هاربر.. معزز موقع المحافظين في كندا
تمكن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الذي أعيد انتخابه على رأس حكومة أقلية من المحافظين، نتيجة الانتخابات التشريعية الأخيرة، من إضعاف خصومه الليبراليين بشكل إضافي، وقام بالتالي بخطوة أخرى على طريق ترسيخ وضع حزبه بشكل دائم لدى الكنديين.
وترأس هاربر الداعم للسوق الحرة حكومة أقلية منذ فبراير ،2006 بعدما تمكن من إزاحة الليبراليين من السلطة الذين كانوا يسيطرون على البرلمان الكندي منذ أكثر من 12 عاماً.
وهاربر المتخصص في الاقتصاد حاول فرض حزبه ضمانة وسط الأزمة المالية العالمية، وأخذ على خصومه سعيهم إلى زيادة الضرائب، ما قد يؤدي بحسب رأيه إلى إغراق كندا في هذه الفترة من انعدام الاستقرار الاقتصادي.
ويتحدر هذا المفكر الحائز إجازة في الاقتصاد، بتفوق من جامعة كالغاري، من الغرب الكندي المنطقة التي تملك ثروة نفطية، غير أنها تشكو من أن نفوذها في أوتاوا لا يوازي هذه الثروة.
وتمكن هاربر ذو التاسعة والأربعين عاماً، من الانتقال بحزبه إلى موقع وسطي والمراهنة على صورته رجلاً كفوءاً ونزيهاً، في مواجهة حزب ليبرالي شوهت صورته الفضائح المالية واستنزفته 12 عاماً من السلطة.
ولد ستيفن هاربر صاحب العينين الزرقاوين الذي يبدو دائماً في هيئة الطالب المجتهد لعائلة من الطبقة الوسطى في منطقة تورونتو، وكان في الثامنة عشرة حين غادر مقاطعة أونتاريو إلى ألبرتا.
وبعد أن عمل سنتين في شركة نفطية بدأ دراسة الاقتصاد في جامعة كالغاري حيث تبنى الفكر الفلسفي المحافظ.
وخلال دراسته الجامعية، عمل مساعداً لنواب محافظين في أوتاوا، وانضم في نهاية الثمانينات إلى منشقين خرجوا من الحزب المحافظ لتأسيس الحزب الإصلاحي.
وشغل للمرة الأولى مقعداً في مجلس العموم عام .1993 وأتاح انقسام اليمين آنذاك لليبراليين قيادة كندا على مدى أكثر من عقد من دون وجود معارضة حقيقية.
وخلال الانتخابات التشريعية في يونيو ،2004 خرج المحافظون من الظل وأصبحوا أبرز حزب معارضة. وفاز ستيفن هاربر في انتخابات يناير 2006 في منافسة الليبراليين.
وبعد توليه رئاسة الحكومة دافع عن تمديد مهمة الجيش الكندي في أفغانستان حتى ،2011 وخفض الضرائب على الاستهلاك، وانتقد بروتوكول كيوتو حول خفض انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري واعترف «بأمة كيبيك ضمن كندا موحدة».
لكنه تجنب إعادة طرح مسائل شائكة مثل زواج مثليي الجنس والإجهاض. ويتيح له الفوز الثاني بحكومة أقلية إضعاف خصومه الليبراليين لترسيخ قيم المحافظين في كندا، الدولة ذات التوجه الاجتماعي الديمقراطي.
وستيفن هاربر متزوج وله ولدان ويهوى رياضة الهوكي على الجليد، ويعمل حالياً على تأليف كتاب حول هذه الرياضة الرائجة في كندا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news