تهديدات فيصل خليل باللجوء للقضاء.. كلام في الهواء
سامي الريامي.
هناك من الناس من يكذب، وهذا شيء طبيعي. ولكن، هناك من يكذب ومن ثم يصدّق كذبته، فيتعامل معها وكأنها حقيقة مسلّم بها، وهذا ما تجسّد في «المسرحية الكوميدية» التي أتقنها بعض العاملين في برنامج «مرامس» على قناة أبوظبي الرياضية ونشرة علوم الدار، وبعض الضيوف الذين تطوعوا في الدفاع عن فيصل خليل مع علمهم الكامل بالحقيقة التي كتموها عن المشاهدين، ويتفاخرون بالحديث عن تفاصيلها بين أصدقائهم وخاصتهم!!
لن أدخل في تفاصيل «قضية» فيصل، ولكن أود أن أوضح تفاصيل الفصل الثاني من المسرحية عندما تلقيت اتصالاً من معد في نشرة علوم الدار يطلب ردي على مطالبة اللاعب سبيت خاطر لـ«الإمارات اليوم» بالكشف عن المصدر الأمني الذي استندنا في معلوماتنا عليه، و«أوهمني» المتصل أنه حصل على تصريحات خاصة من سبيت وسيتم بثها في النشرة، أجبته: «نحن في «الإمارات اليوم» لم نذكر سبيت، ولم نتهمه حتى أرد عليه، واذا كان لي رد فإني أعرف تماماً متى وأين أنشر ردي» انتهى بالنسبة لي الحديث مع المتصل، واتصلنا على الفور باللاعب سبيت خاطر الذي أقسم بالله بأنه لم يتحدث مع أي شخص من «نشرة علوم الدار» ولن يتحدث، وبالنسبة له الموضوع يعتبر منتهياً!!
أدركت حينها أن المسألة فصل من المسرحية التي بدأت في برنامج «مرامس»، في اليوم الذي سبقه، لكني فوجئت برسالة نصية تم توزيعها من قناة أبوظبي وصلت إلى معظم كبار المسؤولين والمشاهدين، تدعو الناس لترقّب النشرة التي «سيكشف فيها سامي الريامي عن المصدر الأمني الذي استقت منه الصحيفة معلومات قضية فيصل خليل»، عندها وجدت نفسي مضطراً للاتصال بالمسؤولين في قناة أبوظبي معرباً عن استيائي لما حدث، سألوني عن الحل؟ أجبتهم أنتم وضعتم المشكلة فابحثوا لها عن الحل، وللأسف كان الحل الذي قدموه للمشاهد، هو اقتطاع جزئية من تصريحات «بايتة» لسبيت خاطر ضمن برنامج «مرامس» - أقصد الفصل الأول من المسرحية - ومن ثم تعقيب من المذيعة قائلة: «كان من المفترض أن يكون معنا على الهواء سامي الريامي لكنه اعتذر في اللحظات الأخيرة»!! والحقيقة أني لم أعتذر، لكني رفضت المشاركة أصلاً بعدما تأكد لي تماماً، أن هناك سوء نية، وتلفيقات وتصيّداً بعيداً تماماً عن «مهنية» الإعلام!!
أعود إلى قصة فيصل خليل، والتي وجد فيها الكثير من «الإخوة» فرصة كافية للنيل من «الإمارات اليوم» لأسباب لا علاقة للقارئ بها، وأحب أن أؤكد هنا أن المعلومة التي نشرتها «الإمارات اليوم» على لسان مصدر أمني، والتي أكد فيها احتجاز فيصل خليل أو بمعنى أصح «سجنه»، هي معلومة صحيحة بنسبة 100%، ولا يوجد لدينا أي شك في ذلك، ومن قرأ الصحيفة بتمعّن، لو كان ثمة من يقرأ من فريق المسرحية إياه، سيدرك أن «الإمارات اليوم» كتبت بالحرف الجملة التالية «من دون أن يكشف المصدر عن التهمة الموجهة إليه»، بمعنى أصح أن مسألة «سجن» فيصل خليل هي المعلومة المؤكدة التي ذكرتها «الإمارات اليوم»، والتي لم ينفها إلى اليوم فيصل خليل، وأطالبه بأن يفعل. فيما عدا ذلك من سحر وشعوذة هي تفاصيل إضافية تم نقلها من صحيفة «شمس» السعودية، وهذا لا يعتبر خطأً أو بدعة في عالم الصحافة، فهو أمر مشروع تمارسه كبريات الصحف العالمية، وكما ننقل عن غيرنا، هناك صحف ومواقع إخبارية وقنوات تلفزيونية تنقل عنا أخباراً عديدة.
