«أسبوع دبي للأزياء» ينطلق بعـباءات وفانتازيا وجرأة
تصوير: أسامة أبوغانم
انطلق أسبوع دبي للأزياء في دورته الثالثة، أول من أمس، وتضمن الافتتاح مجموعة من عروض الأزياء التي جمعت أسماء لمصممين من مختلف الدول. وسبق العروض حفل استقبال وإطلاق للأسبوع الذي يقدم المصممون من خلاله مجموعاتهم لربيع وصيف .2009 وضم اليوم الأول من الأسبوع الذي افتتح في «غودولفين» أبراج الإمارات في دبي، ويختتم غداً، عروضاً خمسة، بمشاركة متميزة لثلاث مصممات إماراتيات، إذ قدمت الإماراتيتان هدى رضا وآمنة سلطان مجموعة متميزة من العباءات الإماراتية، لتتبعها مجموعة فانتازية للمصممة اللبنانية نيلي زهار، بالإضافة إلى مجموعة متميزة لمصممة الأزياء الباكستانية سوبيا نازير، لتتبعها مجموعة للمصممة الإماراتية مريم مزروع، بمجموعة جريئة ومحافظة في الوقت ذاته. واختتم اليوم الأول، بعرض شديد الفخامة لمصمم الأزياء اللبناني وليد عطا الله، بمجموعة لم تبتعد عن ميله المعتاد الى البذخ الكريم في الخامات المستخدمة أو المشغولات والكريستالات.
استطاعت كل من هدى رضا وآمنة سلطان اللتين أسستا دار «منيتي» تقديم مجموعة متميزة من العباءات الإماراتية التي ابتعدت بشدة عن التقليدي والمتعارف إليه، على الرغم من البساطة الشديدة والبعد عن البذخ في ما يخص الكريستالات واستخدام اللامع منها، بينما تم الاعتماد بالشكل الأكبر على القصات والأفكار غير المسبوقة.
وعلى الرغم من اهتمام هدى، التي كانت المسؤولة عن الجانب الإبداعي والتصميم في مشروع «منيتي» في تقديم الغريب غير المسبوق، الذي وصل لحد تقديم عباءة شبيهة بالفستان بكتف عارٍ، إلا أنها أكدت خلال المؤتمر الصحافي التابع للعرض، أن «الغرابة والجرأة في تقديم العباءات لم تكونا سوى رغبة مني في بيان مدى قدرتنا على التغيير والتلاعب في فكرة العباءة، وأنها ليست جامدة، وأنها قادرة على أن تكون مختلفة»، مؤكدة أن كل ما قدمته من عباءات مفتوحة الكتف أو قصيرة أو شبيهة بمعطف يظهر أكثر مما يخفي، هو «أفكار لا أكثر، وأنها ليست خروجاً عن الشكل التقليدي أو ما تمثله العباءة في الثقافة العربية الإسلامية».
22 عباءة قدمت هدى وآمنة مجموعة من 22 عباءة تميزت بشكلها البسيط في فكرتها المميزة وقصاتها. ونجحت آمنة في اختيار الخامات المستخدمة في التصاميم والتي لم تبتعد عن أقمشة العباءات المعتادة، لكنها تمكنت من توظيفها في ما يناسب التصميم.
وقدمت هدى عباءات شبيهة بالجلابيات المعتادة بأكمام واسعة وعريضة، بالإضافة إلى عباءات كانت شبيهة بالمعاطف القصيرة من الأمام والطويلة جزئياً من الخلف، أو تلك الشبيهة بالشالات الواسعة، أو بالفستان، والتي تضيق في منطقة ما تحت الصدر، لتتوسع بانسيابية عند باقي أجزائها.
تميزت المجموعة بإدخال جريء للألوان الصارخة والطبعات غير المسبوقة على العباءات المعتادة، وقد تم استخدام أقمشة حريرية ذات رسومات صينية، وأخرى بفكرة الـ«كاروهات» الأبيض والأسود المزيّن بأحجار حمر، بشرائط عريضة جداً عند منطقة الخصر، والتي جعلت العباءات خصوصاً ذات الأكمام الواسعة منها، شبيهة بالكيمونو الياباني، فلا يمكن وصف المجموعة سوى بالمعاصرة الشبابية، في بعد كبير عن التقليدي أو المعتاد.
