هايدر.. رمز اليمين المتطرف الأقوى في أوروبا

 

كان الزعيم النمساوي يورغ هايدر  (58 عاما) ابن الاسكافي الذي اشتهر بتاريخه النازي، خطيبا مفوها وبارعا ونشيطا، شكل حتى وفاته امس في حادث سير وعلى مدى 20 سنة «رمزا» لليمين المتطرف الاقوى بين التيارات اليمينية في اوروبا.

 

واثار هايدر عام 1999 صدمة عندما فاز بنسبة 9.26% من الاصوات في الانتخابات التشريعية، لينضم حزب الحرية الذي يتزعمه الى الحكومة لمدة سبع سنوات مع المستشار المحافظ فولفغانغ شوسل، متسببا في عقوبات دبلوماسية فرضها الاتحاد الاوروبي على بلاده اشهراً عدة. وتوفي المكافح الطموح المثابر بعد ان قيل مرارا انه انتهى، غداة عودته غير المتوقعة بقوة الى الساحة السياسية الوطنية بحصوله على 10% من الاصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت في 28 سبتمبر الماضي مبديا قوة اقناع ثابتة بلهجة اقل عنفا. وقضى في الساعات الاولى من صباح أمس في حادث سير ناجم عن السرعة قرب مسقط رأسه في مدينة كلاغنفورت في مقاطعة كارينتيا جنوب النمسا التي حكمها وجعل منها منذ 1999 معقلا وواجهة لسياسته الشعبوية.

 

ولد هايدر في 26 يناير 1950 في باد غويسن في النمسا العليا وسط البلاد، لعائلة متشبعة بالايديولوجية النازية وتزعم حزب الحرية، التشكيلة الصغيرة التي اسسها نازيون قدامى وكان تمثيلها لا يتجاوز 4% من الاصوات. وانتخب عام 1989 حاكما لكارينتيا.

 

الا انه تعين على هايدر التخلي عن ذلك المنصب عام 1991 لانه اشاد بسياسة التشغيل في حكومة الرايخ الثالث في ظل المانيا النازية. وعاود الكرّة عام 1995 بوصفه جهاز «اس.اس» النازي بانه «جزء من الجيش الالماني يجب تكريمه»، مكثفا التصريحات المعادية للسامية حتى انه اعلن في برلمان فيينا ان معسكرات النازية لم تكن سوى «معسكرات تأديبية». ولم تمنعه تصريحاته المثيرة للجدل ان ينتخب مجددا حاكم كارينتيا عام 1999 المنصب الذي تولاه مجددا في مارس 2004، وان يفوز في الانتخابات التشريعية في السنة نفسها.

 

ووافق هايدر حينها على التخلي عن زعامة حزب الحرية وعدم التطلع الى منصب وزاري لتمكين حزبه من الدخول في الحكومة.

 

وفي مارس 2005 حاول هايدر استعادة زعامته وتحسين صورة حزب الحرية باقصاء «المتطرفين» منه، لا سيما دعاة كره الاجانب والقوميين الذين اوصلوه الى السلطة عام .1986 لكنه لم يحصل على الاغلبية وتخلى في الشهر التالي عن زعامة حزبه لقيادي شاب وعنيف يدعى هاينز كريستيان ستراشي كان هو عرابه، لتأسيس حزب شعبوي اكثر اعتدالا وانسحب الى منطقة كارينتيا. وبعد عودته الى الساحة الوطنية الصيف الماضي، قام باكثر حملاته الانتخابية اعتدالا، متخليا عن التصريحات المثيرة والمعادية لاجانب للتركيز على مكافحة البطالة وغلاء المعيشة والامتيازات والفساد في فيينا وبروكسل.

 

ولم يعرب هايدر ابداً عن اسفه لما صدر عنه من تصريحات مشينة، كما لم يتراجع عن تأييده للنازية. وقد تعرض الاسبوع الماضي لانتقاد المفوضية العليا للاجئين لانه امر باحتجاز طالبي لجوء في مركز معزول في جبال الالب. وواجه هايدر تنديدا على نطاق واسع للقائه مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2002 الذي قال إنه كان موقفا إنسانيا محضا. ولم يكن هايدر المتزوج واب لابنتين، يخفي صداقته لسيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.

الأكثر مشاركة