ألعاب أطفال تقلق آباء وأمهــات في العيد
بعض الألعاب يحتوي على مواد ضارة بصحة الأطفال.
عبَّـر آباء وآمهات عن قلقهم من خطر ألعاب مجهولة المصدر على أطفالهم، مؤكدين أنهم «فشلوا في منع أولادهم من اللهو بالألعاب رخيصة الثمن مجهولة المصدر الموجودة لدى الباعة المتجولين وأحياناً في بعض المحال الكبرى»، مشيرين إلى أن «الأطفال يميلون إلى شراء الوجبات السريعة ليس من أجل الأكل، إنما من أجل اللعبة التي يحصلون عليها مع الوجبة»، ملمحين إلى مخاطر وأضرار الألعاب مجهولة المصدر على الأطفال. في حين أكدت بلدية الشارقة حرصها على منع تداول الألعاب مجهولة المصدر من خلال الحملات التفتيشية، موضحة أن «قسم رقابة الأسواق شن حملات أخيراً على المحال التجارية والباعة المتجولين أدت إلى مصادرة أكثر من 1509 ألعاب للأطفال تنوعت ما بين المسدسات البلاستيكية ولعب الورق ودمى تحتوي على مواد مسرطنة».
وفي التفاصيل، قالت أم محمد، ربة منزل، «منظر الألعاب المتكدسة لدى الباعة المتجولين أغرى الأطفال باقتنائها، ولا استطيع حرمان ابني من شراء الألعاب مثل بقية أصدقائه، ونضطر لمراقبته لمعرفتنا بخطر بعض الألعاب». وأضافت جارتها أن «مشكلة الألعاب غير المطابقة للمواصفات تزداد في الأعياد والمناسبات، حيث يعرضها الباعة المتجولون لإغراء الأطفال ويفقد الآباء السيطرة على أبنائهم، وعندما نذهب لتناول الطعام تفرض علينا مطاعم الوجبات السريعة هدية عبارة عن لعبة، وبعد انتهاء العيد نكتشف كم كنا متساهلين مع أبنائنا»، مشيرة إلى أن الطفل يستمتع بتفتيت اللعبة ووضعها في فمه على الرغم من أنها مصنّعة من مواد رديئة.
وقالت نوال حسان، معلمة إنه «على الرغم من علمنا بخطر الألعاب الرخيصة والمجهولة المصدر الا أننا لا نستطيع منع أولادنا من اقتنائها خصوصاً إذا كانت هدية على وجبات الطعام»، مطالبة بضرورة تشديد الرقابة على ألعاب الأطفال لحمايتهم من مخاطرها. وتؤكد أم أحمد أن «ولدي الوحيد لا أستطيع حرمانه من الألعاب المجهولة المصدر؛ لأنه يشاهد أصدقائه يلهون بها ويطالب بمحاكاتهم، ونضطر للاستجابة له على الرغم من علمنا بمخاطرها».
ويروي أبوشادي قصته مع الألعاب الرخيصة قائلاً: «ابني الكبير قبل ثلاث سنوات التهم بعض أجزاء لعبة علقت في حلقه وشكلت خطراً على حياته، لولا عناية الله وسرعة وصولنا إلى المستشفى لانتهت حياته، وتعلمت منذ ذلك اليوم شراء الألعاب ذات الماركات، أما الألعاب الرخيصة التي يحصل عليها الأبناء هدايا مع وجبات الطعام وما شابه نتخلص منها في نهاية اليوم».
وأوضح الباحث الاجتماعي أحمد علي أن «ألعاب الأطفال ذات فوائد عديدة، لكنها لا تخلو من مخاطر، فتشغيل اللعبة بواسطة التيار الكهربائي أو البطارية يحمل مخاطر عدة خصوصاً للأطفال دون سن الخامسة، واللعبة المؤلفة من أجزاء صغيرة قد تؤدي إلى اختناق الطفل نتيجة ابتلاعه قطعاً منها، كما أن بعض الأصوات والحركات التي تحدثها بعض الألعاب تزعج الطفل وتسبب له التوتر والخوف وقد تؤثر في حاسة السمع لديه».
