الحداد: تدريس «الجنس» مناداة بالفُحش
|
|
الحداد: الخلاف بين المسلمين حول رؤية الأهلّة فقهي قديم. تصوير: محمد حكيم
اعتبر كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد الحداد، تدريس الثقافة الجنسية في المدارس «مناداة بالفُحش، والتفاحُش، والمجاهرة بالسوء». واصفاً إياها بـ«فوضى بهيمية إباحية». ومحذراً التربويين والمفكرين «من السقوط في هذا المنزلق الخطير». وتساءل في مقابلة أجرتها معه «الإمارات اليوم» وتناولت عدداً من القضايا الحياتية وموقف الشرع الإسلامي منها، فيما إذا كانت «هذه الثقافة في حاجة إلى تعليم». وتابع «أنها أمور غريزية في المرء لا تحتاج إلى تدريس، فمَنْ الذي علّم الأجيال القديمة من لدن آدم وحواء إلى اليوم؟».
وأضاف أن «الأبناء والبنات في حاجة إلى تعلم الأحكام الشرعية المتعلقة بالطهارة، والمباشرة الزوجية من حيث الحل والحرمة، وما يترتب على ذلك من واجبات وحدود، وما هو معروف بأحكام الأحوال الأسرية أو الشخصية، ليكون أبناؤنا وبناتنا في غاية الصون والعفة». إلى ذلك، قلل الحداد من حجم الخلافات بين المسلمين حول رؤية الأهلّة في تحديد بدايات الأشهر الهجرية، وقال: «هذا الخلاف بسيط لكونه فقهي قديم، ولا يؤدي إلى سوء الفهم، ولا إعاقة الدعوة؛
لأن مستنده دلائل مقبولة لكل وجهة، ثم إنه من الفروع وليس الأصول». ودعا إلى توحيد الصوم والإفطار في العيد بناء على رأي الجمهور من أهل العلم الذين يرون أنه إذا ثبتت الرؤية في بلد وجب على سائر بلاد الإسلام العمل بها. وفي موضوع آخر، أكد الحداد تقصير رجال أعمال في الدولة في تأدية زكاة أموالهم. وأوضح أن الأمر «ليس اتهاماً، بل حقيقة يظهرها الواقع الماثل، إذ نرى الثراء الكبير مع ما نراه من الفقر المرير، ليس في مجتمعنا فحسب، بل في كل المجتمعات والدول الإسلامية».
ورداً على المنادين بتجديد الخطاب الديني، أوضح «أننا اليوم في حاجة إلى تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع زماننا ووضعنا والعالم المفتوح الذي نعيش فيه، كما أن الإسلام لا يمانع أن يتجدد خطابه بحسب تغير أحواله، إذ إن للحرب خطاباً، وللسلم خطاباً، وللتعليم خطاباً، وللترهيب خطاباً، وللترغيب آخر». وحول الفتاوى التي تثير جدلاً بين المسلمين، مثل الفتوى التي صدرت بقتل أصحاب الفضائيات «المروّجة للفساد»، وفتوى جلد الصحافيين، وإباحة زواج الوناسة.. وغيرها، قال الحداد «إن تلك الفتاوى رؤى فكرية، ومشارب مذهبية، وكما يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (وكل إناء بالذي فيه ينضح)، ولايزال العلماء يختلفون فيشدد هذا ويخفف ذاك، فلا يعيب بعضهم على بعض».
ودعا المسلمين إلى اتباع منهج الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند ظهور الخلاف حيث قال: «استفت قلبك، واستفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب، واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك». وفي ما يتعلق باتهام المسلمين والإسلام بالإرهاب قال الحداد «الإرهاب يعرفه كل إنسان، وإن تكتّم القانونيون أو السياسيون على تعريفه».
وأضاف «لا يشك أحد في أن من يقتل الأبرياء، ويفجر الآمنين وينحر المسلمين، ويروع المدنيين، كما يجري في بعض البلدان الإسلامية، يخرج من مشكاة واحدة، سواء جرى بيد مدعي الإسلام، أو مجاهر بالكفر، هو إرهابي».
|