نهاية القول!!

سامي الريامي

 

--قال لي «لقد كانت ثقتنا في الإعلام (الرياضي) 50%، أما اليوم فلقد نزلت هذه الثقة بشكل أشد من هبوط الأسهم والأسواق المالية، بصراحة كيف يمكن أن نتعامل بعد الذي حدث مع إعلام (مزيف)»!

كلمات من مسؤول رياضي بارز، كانت مثل حد السيف، لكنها للأسف واقعية وحقيقية!

--مشكلات الإعلام في الدول الشمولية، والدول الديكتاتورية، والنامية، تكمن في وجود حكومات مستبدة وقاسية تهيمن عليه، وتقمع من يحاول تسخيره لغير غايات تلك الحكومات، ومشكلة الإعلام في الإمارات تكمن في تطور الحكومة بمئات المراحل عن أهل الإعلام أنفسهم، الحكومة تدعو إلى وتمارس الشفافية، وتحمي الصحافيين وتمنع حبسهم، وأهل الإعلام تقيدهم المصالح، وتجمعهم الموائد وتفرقهم الحقيقة!!

--فرق كبير بين الخبرة و«الكذب»، فلا مانع أن يكون الإنسان قليل خبرة في الإعلام، لكنه لا ينبغي أبداً أن يكون «كاذباً»، لدينا من الكفاءات والخبرات المؤهلة عدد لا بأس به، هذا صحيح، ولكن علينا أن نتعلم منهم «المهنية» لا أن نتعلم «الأساليب الملتوية»!!


--ملامح صحافة جديدة تتشكل في الإمارات على أيدي «أساتذة» كبار، فالمصدر المسؤول أصبح «بدعة» لم يسمعوا عنها من قبل، ولايجوز أن تنقل صحيفة خبراً عن صحيفة أخرى، غريب جداً.. يبدو أن البعض لا يقرأ حتى الصفحات التي يشرف عليها!

 

--من الطبيعي جداً أن «يتهكم» كاتب مقال على موقف معين، فالكتابة «الساخرة» واحدة من أرقى وأصعب أنواع الكتابة، ومكانها الطبيعي صفحات الجرائد، لكن من غير الطبيعي أن تتهكم «قناة فضائية» في «نشرة أخبار» على كاتب، وإن تم ذلك فله معانٍ عديدة منها، غياب «المهنية» وضعف الكوادر الموجودة بشكل واضح، أو ضعف النشرة» نفسها، أو وجود فهم مغلوط ومنقوص لما يعرف عالمياً بـ«نشرة أخبار»!!

 

--الأيام القليلة الماضية أعادت الإعلام المحلي للأسف الشديد إلى العصر الحجري للصحافة، صحافة ما قبل اكتشاف الألماني «يوهان غوتنبرغ» آلة الطباعة، وأعتقد أننا نحتاج سنوات طويلة حتى يمكن أن نعالج «الشرخ» الكبير الذي حدث، كما أننا سنحتاج سنوات أطول حتى نعيد الثقة للقراء والمشاهدين الذين أثبتوا أنهم «أفهم» بكثير من أصحاب المهنة!

 

--فرق كبير بين «النقد» وبين «السب الشخصي والشتيمة»، ومن المؤسف جداً أن هذا الأمر ملتبس إلى يومنا الحاضر عند معظم «جماهير» الأندية، عموماً لا يمكن أن نلوم «العامة والدهماء» في ظل وجود «مثقفين» لا يدركون إلى اليوم كيفية التفريق بينهما!!

--من غير المنطقي الدخول في مواجهة مع من يختبئ في ظلام «الجهل»، وراء اسم مستعار ليلعن ويطعن، فبكل اختصار استخدام تقنية الإنترنت باليدين لا يعتبر تطوراً عندما تكون «العقول فارغة»!!

 

--نهاية القول، كما قال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر «الحقيقة هي الضحية الأولى للحروب»!!
  
 
reyami@emaratalyoum.com
تويتر