وتابع أن «الألعاب تنمّي مهارات الطفل، ولكن هذا الدور لا ينفصل عن ضرورة زيادة الوعي بألعاب الأطفال ومخاطر بعضها، خصوصاً مخاطر الألعاب غير المطابقة لمواصفات السلامة»، مشيراً إلى أن «الألعاب من الأشياء الرئيسة التي تدخل في صميم تربية الأطفال وتشكل عنصراً مهماً في تنمية قدراتهم الذهنية والفكرية». وطالب الأهالي بالحذر في اختيار نوعية الألعاب، والتأكد من سلامتها قبل وضعها بين أيادي الأطفال، لتفادي أي مشكلة تنتج عن الألعاب رديئة الصنع، ملمحاً إلى أن «بعض الألعاب خطرة على صحة الأطفال مثل مؤشرات الليزر، والألعاب الوبرية التي قد تسبب الربو».
وبدورها أكدت بلدية الشارقة أنها تقوم باستمرار بعمليات مسح على الأسواق والمحال في الإمارة ومصادرة جميع الألعاب غير المطابقة للمواصفات بأنواع وأحجام مختلفة مثل المسدسات والألعاب الورقية التي تحمل صوراً خليعة، وتوقيع الغرامة على البائع لترويجه هذه اللعبة مع إعطائه إنذاراً أخيراً بعدم تكرار هذا الفعل. وأكد مدير إدارة حماية المستهلك في البلدية، فهد علي شهيل، أن «البلدية اتخذت إجراءات احترازية عدة لمنع بيع هذه الألعاب وضمان عدم دخولها إلى أسواق المدينة وبيعها في المحال، وذلك بالتفتيش المفاجئ والمستمر على المراكز التجارية بمختلف أنواعها».
وأضاف أن الحملات التفتيشية الدورية المستمرة على جميع أسواق الإمارة والمناطق الصناعية بما في ذلك المستودعات والمخازن والمحال التجارية تغطي أنحاء الإمارة كافة، من أجل القضاء على هذه الظاهرة بجميع أشكالها، كما تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات الجديدة الضرورية لمواجهة السرية التامة التي تتميز بها أنشطة هؤلاء الباعة المخالفين الذين يمارسون أنشطتهم غير المشروعة بعيداً عن أعين مفتشي الأمن وقسم رقابة الأسواق، وتشمل هذه الإجراءات رفع كفاءة العاملين وتطوير الأساليب التسويقية والترويجية والارتقاء بنوعية المعروضات في الأسواق العامة».
وأشار إلى أن «فريق مفتشي قسم رقابة الأسواق التابع لإدارة حماية المستهلك ضبط أكثر من 450 علبة لعب أوراق خاصة بالأطفال، تحمل ألفاظاً مسيئة للذات الإلهية ومخالفة للعقيدة الإسلامية، كما تم ضبط ومصادرة الكميات الموجودة بأنواع وأحجام مختلفة من لعبة الروليت وهي أحد اصناف القمار، مضيفاً أن «الإدارة نظمت حملة توعية تحت شعار حماية أطفالنا مسؤوليتنا: ألعاب الأطفال الأضرار والمخاطر، بالتعاون مع مراكز الأطفال والفتيات وتحت إشراف مكتب التنسيق الصحي ببلدية الشارقة».
وأوضح بن شهيل أن «الهدف من الحملة زيادة الوعي بألعاب الأطفال ودور هذه الألعاب في نمو الطفل الجسدي والذهني والنفسي، فضلاً عن التوعية بمخاطر بعضها، وتسليط الضوء على مخاطر الألعاب غير المطابقة لمواصفات السلامة، وتنمية مهارات الطفل في اختيار واستخدام الألعاب المناسبة له»، متابعاً أن «الحملة لم تكن موجة من الرعب والترهيب ليعيش الأهالي في دوامة الخوف؛ لأن الألعاب من الأشياء الرئيسة التي تدخل في صميم تربية الأطفال وتشكل عنصراً مهماً في تنمية قدراتهم الذهنية والفكرية، بل استهدفت الحملة مخاطبة الشرائح المعنية من الأهالي والجهات الأخرى من خلال المحاضرات والندوات بأسلوب تثقيفي، كنوع من التحذير من بعض المخاطر التي قد لا نلتفت إليها مثل الحجم الصغير لبعض الألعاب ودخول بعض المواد الكيماوية والمغناطيسية في بعضها الآخر، وستقوم الإدارة بتوزيع كتيب يتضمن الأضرار التي تسببها بعض الألعاب ومتطلبات السلامة في ألعاب الأطفال بشكل عام».
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news