خروج فيصل خليل، وتصريحاته لبرنامج «مرامس» وظهوره أيضاً على صفحات الصحف مهدداً وملوّحاً برفع قضايا ضد الصحيفة، لا يعني أبداً أنه لم يكن مسجوناً، والخروج من الحجز أو التوقيف له مليون سبب وطريقة، فلربما لم يتم تحويل القضية إلى النيابة، أو اكتفى المسؤولون بالعقوبة التعزيرية أو بالأصح «التأديبية»، ولربما خرج بكفالة أو غيرها، المهم أنه كان مسجوناً، وعليه أن يثبت عكس ذلك!! أما تهديده برفع دعوى على «الإمارات اليوم» فإنه مجرد كلام في الهواء، وإذا كانت لدى فيصل الجرأة والشجاعة لرفع الدعوى، فليتفضل إلى المحكمة في أسرع وقت ممكن، ونحن على استعداد لمواجهة «الشجعان» الذين يلجأون للقضاء والقانون، أما السحر والشعوذة فليعذرنا فإننا لا نملك مواجهتهما!!
وبما أن الأمور سارت على النحو التالي من «التشكيك» و«التكذيب» و«التطاول» على الصحيفة، و«حجب» الحقيقة عن القارئ والمشاهد، من «أهل الإعلام» أولاً وبأيديهم للأسف الشديد، ومن اللاعب ثانياً، فإني أحب أن أكشف أن قضية فيصل خليل بدأت فصولها من ثاني أيام العيد تحديداً، عندما تلقيت اتصالاً من مسؤول كبير في النادي الأهلي، يطلب مني أن أتكتّم على خبر «إلقاء القبض» على فيصل خليل، سألته وما القضية؟ أجاب: «قضية مالية بسيطة والأمور في سيرها للانتهاء، ولا داعي للنشر»، وافقته تماماً على عدم أهمية النشر إذا كان الموضوع «شخصياً ومالياً» فكل إنسان معرّض لمثل هذه الأمور، لكنني استدركت قائلاً: «إذا كان الموضوع أكبر من ذلك، فإني لا أعدكم بعدم النشر»!!
نحن لسنا ضد فيصل خليل، ولكن علاج الخلل لا يتم بهذه الطريقة، والتستر على قضية بهذا السوء ليس فيه مصلحة لأي طرف من الأطراف، ووجود لاعب متورط بالشعوذة، سواء كان فيصل أو غيره لن يكون مفيداً للنادي الأهلي، ولا لأي نادٍ، ولا للمنتخب الوطني، وبالضرورة فإن ذلك يسيء للإمارات، لأن الرياضة أخلاق أولاً!
نحن لا ننشر من غير «تدقيق» وتمحيص، ولم نخطئ حتى نعتذر، والمعلومة حق للقارئ لن نحجبها عنه في يوم من الأيام، لا يهم من حاربنا ولا يهم من «شتمنا»، المهم أننا لم «نكذب» ولم نصدّق «كذبتنا» ولن نتبع طوابير «الموائد» كما فعل جحا.
يؤسفنا أن نتطرق في مطالع القرن الحادي والعشرين إلى موضوع بدائي، مثل الشعوذة، التي امتدت تأثيراتها من الملاعب إلى الإعلام والصحافة، فحمل لواءها صحافيون وإعلاميون، ولكن المؤسف أكثر أن هناك من يؤمن بهذه الخرافات، حتى أنه سعى إلى كسب ودّ مسؤولين بـ«العمل» و«النفث في العقد». لكن الحقيقة تظل ناصعة، ولا يستطيع أي مشعوذ حجبها وراء دخان المباخر!
سؤال أخير أتمنى أن أحصل على إجابته من فيصل أو كبار «الممثلين» الذين كادوا يحلفون بـ«الطلاق» أنه لم يدخل السجن ولو لدقيقة واحدة، «أين كان فيصل خليل اعتباراً من يوم الجمعة الموافق 26 سبتمبر الماضي، وحتى ليل الأحد الموافق الخامس من أكتوبر، وتحديداً قبل انتهاء بث برنامج «مرامس» بنصف ساعة؟!
لا أريد كلاماً عاماً من نوع لديه ظروف أو مشكلة خاصة، أريد فقط أن يتوجّه إلينا خليل ليرينا أي معاملة بنكية أو أي اثبات تقني، خصوصاً أن التقنية لاتعرف كذب البشر، أوعملية شراء بـ«كريديت كارد» تمت خلال فترة الـ10 أيام المذكورة، خصوصاً أنها تضمنت أيام العيد، فهل يعقل أن تمرّ هذه الأيام على لاعب شهير مثل فيصل خليل، لم يُضطر فيها إلى سحب مبلغ مالي، أو شراء أي من حاجيات العيد؟!
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news