المفرقعات النارية.. فرحة «ملغومة»

الأطفال يحصلون على الألعاب  النارية من المحال والتجار المخالفين للقانون.      الإمارات اليوم

 

ترتبط المفرقعات النارية أو ما يعرف في اللهجة المحلية «الشلق»، بفترة الأعياد التي يكثر فيها استخدامها كتعبير عن السعادة والبهجة، لكنها وفي أحيان كثيرة تنقلب الى حزن ومرارة بسبب المخاطر التي تنجم عنها، نظراً لاحتواء هذه المفرقعات على مواد سريعة الاشتعال وشديدة الانفجار، قد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، أو إلى تشوهات خلقية، ولذلك تكثف الجهات الأمنية في المناسبات العامة، خصوصاً الأعياد من حملات التفتيش والتوعية لتفادي مخاطرها، كما أن القانون يعاقب التجار الذين يبيعونها من دون تصاريح خاصة.

 

وقال علي حسن-طالب في الصف السابع: «كنت أحرص على اللعب بالمفرقعات النارية الصغيرة الحجم في طفولتي، وتحديداً في شهر رمضان الكريم بعد صلاة التراويح، حيث يتيح الظلام الدامس فرصة أكبر للاستمتاع بها»، ويتابع «أما الآن فأشعر أنني كبرت على اللهو بها، لكن الكثير من الأطفال يلعبون بها غير آبهين بالمخاطر التي قد تنجم عنها».

 

أشكال متنوعة

فهد فرج الله «طالب في الصف التاسع»، مازال يحرص على اللعب بالمفرقعات النارية، على الرغم من أنه يعي مخاطرها، ويقول «أعلم أن المفرقعات النارية تشكل خطراً على مستخدمها، إلا أنني أهوى اللعب بها على اختلاف أسمائها وأنواعها التي تتحدد وفقا لشكلها»، ويضيف فرج الله مستعرضا بعض أسمائها «هناك القنبلة، والفراشة، والنافورة، والصاروخ الذي يحتاج حرصاً كبيراً في استخدامه، نظراً لخطورته، حيث يستدعي الابتعاد عنه بمسافة بعد إشعاله». وكذلك الحال بالنسبة لمحمد أسعد «طالب في الصف السادس» الذي يحرص أيضا على اللعب بالألعاب النارية، على الرغم من إدراكه مخاطرها، مؤكداً «أتوخى الحذر في استخدامها، وأبتعد عن الأنواع الخطرة منها»، ويقول  فهد أشرف «طالب في الصف السادس»: لا أستطيع منع نفسي من اقتناء  الألعاب النارية، لكنني أحرص على عدم اللعب بالأنواع الخطرة منها لتفادي مضارها التي أسمع عنها.

 

عدم الخوف

ويؤكد علي عبدالله المهيري «طالب في الصف الخامس» أنه لا يشعر بالخوف من الألعاب النارية، التي تجلب السعادة والفرح من وجهة نظره، إلا أنه في صدد الابتعاد عن استخدامها، حيث سيحرص على استغلال وقته في ما هو مفيد، بعد أن وعده أخوه الكبير بأن يشتري له «كمبيوتر شخصي».

 

مواد خطرة

يقول رئيس قسم الأسلحة والمتفجرات في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، المقدم حميد العفريت، «تشكل الألعاب النارية التي يكثر استخدامها في الأعياد تعبيراً عن البهجة والسرور، تهديداً مباشراً على أرواح مستخدميها، لما تسببه من حروق، وإعاقات مؤقتة أو مستديمة، أو حتى الموت، فضلاً عن أنها تشكل خطراً على المتواجدين في محيط استخدامها، وتسبب أضراراً في الممتلكات العامة والخاصة جراء الحرائق المنبعثة، كما أنها تلحق أضراراً فادحة في البيئة»، ويضيف «في كثير من الاحيان تنقلب فرحة العيد إلى حزن وكارثة، نظراً لخطورتها وقدرتها على الاشتعال السريع، كما أنها تولد نوعاً من الغازات الضارة، خصوصاً في الأماكن المغلقة، كما تم تصنيفها وفقاً لأنظمة الأمم المتحدة المختصة بالمادة الخطرة التي تتطلب الكثير من اجراءات الأمان عند نقلها وتخزينها، لأن الاخلال بشروط السلامة يؤدي الى كوارث حقيقية، وقد وقع الكثير من مثل هذه الحوادث على المستوى العالمي، وفي دبي وقع حادث منطقة القوز».

