8 مليارات دولار حجم استثمارات «تكنولوجيا المعلومات» في مصر
|
|
مصر تحتل المرتبة 13 في تقديم خدمات التعهيد دولياً. تصوير: جوزيف كابيلان
قال الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية وتطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر «ايتيدا»، الدكتور حازم عبدالعظيم، «إن الحكومة المصرية تخطط لرفع نصيب الدولة من عوائد التعهيد العالمية إلى مليار دولار بحلول عام 2010». مشيراً إلى أن سوق تعهيد نظم الأعمال سيرتفع إلى 90 مليار دولار خلال الفترة من ست إلى ثماني سنوات مقبلة.
وأضاف أن مصر تدرك أهمية تكنولوجيا المعلومات بالنسبة لنمو الاقتصاد القومي، والحكومة ملتزمة بتقديم الحوافز الضريبية والمالية لجذب الشركات العالمية وحثها على إنشاء مراكز اتصال وتنفيذ عمليات تعهيد نظم الأعمال في مصر.
وقال عبدالعظيم «إن قطاع تكنولوجيا المعلومات نموذج ناجح لعمليات الخصخصة التي تمت في مصر أخيراً، حيث تمكن القطاع من الحفاظ على معدلات نمو تصل إلى أكثر من 20% وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية التي قدرت بنحو ثمانية مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثة الماضية».
وأشار إلى أن «التحولات الاقتصادية التي شهدتها مصر أخيراً تجعلها محط أنظار المستثمرين من مختلف دول العالم، حيث قامت بخفض الضرائب من 42% إلى نحو 20% لهذا الغرض». وأضاف «أدى ذلك إلى دخول مصر ضمن الدول التي تسعى نحو الإصلاح الاقتصادي طبقاً لتقرير البنك الدولي لعام 2008».
وأكد أنه وفقاً لدراسات دولية فإن مصر تحتل المرتبة الـ13 في تقديم خدمات التعهيد للأقاليم البعيدة إلى دول مثل التشيك والمجر وبولندا، وكذلك إلى مناطق فى الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب إفريقيا وتونس.
وقال «إن العديد من الشركات المحلية والعالمية مثل «يونليفر» و«فودافون» و«أورانج» و«بروكتر آند غامبل» و«صن» تعمل على استثمار رؤوس أموالها في مشروعات في مصر».
المقوّمات اللازمة وقال عبدالعظيم «بالرغم من استمرار الهند في قيادة سوق التعهيد في مجالات تكنولوجيا نظم المعلومات، إلا أن مصر تملك المقومات اللازمة للحصول على نصيب من سوق التعهيد في مقدمتــها انخفاض تكاليف العمالة بنسبة 20% عن دول شرق أوروبا وشمال إفريقيا وآسيا غيرهــا من الأسواق الناشئة».
وأضاف «انخفاض أسعار استخدام الاتصالات عن بعد والإنترنت، وانخفاض معدل التضخم في الأجور والذي يقدر بـ 5% سنوياً يجعل مصر أفضل عن غيرها من المواقع التي يتراوح فيها هذا الانخفاض ما بين 10 و15%، فضلاً عن استقرار سعر صرف الجنيه المصري في مقابل بعض العملات ومن أهمها الدولار الأميركي وهو ما يعنى استقرار أسعار التشغيل أيضاً».
وتابع «إن قائمة المميزات في مصر تشمل أيضاً اتساع قاعدة المهارات بها، وعامل القرب الجغرافي من أوروبا، والإلمام بالثقافة الغربية ما يجعلها أفضل من غيرها كالهند أو الصين».
إقبال كبير ولفت إلى تزايد الإقبال على مصر كمركز لتقديم خدمات التعهيد، مشيراً إلى أن عدداً من الشركات الهندية والعالمية مثل «ويبرو» و«ساتيام» و«تيليبرفورمانس» و«سيسكو» و«غوغل» و«آي.بي.إم» و«مايكروسوفت» و«فاليو» و«أوراكل» أدركت حقيقة هذه المقومات ما دفعها إلى الاستثمار في مصر. مشيراً إلى أن «القاهرة تأتي في المركز 11 في قائمة 50 مدينة ناشئة في مجال التعهيد، وفقاً لدراسة أجرتها شركة «ثولونز» العالمية للخدمات».
وقال عبدالعظيم «إن الجامعات المصرية تقوم بدور كبير في دفع عجلة التنمية في مجال التعهيد، حيث يتخرج منها نحو 330 ألف خريج سنوياً من بينهم 31 ألفاً ممن يمتلكون المهارات المبدئية ليكونوا خبراء في مجالات التكنولوجيا والعلوم والهندسة».
وأضاف «إن معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لهيئة تنمية وتطوير التكنولوجيا يقوم بتدريب 1000 خريج سنوياً في مختلف مجالات تكنولوجيا المعلومات، من خلال برنامج مكثف مدته تسعة أشهر، إضافة إلى عمليات تطوير المناهج الدورية التي تتم في خمس جامعات مصرية بهدف تخريج 5000 خريج سنوياً وإعداد قوة العمل المستقبلية».
وتوقع أن تشهد مصر طفرة في معدلات قوة العمل خلال السنوات الخمس المقبلة بسبب زيادة معدلات الشباب من الأعمار التي تتراوح بين 15 و39 عن نصف سكان مصر، وتطبيق عدد من المبادرات التي تمكّن الحكومة من دعم جهود تطوير تكنولوجيا المعلومات على المدى الطويل».
بنية تحتية وكشف عن قيام الحكومة المصرية بالاستثمار لإقامة بنية تحتية تمكنها من دخول سوق التعهيد، وقال «أدركت مصر أهمية إنشاء مركز متطور ليكون بمثابة متنزه لتكنولوجيا المعلومات، فعملت على إنشاء القرية الذكية التي تمتد لنحو 600 فدان وتضم بين أرجائها شركات متخصصة في مجال الاتصالات عن بعد وتكنولوجيا المعلومات محلية ومتعددة الجنسيات، إضافة إلى مؤسسات مالية وبنكية وبعض الهيئات الحكومية، وأكثر من 13 ألف خبير يديرون عمليات في نحو 100 موقع محلي وتابع لشركات متعددة الجنسيات».
ولم يستبعد عبدالعظيم انتقال صناعة تعهيد نظم المعلومات إلى مدن أخرى في مصر مثل الإسكندرية - التي تعتبر ثاني أكبر مدن مصر- نظراً لوجود مطارين وميناءين بها، وكذلك المنصورة التي تعتبر من أهم المدن الصناعية والتجارية، وأسيوط التي تضم جامعة أسيوط التي تعتبر من أكبر جامعات مصر. التعهيد هو إسناد أجزاء من مهام البرمجة وعمليات التصنيع في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى المناطق التي تكون فيها تكلفة الأيدي العاملة أرخص، وتتسابق مصر والهند على الفوز بأكبر حصة ممكنة من سوق التعهيد الذي من المتوقع أن يصل إلى 90 مليار دولار عالمياً.
وتتطلب الدول التي تتحول إلى مراكز إقليمية للتعهيد توافر مجموعة من مراكز الابتكار والتطوير والجماعات ومراكز البحث وتوافر العناصر البشرية المدربة. |