أهمية الثقافة الجنسية
مقالي هذا يأتي رداً على ما ذكره فضيلة الشيخ كبير مفتي دبي لصحيفة «الإمارات اليوم» يوم 3 أكتوبر 2008، قال الله تعالى: «زُيّن للناس حبّ الشهوات من النساء والبنين»، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «النكاحُ سنّتي، فمن أحب فطرتي فليستن بسنتي»، ويقول أيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم: «حُبب إلّي من دنياكم الطِّيبُ والنساء»، ويقول الإمام الحافظ ابن قتيبة الدينوري في مقدمة «عيون الأخبار» «وإذا مرّ بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة فلا يحملنّك الخشوع أو التخاشع على أن تصعّر خدك وتعرض بوجهك، فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم، وإنما المأثم في شتم الأعراض وقول الزور والكذب وأكل لحوم الناس بالغيب».
من أشهر الكتب العربية المعنية بالثقافة الجنسية في عصرنا الحديث، حسب ما خطط له الإسلام على ضوء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة التي تحدّد لكل زوج ما له وما عليه، كتاب «تحفة العروس» لمؤلفه فضيلة الشيخ العلامة محمود مهدي الاستانبولي المتوفى عام 1998 في دمشق، وكما جاء في مقدمة الكتاب فإنها ترشد إلى أسلوب التعامل في أدقّ المسائل الخاصة الجنسية بين الزوج والزوجة، من خلال أسلوب تربوي راق يسمو بالعملية الجنسية إلى مستوى إنساني، يعلو فيها الإنسان عند ممارستها عن البهيمية، ليفهم الهدف الحقيقي الذي من أجله بثّ الله، عزّ وجل، في الإنسان هذه الغريزة.
وكذلك كتاب «الحياة الجنسية عند العرب» لمؤلفه الدكتور صلاح الدين المنجد، الذي يضم دراسات عن الحياة الجنسية عند العرب منذ الجاهلية المتأخرة إلى نهاية القرن الرابع من الهجرة، القرن العاشر للميلاد، حيث يعرض المؤلف، كما جاء في مقدمة الكتاب، عرضاً مركّزاً سريعاً؛ كيف كانت الحياة عند العرب خلال خمسة قرون مستنداً في ذلك إلى عدد كبير من المخطوطات العربية على اختلاف أنواعها، محاولاً عدم الدخول بالتفاصيل التي تبعد الكتاب عن المنهجية العلمية، التي كانت السمة الأساسية لهذه الدراسات. أما في العصور القديمة، فإن من أشهر المؤلفين للكتب الجنسية الراقية في تلك العصور من العرب الشيخ العلامة شهاب الدين أحمد التيفاشي المولود في تونس عام 1184 ميلادية، وهو عالم جليل وأديب ومؤرخ، وألّف مؤلفات عدة في شتى أنواع العلوم الإنسانية والعلمية، وتولى القضاء في بلدان عربية وإسلامية عدة، وله كتاب قيّم في الثقافة الجنسية مدوّن بأسلوب أكاديمي بعنوان «نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب»، الذي يضم مسحاً شاملاً للظواهر الجنسية في المجتمع الإسلامي. وهناك كتاب آخر تُرجم إلى عدة لغات أوروبية إلاّ أنه بقي مجهولاً في العالم العربي! ولا يزال الأوروبيون يعيدون طباعة هذا الذخر العربي التراثي القّيم بعنوان «الروض العاطر في نزهة الخاطر» لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبدالله محمد بن محمد النفزاوي، الذي يصيغ وجهات نظره حول الجنس من خلال تجربته خلال فترة شغله منصب قاضي الأنكحة في تونس في أحضان الدولة الحفصية (1228 ــ 1574م).
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news