«فتى الحرب».. رسالة إنسانية إلى العالم

جال: وحدهم الفقراء يدفعون ثمن الحروب. تصوير: جوزيف كابيلان

 

قال المغني الأميركي وبطل فيلم «فتى الحرب» ايمانويل جال إن فيله يمثل رسالة سلام يوجهها إلى العالم «عبر قصة حياتي وفني والموسيقى التي أقدمها والكلمات التي أقوم بتأليفها».


وأضاف جال الذي انضم إلى صفوف جيش تحرير جنوب السودان في طفولته المبكرة: «رأيت قريتي تحترق بأكملها وكل ما املكه ينهب، وشقيقتي الصغرى اختطفها امراء الحرب وتعرضت للأسر والعبودية والاغتصاب، وكذلك تعرضت اختى الثانية لمصاعب كثيرة، ولذا دخلت الحرب من دون ان أدرك ما هو معنى الحرية وأهمية البحث عنها، ولكن كان الانتقام هو كل ما في داخلي. ولكن فيما بعد عندما انتقلت إلى العيش في كينيا والتحقت بالمدرسة أدركت ان من قتل شعبي ليس العرب او المسلمين، ولكن الحكومات هي التي تتعمد اللعب على الحساسيات الدينية لدى شعوبها، وأن الفقراء وحدهم هم الذين يدفعون ثمن الحروب ويذهبون ضحايا لها، في حين يكتفي الأغنياء بتحريك السياسات من بعيد».

 

وأوضح ايمانويل في المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس في قصر الإمارات عقب عرض الفيلم، انه شعر بالصدمة عند مشاهدة الفيلم الذي يروي قصة حياته لأول مرة، وتوقف أمام الكثير من المشاهد التي تعكس العديد من الأحداث والصور التي عرضها الفيلم متسائلا: «هل فعلا تعرضت لكل هذا؟ ولكن بعد فترة أدركت أن الحديث عن الأمور التي مررت بها وعرضها للجميع ليستفيدوا منها يلهمني، فالحقيقة قد تجرح ولكنها تشفي أيضا».مشيرا إلى انه شعر بالقلق عندما تلقى عرضا لتقديم فيلم عن قصته، خاصة ان المخرج من السودان ويحمل اسم «كريم» وهو اسم مسلما، وهو ما قد يؤثر في الموضوعية في أحداث الفيلم، «ولكن الحماسة الكبيرة التي أبداها كريم للفيلم وحرصه على تشجيعي، لتقديم قصتي ليستفيد منها شعبي جعلاني ادخل التجربة».

 

وردا على ما أثير حول عدم حيادية الفيلم في عرض أوضاع شمال السودان ومناطقه المختلفة والتركيز على معاناة أهل الجنوب فقط، وإبرازه للصراعات السياسية باعتبارها صراعات عرقية بين المسلمين والمسيحيين، وبين العرب في الشمال وسكان جنوب السودان، قال المخرج كريم شاربوغ «ان الفيلم يوجه رسالة للعالم اجمع، خصوصا انه يحمل الكثير من الإحداث المؤثرة، وقد حاولنا ان نصور مع أشخاص مقربين من الحكومة السودانية، ودعوتهم للمشاركة في الفيلم، ولكنهم لم يهتموا بالأمر، كما حاولنا ان نقوم بالتصوير مع اللاجئين في شمال السودان».


وأوضح كريم الذي يقيم في دبي، انه يعد حاليا لتقديم فيلم عن رحلات ابن بطوطة، وأن بداية العمل على الفيلم كانت حول فكرة عالمية الموسيقى، وتقوم على استعراض حياة مغنين من مختلف دول العالم، وكان من المقرر ان يكون ايمانويل احدهم، ولكن عندما تعرفنا إلى قصته وقمنا بأبحاثنا عن حياته وقصة انخراطه في الحرب حين كان في نحو الخامسة من عمره، اتجهنا إلى تقديم فيلم عن قصته وما مر به من احداث». 

 

وسبق المؤتمر الصحافي عرض للفيلم، ثم قدم ايمانويل أغنية راب من دون موسيقى مصاحبة تحدث فيها عن المعاناة التي يجدها الفقراء والأطفال في العالم، وانتقد الحكومات التي تهمل معاناة شعوبها وتتجاهلها، كما اجاب عن عدد من اسئلة الجمهور الذي شهد العرض، والذي تضمن عددا كبيرا من الاسر والمراهقات اللاتي حرصن بعد ذلك على مصافحة جال والتقاط الصور الفوتوغرافية معه.

 

الأكثر مشاركة