الجريمة التي شكلت مثلثاً قاعدته في دبي، وضلعاه في القاهرة وبيروت، ويتوقع كثيرون في البلدان الثلاثة عدم اسدال الستار حتى بعد حسم القضية التي تبدأ أولى جلسات محاكمة المتهمين فيها في القاهرة في 18 من الشهر الجاري.

 

وتضمنت التغطية الإعلامية المستمرة للجريمة المروعة يوم 28 من يوليو الماضي فاصلا مهما، تمثل في حلقتين متتاليتين بثتهما قناة «أوربت» الفضائية لبرنامج «القاهرة اليوم» الذي يقدمه الإعلامي المصري عمرو أديب من دبي قبل أسبوع. وأثارت الحلقتان ردود فعل كبيرة في أوساط مختلفة، خصوصاً في القاهرة لأسباب مختلفة، منها أنها المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل الواقعة تلفزيونياً في دبي، والاستماع إلى ثلاثة أطراف لم يتحدثوا بشكل مفصل منذ وقوع الجريمة، أحدها يمثل وسائل الإعلام الإماراتية، وهو رئيس تحرير «الإمارات اليوم» الزميل سامي الريامي، والثاني يمثل وجهة النظر القانونية المحلية أيضا، وهو المستشار القانوني الدكتور حبيب الملا، وأخيرا الطرف الثالث الأقرب من الجميع لتفاصيل الجريمة، نائب القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة.

 

طبيعة البرنامج
لم يكن اختيار برنامج «القاهرة اليوم»  عشوائيا على الإطلاق لتناول هذه القضية في دبي، والسماح لمقدمه بالاطلاع، دون العرض، على تفاصيل وأدلة لم يفصح عنها حتى الآن، بل كان انتقائياً ومرتباً له، حسبما أكدت مصادر مسؤولة لـ «الإمارات اليوم» عزت ذلك لأسباب، منها أن البرنامج ليس محسوباً على التلفزيون الرسمي المصري، لكنه في المقابل أحد أكثر البرامج قبولا لدى النخبة الحاكمة، وكذلك الليبرالية والمعارضة في مصر، ومنها كذلك أنه قدم دعماً من البداية لرجل الأعمال المصري المتهم بالتحريض على قتل «تميم» والمحتجز حالياً على ذمة القضية هشام طلعت مصطفى، وبدا متشددا في تأكيده صدق نواياه في الرغبة في تصحيح الصورة وعدم تجاهل الطرف الأهم في القضية «دبي».

 
الحلقة الأولى
 الزميل سامي الريامي، رئيس تحرير «الإمارات اليوم»، أكد اهتمام الصحافة المحلية بقضية سوزان تميم، نظرا للشهرة التي كانت تتمتع بها، وزادت بعد وفاتها، مشيرا إلى أن القصة احتلت الصفحة الأولى في جريدته خلال مراحلها المختلفة، بداية من يوم اكتشاف الجريمة وحتى الإعلان عن المتهم بالقتل، لافتاً إلى أن الصحف المحلية سبقت وسائل الإعلام المصرية في نشر هويته،  على الرغم  من عدم إعلان شرطة دبي عنه في البداية، مضيفاً  أن «الإمارات اليوم» اعتمدت على مصادر غير رسمية في تحديد هويته، ووثقت معلوماتها بتأكيدات من مصادر مسؤولة في القاهرة ودبي، مستفيدة وباقي الصحف الإماراتية من عدم حظر النشر محلياً، على عكس ما حدث في القاهرة.


وتضمنت إفادات سامي الريامي في الحلقة التي استمرت قرابة ساعتين رسالة مجردة- حسبما أشار متابعون في القاهرة- وهي أن التغطية الإعلامية للقضية في الإمارات خلت كلياً من أي ايحاءات سياسية، وتعاملت الصحف مع الواقعة بشكل مهني بحت، تمثل في اهتمام مضاعف بالقضية لشهرة المجني عليها، من دون توجيه اتهامات مسبقة إلى طرف ما، لافتا إلى أن الصحف المحلية اعتمدت في كثير من تقاريرها على مصادرها في شرطة دبي، حفاظاً على سير التحقيقات.

 

من جانبه حسم المحامي الإماراتي، الدكتور حبيب الملا، الجدل الدائر حول سبب إجراء المحاكمة في القاهرة، موضحا أنه لا توجد اتفاقية تسليم مجرمين بين مصر والإمارات، بل يمنع دستورا الدولتين تسليم أي من رعاياهما إلى دولة أخرى لمحاكمته فيها، مشيرا إلى أن هناك تنسيقاً واضحاً بين الطرفين حول القضية. وقال الملا «إن حدوث الجريمة في دبي كان من الممكن أن يؤثر في سمعتها كمدينة آمنة جاذبة للمشاهير والمستثمرين في العالم، لو لم يتم الكشف عن تفاصيلها ومرتكبها خلال خمس ساعات فقط».

 

حوار المزينة
وقوبل الحوار الذي أجراه الإعلامي عمرو أديب مع نائب القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة باهتمام شديد، نظرا لتشكيك بعضهم، من خلال البرنامج نفسه، في دقة التحريات التي أجرتها شرطة دبي، ومنهم اللواء السابق في الشرطة المصرية منير السكري، والد المتهم بقتل تميم، ضابط الشرطة السابق أيضا، محسن منير السكري، وكذلك محامي الأخير.

 

وتبين من ردود غالبية المعلقين على حوار المزينة في المنتديات والصحف المصرية قناعاتهم بسلامة موقف شرطة دبي، بعد تأكيد أديب تغير قناعاته هو شخصياً بعد مشاهدة الأدلة والصور التي التقطتها الكاميرات للمتهم في الفندق الذي أقام به بالقرب من سكن المجني عليها، وانتقاله إلى شقتها في برج الرمال 1 في منطقة المارينا، ودخوله إلى الشقة ثم خروجه منها بملابس مختلفة إلى الطابق الأسفل، ثم خروجه من البرج، مدعيا التريض.

 

وتضمن حوار المزينة نقاطا جوهرية، ورسائل تلقتها جميع الأوساط المهتمة بالقضية، خصوصا في القاهرة، أبرزها أنه لم يتطرق إطلاقا إلى المتهم بالتحريض على القتل، رجل الأعمال المصري وعضو مجلس الشورى وأمانة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، هشام طلعت مصطفى، مؤكدا أن شرطة دبي معنية فقط بشخص واحد هو محسن منير السكري، الذي قدمته مشفوعاً بأدلة قاطعة تؤكد قيامه بقتل «تميم» بمفرده.

 

وبدا المزينة- حسبما أكد أديب نفسه- دقيقا في اختيار كلماته، ورفض الدخول في ما يثار من جدل حول هشام طلعت مصطفى، مشيرا إلى أن القاتل «السكري» ارتكب أخطاء عدة، ساعدت شرطة دبي على تحديد هويته، ولولا تأخر الإبلاغ عنه كان من الممكن القبض عليه قبل مغادرته دبي، واعتذر من الشارع المصري، عن عدم الإفصاح عن مزيد من المعلومات، معتبرا أن هذا من حق المصريين، لكن حساسية القضية تحول دون ذلك.  

تويتر