علماء فلك: عيد الفطر الأربعاء
لجنة تحري الهلال تعتمد على الرؤية البصرية. أرشيفية ــ أ.ب أبدى علماء فلك في الدولة تحفظهم على «إعلان يوم الثلاثاء الماضي أول أيام شهر شوال وعيد الفطر»، مؤكدين أن «يوم الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، وفق حسابات دقيقة». وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «رؤية الهلال استحالت مساء يوم الاثنين الماضي، لأنه غاب قبل غروب الشمس»، موضحين أن «الشهادة برؤيته لم تكن دقيقة، وتعتبر ظنية».
ومن جهته، قال مفتي دبي الدكتور أحمد الحداد «كان من الواجب ألا نقبل شهادة الشهود، ما دام علماء الفلك أجمعوا على أن الهلال لا يُرى بالعين»، لكنه أكد أن «إفطارنا يوم الثلاثاء الماضي كان صحيحاً شرعاً، ولا يستدعي الكفارة».
في المقابل، قال عضو في لجنة تحري هلال شهر شوال إن «اللجنة تتحرى الهلال بالرؤية البصرية لبعض أعضائها ومقيمين في الدولة، أو بالتشاور مع دول مجاورة، مع وجود أعضاء رابطة هواة الفلك».
وفي التفاصيل، قال رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وأستاذ الفيزياء الفلكية وعميد كلية العلوم في جامعة الشارقة الدكتور حميد مجول النعيمي، إن «الحسابات الفلكية أثبتت أن القمر ولد الساعة 12.12 ظهراً، وغرب يوم الاثنين في الإمارات قبل غروب الشمس بثماني دقائق تقريباً»، ومن ثم أصبحت «رؤية الهلال عقب غروب الشمس أمراً مستحيلاً».
وأوضح أن «القمر في هذه المرحلة يسمى محاقاً، والشرع يطلب منا الإفطار والصوم عند رؤية الهلال وليس المحاق، وفق قوله تعالى في سورة البقرة (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)»، مشيراً إلى أن «الأربعاء هو أول ايام شهر شوال، استناداً إلى رؤية الهلال». وأشار النعيمي إلى أن «بعض الدول تعتمد ولادة القمر في فترة المحاق، ويبدأ شهرها فلكياً»، مضيفاً «بعض علماء الدين المعاصرين يعتبرون وجود القمر حسابياً هو رؤية يبدأ معها الشهر».
وخلص النعيمي إلى أن «الثلاثاء الماضي كان أول ايام شهر شوال وفقاً لولادة القمر فلكياً، والأربعاء هو أول أيام الشهر اذا اخذنا برؤية الهلال بالعين المجردة وفقاً للقرآن والسنة».
واعتبر رئيس رابطة هواة الفلك في أبوظبي المهندس صخـر عبدالله أن «الهلال لم يُر مساء الاثنين، ومن ثم يصبح الإفطار يوم الأربعاء هو الصحيح، وليس الثلاثاء»، متسائلاً «كيف رأى بعضهم الهلال بعد غروب يوم الاثنين، على الرغم من أنه غاب قبل غروب الشمس بنحو ثماني دقائق؟». وأضاف «لقد حاولنا رؤية الهلال مساء يوم الثلاثاء الذي أفطرنا فيه، ولم نره أيضاً، فكيف رصده بعضهم بالعين مساء الاثنين؟».
وانتقد عبدالله «اعتماد لجنة التحري على شهادة الشهود»، معتبراً أن «شهادتهم قد يشوبها الخطأ».
ويقول مفتي دبي الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد «كان يجب الا نقبل شهادة الشهود، طالما أجمع علماء الفلك على أن الهلال لا يُرى بالعين يوم الاثنين»، متسائلاً «الرؤية كانت مستحيلة وفقاً للحسابات الفلكية، فمن أين أتى الشهود برؤيتهم للهلال؟». وشبّه الحداد من يدعي رؤية الهلال خلافاً للحسابات الفلكية بمن يدعي «رؤية القمر بدراً وقت الظهر».
وتابع «الرؤية ظنية ما لم تبلغ التواتر»، موضحاً «نعتمد الرؤية اذا اجمع عليها جمع كبير من الناس يصعب حصره، ويستحيل ان يتفقوا على الكذب».
وأضاف «الحسابات الفلكية المجمع عليها من العلماء، قطعية، لأنها مبنية على مقدمات يقينية لا تختلف نتائجها».
وفي حالة شهر شوال الجاري، يضيف الحداد، دلّ الحساب القطعي على عدم إمكان ولادة الهلال بعد غروب يوم الاثنين، وأثبت أن ولادته وغيابه على جميع الأقطار كانت قبل بضع دقائق من غروب الشمس، ولا يصير هلالاً يُرى إلا بعد نصف يوم على الأقل، لذلك كان يتعين رفض دعوى الرؤية.
من جانبه، قال عضو لجنة تحري هلال شهر شوال محمد سهيل المهيري إن «اللجنة تعتمد في عملها على الرؤية البصرية من قبل اعضاء اللجنة، أو الشهود، إلى جانب التشاور مع الأقطار المجاورة التي تتشابه في منازل القمر»، لافتاً الى أن «اللجنة تؤدي عملها في وجود أعضاء من رابطة هواة الفلك في أبوظبي». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news