علي سالم.. شيف إماراتي سبع نجوم

علي سالم: فئة من المجتمع لا تتقبل عمل الرجال في هذه المهنة.  تصوير: دينيس مالاري 

 

يستعد الشيف الإماراتي علي سالم، 34 عاماً، رئيس طهاة مطبخ «الليوان» في فندق برج العرب، للإشراف على أكبر مطبخ رئيس على مستوى الشرق الأوسط، سيكون مسؤولاً عن تزويد سلسلة تضم 17 مطعماً ومقهى، بأحدث الأجهزة الإلكترونية المتطورة، التابع لشركة «سلسلة»، وكشف سالم «أنه «بصدد تدشين مطعم إماراتي خمس نجوم، يعد الأول من نوعه في الدولة».

 

وقد انتهى سالم عملياً من إعداد دراسة الجدوى الخاصة بمشروعه، الذي سيحمل اسم «درة دبي»، ويتخصص في تقديم «الأكلات الإماراتية التقليدية بطريقة مبتكرة، على غرار المطاعم العالمية»، ويهدف سالم من خلال مشروعه  إلى «إدراج المطبخ الإماراتي الغني بأكلاته في قائمة المطابخ العالمية المعروفة».

 

وقال سالم  الحاصل على لقب أفضل شيف عربي لعام 2007 أن المطعم «سيصمم  على نمط الهندسة المعمارية التراثية القديمة، التي لن تخلو من بعض اللمسات الحديثة، فضلاً عن أنها ستعتمد على الكوادر الإماراتية الشابة من الجنسين، إلى جانب الخليجية التي سترتدي الزي الإماراتي التقليدي الذي سيصمم بطريقة تتلاءم مع طبيعة العمل فيها»، مشيراً إلى أنه «سيتم الاعتماد في طهي الأكلات الإماراتية، على المنتجات الغذائية المحلية 100%».

 

موهبة فطرية
بزغت موهبة الشيف علي سالم في الطبخ منذ 16 عاماً، حين كان شاباً يافعاً يخوض مغامرات السفر والترحال مع أصدقائه، ويقول «أذكر أنني قمت بطهي أول طبخة حين كنت برفقة أصدقائي في إحدى رحلاتنا السنوية إلى سلوفاكيا، وحظيت بإعجابهم، حينها قررت صقل هذه الموهبة، فالتحقت بدورة تدريبية في أحد مطاعم عاصمتها بريتس لافا، ويدعى (كيلوباترا)». وما إن عاد إلى أرض الوطن، حتى بدأ سالم عملية البحث، عن المكان المناسب الذي يستطيع من خلاله إثبات موهبته، وعلى الرغم من أنه خاض مجال الطبخ مرتين على التوالي، إحداهما في مطعم شعبي قام بتحويله إلى مطعم عربي، وذلك من خلال إعداد وجبات متنوعة، والأخرى في مقهى لإعداد الوجبات السريعة، إلا أنه لم يجد ضالته، ومن دون تخطيط مسبق، تقدم إلى برنامج «التوطين» في «جميرا» التي تمتلك مجموعة من الفنادق والمنتجعات العالمية الاستثنائية وتقوم بإدارتها، ليكتشف بمحض الصدفة وجود شاغر لمهنة شيف مواطن.

 

وأوضح سالم «شاء القدر أن أتقدم لبرنامج «التوطين» في عام 2006، أثناء بحثي المتواصل عن وظيفة أجد فيها نفسي، وفوجئت بوجود شاغر لمهنة شيف مواطن، ولم أتردد في الالتحاق بهذه الوظيفة، وبعد أن اجتزت المقابلة، تم اختياري للعمل في جميرا، وتحديداً في المطبخ الرئيس لأبراج الإمارات، المسؤول عن إعداد موائد الأعراس، والمؤتمرات، وبعض مطاعمه». مهام وصعوبات  وعن طبيعة المهام التي كان يقوم بها قال سالم «منذ أن وطأت قدماي المطبخ الرئيس، بدأت تعلم فنون الطبخ من الألف إلى الياء، كالتقطيع، والتتبيل، والتقديم، وغيرها، خلال ساعات عمل تمتد إلى 18 ساعة، وتدربت على يد أستاذٍ كبير يدعى لويغي الذي لقب بـ«أبوالقاسم» بعد أن اعتنق الإسلام»، وأضاف «لقد ساعدني أبوالقاسم على فهم طبيعة العمل في سلسلة جميرا، من خلال إلحاقي ببرنامج التوطين التابع لها»، وبعد مرور سنتين انتقل سالم للعمل في فندق برج العرب، التابع للسلسلة كذلك، كرئيس طهاة مطعم «الليوان» المتخصص في الأطعمة العربية والفرنسية. 

