العيدية.. فرحة في جيوب الصغار
الفرحة تغمر الأطفال حين يحصلون على «العيدية». تصوير: محمد حنيف
ترتسم الابتسامة على وجوه الأطفال في أول يوم للعيد، وبعد صلاة العيد على وجه الخصوص، لعلمهم أنهم سيحصلون على العيدية من الأهل أو من الأقارب أو الجيران، فهي عادة تناقلتها الأجيال حتى وقتنا هذا، كونها من العادات العربية الحميدة. والعيدية مبلغ من المال، يُعيّد فيها الكبارُ الصغارَ، والصغير حين يكبر يُعيّد بها بدوره الجيل الجديد من الأطفال، ويتجنب بعضهم حتى لو كان صغيراً الحصول عليها، كونه يريد يثبت للأهل بأنه لم يعد طفلا.
وعبر رائد عبدالله (موظف) عن العيدية بقوله:«للعيدية طعم آخر يعرفه المحتاجون المتعففون عن سؤال الناس للأموال، فهي تساعدهم على سد حاجتهم وإعانتهم على مسؤولياتهم». وتابع:«عندما كنت طفلا لم أكن أقبل العيدية إلا من والدي ووالدتي وأخي الكبير، ولا أطوف على البيوت في الفرجان للحصول عليها، فقد كنت من سكان أبوظبي ولم تكن هذه العادة منتشرة كثيرة عندنا، لذلك لم أكن معتادا عليها».
وأكمل: «ولكن عندما انتقلنا من أبوظبي إلى دبي كانت العيدية منتشرة، وحتى على مستوى الجيران، وكان أخوتي صغارا واعتادوا عليها في كل عيد، والآن بعد أن توظفت أُعيّد أنا بدوري على أطفال العائلة».
هدية خاصة
وتابعت:«ولم أحصل على وظيفة حتى تزوجت، لذلك بقيت على العيدية حتى زواجي، وحالياً أوزعها على الأطفال أو الأقارب، ومازال زوجي عند اقتراب العيد يهديني عيدية خاصة، قطعة ذهب أو رحلة إلى مدينة معينة».
من الأهل
وأكمل: «وإذا لم أرغب في الحصول على شيء فأبتاع الصكوك الوطنية ليكون المبلغ محفوظا، وفي الوقت نفسه أستفيد منه من خلال السحوبات الشهرية، أما عن هذه السنة فأفكر في الحصول على هاتف متحرك جديد بالعيدية». وقالت عائشة خالد (موظفة) عن آخر عيدية حصلت عليها: «كانت في عيد الأضحى الذي سبق حصولي على عمل، فجرت العادة أن الطالبة أو غير المتزوجة تأخذ العيدية ولا تعطيها، لكن المتزوجة أو الموظفة توزع العيدية سواء على الأخوان أو الأهل أو حتى أطفال الجيران». وأضافت:«كانت الفرحة تغمرني حين يعطيني والدي العيدية أو حتى أعمامي أو أخوالي،لأننا اعتدنا أن لا عيد بدون عيدية والعكس الصحيح، وبعد توظفي حرصت أن أوزع العيدية على إخوتي والأطفال، ليشعروا بالفرحة التي كانت تغمرني نفسها».
ويقول خالد محمود (طالب) عن العيدية التي يرفضها:«لا أقبل العيدية منذ أن شعرت بأنني كبير عليها، ولا أقبلها حتى من الأهل والأقارب، والسبب يرجع في ذلك إلى كوني أخجل من أخذ العيدية وأشعر أنها للصغار». وتابع:«بالإضافة إلى أنني طالب فأنا أفضل أن أُعيّد الأطفال، حتى يشعروا بفرحة العيد وأجوائه التي مرت علينا عندما كنا أطفالا، وعن نفسي فإنني كنت استغل العيدية للحصول على كل ما أرغب فيه».
مشتريات
وأضاف:«لكن لا أفضل على الإطلاق الذهاب إلى بيوت الجيران والحصول على العيدية، فأحس كأني متسول أطرق أبواب الناس للحصول على المال وأكتفي بالحصول عليها من أهلي». وأكمل:«حصلت في العام الماضي على 4000 درهم، واشتريت هاتفا متحركا جديدا وبعض الملابس، وهذه السنة أريد الحصول على هاتف جديد ايضا، بمبلغ العيدية». وقرر حمد الشامسي (طالب) عدم الحصول على العيدية في السنة المقبلة بقوله:«لن آخذ عيدية في السنة المقبلة، حتى لو كان والدي أو أحد من أهلي قد رغب في إعطائي عيدية، وذلك لأنني صرت شابا يمكن أن أوزعها بنفسي».
ورأى أن العيدية عادة جميلة تقدم للحاصلين عليها الفرحة والسرور، «لذلك كنت أحرص على الحصول عليها عندما كنت صغيراً، لأنني دائما كنت أشتري فيها ما أحتاجه وأهلي يرفضون شراءه».
عيدية للوالد
وذكرت هند حمد (موظفة) عن شعور الحصول على العيدية:«شعور لا يوصف فهي متعة العيد، لذلك بعد أن أصبحت موظفة أقدم العيدية للأطفال، بالإضافة إلى أنني أقدم عيدية خاصة لوالديّ لأعبر عن حبي لهما في هذه المناسبة». وأكملت:«كنت بمبلغ العيدية عادة ما اشتري الألعاب والعرائس عندما كنت طفلة، ولكن عندما كبرت جمعتها حتى أصبح المبلغ يتجاوز 10 آلاف درهم، ودفعته دفعة أولى للسيارة التي أرت أن أشتريها». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news