 

وحذر العفريت كل من تسوّل له نفسه  الاتجار في بيع أو تخزين المفرقات والمواد الخطرة، لأنه يكون عرضة هو وغيره لأخطار كبيرة، داعياً إلى ضرورة تعاون الجمهور مع أفراد الشرطة للعمل على توفير الأمن والسلامة لأفراد المجتمع. وأكد العفريت دور أولياء الأمور الأساسي في مراقبة أطفالهم، وتوعيتهم بالابتعاد عن هذه الألعاب، وعدم الرضوخ لإغراءات المهربين الذين يقومون بإدخال هذه الألعاب إلى مدن الدولة بطرق غير مشروعة، وبيعها في المحال، والمخازن في مختلف المناطق.

 

ولفت العفريت إلى أن الألعاب النارية التي يشهدها الجمهور وتقدم في المناسبات، تقوم فيها شركات مختصة ومصرح لها بتنفيذ وإقامة عروض الألعاب النارية وتتبع إجراءات عدة تحت إشراف المختصين لدينا في فرع الأسلحة والمتفجرات.

 

رقابة

 وقال نائب مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي، العقيد عبدالله علي الغيثي، «أسهمت الرقابة التي فرضتها الجهات المعنية من الشرطة والدوائر الاقتصادية في التقليل من تداول المفرقعات النارية، كما كان عليه الحال في السنوات السابقة»، وأضاف «تنظم شرطة دبي حملات تفتيشية خلال الفترة من بداية شهر رمضان ولغاية العيد للقضاء على هذه الألعاب الخطرة التي يكثر استخدامها، وتواظب على زيارة المدارس الإعدادية والثانوية للتوعية من مخاطرها، فضلاً عن تنظيم الندوات التعريفية، وحملات التوعية والمطبوعات التحذيرية».

 

تفادي المخاطر

وأكـد الغيثي أن عملية تهريب الألعاب النارية الى داخل الدولة يقوم بها ضعاف النفوس وتجار يسعون الى الربح السريع، مستغلين تعدد منافذ الدولة الحدودية»، وقال مدير إدارة الرقابة والحماية التجارية في الدائرة الاقتصادية في دبي، محمد هلال «يعتبر تداول الألعاب النارية ظاهرة موسمية تزدهر في شهر رمضان الكريم، والعيدين، تعبيراً عن الفرحة والبهجة، إلا أنها تشكل خطراً كبيراً على سلامة مستخدميها، لاسيما الأطفال منهم، حيث تحتوي على مواد سريعة الاشتعال، قد تتسبب في إصابات وحروق لمستخدميها والمارة»، وأضاف «يعمل مفتشو الدائرة وفق إجراءات مدروسة، على مصادرتها من المحال والمخازن التي تقوم ببيعها في الخفاء مخالفة للقانون، وإنزال العقوبة عليها»، وأوضح هلال أن العقوبة تأخذ أشكالاً عدة منها «فرض غرامة مالية تقدر بـ3000 درهم في المرة الأولى، و6000 درهم في المرة الثانية، وقد يتم غلق المحل كإجراء تأديبي، أما بخصوص المفرقعات التي يتم بيعها من  المنازل الخاصة فلا تملك الدائرة الاقتصادية صلاحية مصادرتها»، وحذر الدكتور علاء الدين شاهين من أضرار الألعاب النارية، فبالإضافة الى الحروق والإصابات الجسدية «يسبب الدخان المتصاعد منها في تهيج الأزمات الربوية عند الأطفال الذين يعانون من حساسية في الصدر، كما قد يؤدي إلى الاختناق والوفاة في بعض الحالات».


الاستعداد  في العيد
 

قال رئيس قسم الأسلحة والمتفجرات في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، المقدم حميد العفريت، إنه «تم تخصيص فريق عمل يكون على أهبة الاستعداد طوال فترة الأعياد لوقف استخدام أو مصادرة المفرقعات النارية، وتوعية الأهالي من المخاطر الجسيمة التي تهدد أولادهم من جراء اللعب بها».

 

إتلاف الألعاب النارية

ذكر نائب مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي العقيد عبدالله علي الغيثي، أن «إدارة المتفجرات في الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ أتلفت في عام 2003 ثمانية أطنان من الألعاب النارية، وفي 2004 تم إتلاف سبعة أطنان، وفي 2005  خمسة أطنان، وفي 2006 تم إتلاف 10 أطنان، وفي عام 2007 تم إتلاف 28 طناً من مواد الألعاب النارية. يذكر أنه تم ضبط طنين من الألعاب النارية في مدينة العين في العام نفسه.

الأكثر مشاركة