 

وعن الصعوبات التي واجهته، كونه من الأوائل الذين اقتحموا هذا المجال، يقول «واجهت العديد من الصعوبات في بداية عملي، لاسيما أنني كنت أتعامل مع أكثر من 90 جنسية، واستغرقت ستة أشهر من العمل الشاق لتجاوزها»، موضحا أن  من هذه الأفكار النمطية المرتبطة بالرجل الإماراتي «اعتقاد الكثيرين بأن المواطن شخص مدلل، غير قادر على العمل لساعات طويلة، ولا يتحلى بالعزيمة والصبر الذي تتطلبه هذه المهنة».

 

تشجيع ودعم
وعن موقف أفراد أسرته من مهنته قال سالم «لم يقف أفراد أسرتي حجر عثرة في طريقٍ تحقيق حلمي، فقد شجعوني وساعدوني على المضي قدماً في طريق مستقبلي المهني الذي رسمت ملامحه بنفسي، لاسيما والدي، ووالدتي رحمها الله، أما  أبنائي فيفخرون بمهنتي أمام أصدقائهم، ويطلبون مني إعداد الحلويات في احتفالاتهم بأعياد ميلادهم، في حين انقسم أصدقائي وزملائي بين مؤيد ومعارض»، يعلق سالم «للأسف هناك فئة كبيرة من المجتمع الإماراتي لا تتقبل أن يعمل الرجل الإماراتي في هذه المهنة، وكأنها مهنة تجلب العار والخزي إليه، رغم أنها مهنة تتمتع بقدر كبير من الأخلاقيات العالية، وتتلاءم مع طبيعة الرجل بغض النظر عن هويته».


سعي واجتهاد
عمل سالم، منذ حصوله على لقب الشيف، جاهداً لتصحيح صورته، وإبراز جوانبه الإيجابية، حيث شارك في العديد من المسابقات التي ظفر فيها بالجوائز الذهبية والبرونزية، وفي مقدمتها المسابقة التي نظمتها جمعية الإمارات للطهاة في «الفيستيفال ستي»، وحصل فيها على جائزة أفضل شيف عربي لعام .2007 واقتحم الشـاشة الفضـية في العام نفسه ليطل على المشاهدين من خلال فقرة «عوافي» التي تخللت برنامج «مراسي»، لمدة 15 دقيقة، قدم خلالها مجموعة من الأصـناف المحلية والعربية، وشارك في بعض حلقاته مجموعة من شخصيات المجتمع الإماراتي، وفي شهر رمضان الماضي، قام سالم بتقديم برنامجه الخاص «هني وعافية» على مدى ساعة كاملة من الوقت، في 30 حلقة، وثلاث حلقات خاصة بعيد الفطر السعيد، قدم خلالها المطبخ الإماراتي والعربي بطرق سهلة ومبسطة، تساعد المبتدئين في مجال الطهي.

قبعة الشيف
يتميز الشيف بارتدائه قبعة ورقية طويلة تميزه عن غيره من الطهاة، وغالباً ما تدل القبعة على مرتبة الطاهي، فالقبعة البلاستيكية تعد رتبة صغيرة يرتديها الطاهي العادي أثناء إعداد الحلويات، والسلطات الباردة، ويلبسها صاحب الشعر الطويل، أما القبعة الورقية المتوسطة فهي ترمز للطهاة من الدرجة الثالثة حتى الدرجة الخامسة، أما الورقية الطويلة فترمز للشيف من الدرجة الأولى.

الأكثر مشاركة