وليد عطا الله: كل فستان منحوتة فنيـة
|
|
وليد عطا الله مع إحدى العارضات. قدم المصمم اللبناني وليد عطا الله لربيع وصيف 2009 مجموعة من 31 تصميماً فخماً لفساتين السهرة والأعراس، خلال اليوم الأول من أسبوع دبي للأزياء، الذي أقيم في «غودولفين» أبراج الإمارات في دبي، وهي التصاميم التي لم يبخل في حشدها كعادته بمزيج الخامات والكريستالات والمطرزات والأفكار دقيقة التفاصيل، حيث استطاع أن يحول كل فستان إلى «لوحة أو منحوتة فنية منفردة» على حد تعبيره.
وقال عطا الله لـ«الإمارات اليوم» قبيل عرضه «أردت في هذه المجموعة أن أقدم أفكاراً مختلفة عما اعتاد عليه متابعو تصاميمي، مبتعداً عن الانسيابية التي يحققها الشيفون المنسدل، وتركيزي على نفخ الفساتين عبر الجيبون، والخامات القابلة للثبات»، مشيراً إلى أنه استخدم ألواناً فاقعة وصارخة وجريئة في هذه المجموعة مثل الأحمر، والفوشيا، والأصفر، والعنابي، والأخضر «الإميرالدي»، موضحاً أن مجموعته موجهة للمرأة العربية عامة، والخليجية خاصة، «بمزيج متناسق بين الروح العربية الملكية المحبة للبذخ، والخطوط الفكتورية الفخمة».
ألوان تميزت الألوان التي قدمها عطا الله في مجموعته، وتوفق في المزج بينها وبين ألوان التطريزات والمشغولات، التي تفاوتت في ألوانها بين تلك القريبة من درجات الأقمشة والمتباينة معها، مستخدماً ألواناً مثل البنفسجي ودرجاته، والأسود الذي اشترك في عدد من التصاميم مع ألوان أخرى مثل الفضي والأحمر، والذهبي، بالإضافة إلى تصاميم استخدم فيها البني المحروق، وأخرى استخدم فيها الأخضر الإميرالدي المائل في لمعته إلى البني النحاسي بمشغولات زرقاء سماوية، وهي القطع التي تميز فيها عطا الله بشكل كبير وتنفيذ عالي الحرفية، بالإضافة إلى استخدامه للأحمر، والفوشي، والأصفر، والبيج الداكن، والدرجة اللؤلؤية منه والمعروفة باسم «شامبين».
على الرغم من المزج والتنوع الكبير في الخامات التي استخدمها عطا الله، إلا أنها لم تبتعد عن كونها خفيفة في وزنها وملمسها، وعلى الرغم من حرصه على الابتعاد عن الفساتين الانسيابية المنسدلة، وتقديمه مجموعة ضيقة ثابتة في انتفاخها أو تموجاتها، أو قصاتها، كما لو كانت قد نحتت على أجساد العارضات، إلا أنه حرص على الابتعاد عن الخامات الثقيلة الكثيفة في ملمسها، حيث زاد التركيز على استخدام قماش التور الشفاف والخفيف في شكله، المنتفخ الخشن في ملمسه، مما أعان المصمم على إعطاء الشكل والانتفاخ المطلوب للفساتين التي تركز طبقات التور بشكل كثيف في أغلبها، على الرغم من استخدامه للشيفون وحرير الشيفون والموسلين والساتان في الطبقات الرئيسة الأولى من الفساتين، والتي تعطي الفخامة واللون الأنسب للفستان.
قصة «الحورية» تنوعت القصات المستخدمة في المجموعة، بين تلك شديدة الضيق حتى منطقة الركبة أو أخفض من ذلك حيث تنتفخ بحدة، والمسماة بقصة «الحورية»، أو تلك التي يبدأ انتفاخها عند منطقة الأرداف، أو الأخرى الضيقة حتى الكاحل أو أعلى قليلاً والمغطاة بطبقات شفافة من التول أو الشيفون العريض والمتجمع عند الركبة مثل الكيس المزخرف والمزين بالشذرات والترتر، أو تلك المكونة من تنانير ومشدات فخمة الناحتة لأجساد العارضات، أو الأخرى المكشكشة حتى منطقة ما تحت الصدر لتضيق حتى منطقة الأرداف.
كانت أغلب الفساتين في مجموعة عطا الله الأخيرة عارية الكتف والرقبة، بينما تميز بعضها الآخر، بتعليق خلف الرقبة، بطرق متنوعة مزينة بالكريستال منها الشبيهة بالقلادة الكبيرة، ومنها المزين بياقة كبيرة وواسعة شبيهة بالمهفة، أو الأخرى التي تكشف عن كتف واحد سواء بكم طويل أو تعليقة من دون أكمام تتزين جميعها بالأحجار والكريستال، بالإضافة إلى قصات الصدر التي غلب عليها الشكل المستقيم، بينما تميز بعضها الآخر بشكل القلب، والآخر المتموج، أو الذي احتشدت فيه الكشكشات الصغيرة، مما أعطى أنوثة كبيرة على التصاميم.
عروس السكّر والذهب
تميزت فساتين الزفاف الثلاثة التي قدمها عطا الله من خلال تنويعه في الألوان والكريستالات والأحجار المستخدمة فيها، حيث قدم فستاناً أبيض بلون السكر تميز بنعومته ورومانسيته، على الرغم من البذخ في المشد، والشفاف جزئياً والذي استخدم فيه المعدن بشكل طولي لشد الجسم، وزينه بالأحجار والكريستال الأبيض. بينما قدم تنورة زفاف منفوخة من البروكار المتجمع في ضمات منتشرة والتول المكشكش في الحاشية لتنتهي بقماش مكبوش وحاشية مزخرفة.
وتميز الفستان الثاني، والذي حظي بتصفيق مجموعات من الحضور، بلونه الأبيض الكريمي، وكريستالاته الذهبية، والتي أعطته فخامة وغنى، على الرغم من صغر حجم انتفاخ تنورته، ليختتم العرض بفستان ذهبي شديد الفخامة، بمشد احتشدت عليه الأحجار والكريستالات متفاوتة الأحجام، وتنورة منتفخة من الساتان البيج العسلي والتي تميزت بشكلها الهندسي الغريب والشبيه بخلية النحل أو بياقة ملكية من العصور الوسطى، تزينت حدودها بخطوط الكريستال التي انتشرت على التنورة بكاملها. وفي ما يخص الطرحات، قدم عطا الله أشكالاً مختلفة منها رغم ثباته على قماش التور لتنفيذها، سواء عبر تلك التي تغطي المنطقة العليا من الرأس لتتجمع في مجموعات منتشرة عند الزهر ومنسدلة عند الذيل يزينها الكريستال، ويزين الجزء الأمامي من الرأس تاج مميز وعصري، بالإضافة إلى طرحة أخرى ذات حواش ذهبية شبيهة بالطرحة الأولى ولكن مع لمسة كلاسيكية تقليدية، ليقدم مع فستانه الأخير طرحة غير تقليدية شبيهة بعقدة كبيرة من التور عند الجزء الجانبي من الجانب الخلفي من الرأس لتنسدل الطرحة بعد ذلك متزينة بالكريستال طويلة مع ذيل الفستان، بينما يزين الرأس إكسسوار ذهبي معدني مزين بالكريستال وضع على جانب الرأس من الأمام. |