احتكار الذائقة في دور العرض المحلية
من فيلم «باتمان». آوت ناو لا شيء جديداً في صالات العرض المحلية، وكل الأفلام التي تعرض وعرضت تمضي في خط ثابت لا محيد عنه، وهو الربح الثابت، الأمر الذي له أن يكون مشروعاً وإلى أبعد حد، من دون السؤال عن أية مغامرات للموزع ودار العرض أن يخوضا غمارها، ما دام الجواب جاهزاً وبديهياً ومتعلقاً على الفور بالمسعى الآمن للربح فقط.
لكن تحت ظل هذه الحقيقة التي بدأنا بها، فإن من حقنا أيضاً أن نعلن من هذه الصفحة عن الملل من المغامرات والخوارق، والإصرار على تكرار جرعة أسبوعية رباعية تتمثل في الرعب والخوارق والكوميديا وأحياناً، إن كان متوافراً، أفلام الكرتون، لا بل في حال عدم استيفاء هذه الضربة الأسبوعية الرباعية، فإن الأمر المتاح لدى دور العرض هو العودة إلى العام 2005 وتقديم فيلم «نوماد»، وجعل نزول فيلم «رعد مداري» مقارباً لموعد نزوله في الصالات الأميركية على اعتباره آخر ما توصلت إليه السينما الأميركية من كوميديا ممزوجة جيداً بكل ما يوهمنا بين ستيلر بأنه مضحك، هذا نجاح متكرر مع أفلام أخرى، بينما يتم الدفع بعرض أفلام أخرى إلى ما لا نعلم، وهذا النجاح يمتد ليشمل أفلاماً مثل «باتمان، الفارس المعتم»، و«حرب النجوم» (بنسخة كارتونية)، بينما على المشاهد أن ينتظر أفلاماً مثل «يحرق بعد القراءة» للأخوين كوين، و«جسد الأكاذيب» لريدلي سكوت، وغيرها من أفلام، ولها أن تأخذ من الزمن ما يجعلها في آخر القائمة بعد صليل السيوف وهلوسات الكائنات الفضائية وهوس التشويق والإثارة، وهو يخرج علينا في عتمة الصالة ليروع. ما تقدم يبقى في دائرة الأفلام الأميركية المتاحة في صالات العرض مع أفلام هندية، وأحياناً عربية، تظهر هذه الأخيرة بعد أن تكون قد عرضت في كل العالم العربي، ولكم مثال في «حسن ومرقص» مع التأكيد على الهوة الزمنية الكبيرة بين ما ينتج في مصر، على سبيل المثال، وتاريخ عرضه في دبي، مع استثناءات قليلة لها أن تحدث لمرة أو مرتين في السنة.
إن كان لنا أن نعدد الأفلام التي تنتج حول العالم ولا تعرض في الصالات المحلية، فإن الأمر سيخرج من اليد، ويبدو بلا نهاية، مع التسليم بأن نصيب مشاهدة أفلام غير أميركية أو هندية أو مصرية لا يتجاوز الخمسة أفلام في السنة، وليكون هذا التسليم نابعاً من حقائق تسويقية، لكن أليس في الأمر ما يستحق العناء، أليس من المهم أن يكون هذا الخيار متوافراً خارج مهرجانات السينما المتكاثرة في الدولة؟ لِمَ على المشاهد أن تنحصر خياراته في المشوّق والمرعب؟ لتكن أفلام الإثارة حاضرة وغيرها من وصفات تجارية جاهزة، ولتكن محببة أيضاً لكن من دون أن تكون الوحيدة، ومن دون منحها الحق باختزال السينما حول العالم. يبقى التأكيد على أهمية نوادي السينما في هذا الخصوص، أو خلق أية مساحة سينمائية خارج الاحتكار الذي يهيمن على دور العرض، احتكار لا يكتفي بالتوزيع واستيراد الأفلام بل يتخطاهما إلى الذائقة. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news