فانتازيا لا يمكن وصف مجموعة المصممة نيللي زهار ذات الـ32 تصميماً سوى بالفانتازية المزعجة، سواء من خلال القصات أو الألوان، أو الخامات المستخدمة، أو الأفكار المبالغ فيها، والتي لا يمكن أن تناسب سوى استخدام مسرحي أو فني ذي مواصفات محددة فقط، على الرغم من وجود قطع قليلة جداً يمكن استخدامها وحيدة وليس مع ما عرضت معه، في السهرة أو العشاء، عبر ارتدائها مع سروال جينز، أو تنورة.
قدمت نيللي تنانير شديدة القصر والانتفاخ والتي امتلأت بالليرات المعدنية وألوان الخامات الصارخة، بالإضافة إلى قوالب من دون أكمام أو رقبة من الدانتيلات والأتوال والكشاكش المتنوعة. كما استخدمت مرايا مكسرة متفاوتة الأحجام والأشكال في مقدمة بعض الفساتين، بالإضافة إلى فساتين غجرية، وعدد من الفساتين المحاكة يدوياً. بينما تميزت المجموعة بفستانين أو ثلاثة، منها أزرق فاقع حريري مفتوح عند الساق بفتحات دائرية مزينة بالكريستال عند الخصر والفخذ، وآخر حريري من الأبيض الكريمي والأسود بأكمام شبيهة بالأجنحة المنسدلة.
مزيج جريء استطاعت مصممة الأزياء الإماراتية مريم مزروع أن تمزج في مجموعتها ذات الـ30 تصميماً، بين الجرأة والمحافظة، وذلك من خلال تقديمها لمجموعة صارخة في ألوانها جريئة في مزيج خاماتها والطبعات المستخدمة فيها، إلا أنها لم تبتعد عن الشكل التقليدي للجلابية أو «الفستان الجلابية»، في قصاتها.
قد يكون واقع ثبات القصة على شكل الجلابية المعتادة، والجلباب، أو الجلابية الفستان الواسعة هو ما جعل مريم تستخدم ذلك الكم الكبير من الألوان والطبعات المتنوعة، والإدخال الطولي، الذي كان غالباً، والعرضي والمائل، للأقمشة المتراصة إلى جانب بعضها بعضاً، بالإضافة إلى الاستخدام الجديد، لقماش مطبع في ربع أو ثلث التصميم، لتستكمل البقية بقماش مطبّع أو سادة آخر.
لم تخرج مريم عن الشيفون والحرير في تصاميمها، التي كانت تحتاج للانسيابية، إلا أنها قد تكون استنفدت كل انواع الطبعات في تصاميمها، التي جمع الواحد منها بين المنقش النباتي، والخطوط الطولية، والمربعات، أو بين المنقش، والطولي والمنقطع، أو بين النقوش الإسلامية الهندسية، والنباتية والسادة، الأمر الذي وعلى الرغم من احتشاده، إلا أنها تمكنت من تقديمه بطريقة أنثوية حساسة، وتنفيذ جيد، يجعله رغم زحام الألوان والنقوش، قابلاً للارتداء، ومناسباً للاستقبالات المنزلية والحفلات العائلية.
تجاهل وفظاظة على الرغم من عدم تغير الشركة المنظمة للحدث عن السنوات الماضية، إلا أن الصحف العربية عانت تجاهلاً كبيراً من المنظمين هذا العام، سواء من خلال تجاهل تقديم المواد باللغة العربية، أو من خلال افتقار العرض لوجود منظمين عرب مستعدين لتقديم التعاون المطلوب عند الحاجة إليهم، من ذوي الخبرة والمعرفة بالصحف العربية ومدى أهميتها أو أهمية تغطيتها للحدث، ما تسبب بمواجهة الإعلاميين العرب لطرق فظة في التعامل سواء عند الرغبة في دخول قاعة العرض رغم الانتظار الطويل في الخارج، أو حتى من خلال تنظيم جلوس الإعلاميين، الذين تفاجأوا بحجز المنظمين لأول صفين من الكراسي لمجموعة «خاصة» من إعلاميين محظيين ومرافقيهم، ما تسبب في انزعاج وغضب كثيرين. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news