آباء طلبة في «الشارقة الدوليــــــــــــة» يشكون تأخّر الحافلات
شكا آباء طلبة في مدرسة الشارقة الدولية الخاصة، من «تأخر وصول الحافلات المدرسية التي تقل أبناءهم بالساعات، خصوصاً في منطقة التعاون، الأمر الذي ينعكس سلباً على الطلبة، سواء من حيث حرمانهم من حضور الحصص الدراسية الأولى، أو المعاناة الجسدية والمعنوية من جراء الانتظار، إضافة إلى تبعاته السلبية بالنسبة لذويهم، مؤكدين أنهم يضطرون إلى التأخر عن أعمالهم، لأنهم يضطرون إلى الانتظار مع أطفالهم لحين وصول الحافلات، مطالبين بـ «ضرورة توفير حل سريع لهذه المشكلة التي يعانون منها ويدفعون ثمنها، خصوصاً أنه لا مجال لنقل أبنائهم إلى مدارس أخرى الآن».
فيما أكدت مديرة مدرسة الشارقة الدولية الخاصة، سوسن عبدالفتاح، أن «المشكلة تكمن في الشوارع المغلقة بسبب أعمال الحفريات المنتشرة فيها، الأمر الذي يخلق أزمة ازدحام عامة في الشارقة، يعاني منها الجميع، ومع ذلك استطعنا أن نتجاوز مشكلة التأخير بوسائل وأساليب عدة، حيث تصل الحافلات في أوقات محددة من أجل مصلحة الطالب، إلا منطقة واحدة هي منطقة التعاون لأسباب خارجة عن إرادتنا، بسبب الازدحام المروري».
وفي التفاصيل قالت (ض.م)، والدة طلبة في المدرسة: «اعتاد سائق الباص الذي يقل ابنائي إلى المدرسة التأخر ساعات عدة، على الرغم من أن أطفالنا جاهزون منذ الخامسة والنصف صباحاً، وانتظرنا حتى الثامنة وطيلة هذا الوقت لا يرد السائق على اتصالاتنا، وعندما يصل، يخبرنا أن سبب التأخير زحمة السير».
ولفتت إلى «أنه لا يمكننا الانتظار كل هذا الوقت، فلدينا أعمال أخرى ومهمات وظيفية لا يعقل أن نتأخر عنها، فالأصل في كل موظف أن يلتزم بمواعيد العمل، لا أن يكرس كل وقته ينتظر حافلة لا تأتي إلا متأخرة جداً». وأكدت أن «كل المسؤولين في المدرسة لا يجيبون على الاتصالات».
وتساءلت قائلة «لماذا أخذوا منا الأموال بدل المواصلات، ولم يبلغونا منذ البداية عن هذه المشكلة؟ فلو حصل ذلك لقمنا بنقل أبنائنا إلى مدرسة أخرى، على الأقل أقرب من هذه المدرسة التي تقع بالقرب من مطار الشارقة في منطقة القرائن».
وزادت: «الباصات لا تصل إلى بيوتنا، بل تقف في الجهة المقابلة، ونحن نقلق على أطفالنا بسبب حركة السير وصعوبة تجاوز الطريق إلى الجهة المقابلة، وكل هذا بحجة الازدحام، ومع ذلك فالتأخير هو السائد، ولا مجال للاستثناء». ومطالبة «بالبحث عن حل جذري سريع لهذه المشكلة التي لا تطاق».
ساعات طويلة
وتساءلت (ف.و)، والدة طالبة في المدرسة: «هل نضطر لتوصيل أطفالنا للمدرسة، على الرغم من دفعنا بدل المواصلات، وهل يعقل أن ننتظر ساعات طويلة إلى أن يصل الباص؟ فيومياً يتأخر عن موعده، ساعة على الأقل، وكثيراً ما اضطررت إلى إيصال ابني للمدرسة بدلاً من الانتظار الذي لا جدوى منه، حيث يصل الأطفال متأخرين للمدرسة، الأمر الذي يفقدهم فرصة الحضور في الموعد المناسب ويخسرون تالياً بعض الدروس». وتابعت قائلة: «السائق من حقه أن يتأخر، لكنه ليس على استعداد لانتظارنا ولو دقيقة في حال أن تأخرنا نحن لسبب ما».
وأضافت: «نريد حلاً جذرياً لهذه المشكلة التي ما عادت تحتمل، فقد كنا نظنها مسألة يوم أو يومين أو حالة طارئة، لكنها ليست كذلك، فلابد من حل حقيقي من قبل إدارة المدرسة».
وقال زهير مسلم، ولي أمر طالب في المدرسة نفسها، إن «الطلبة يعانون من طول انتظار الباص، واعتاد السائق الوصول إلى منزلنا في منطقة التعاون الثامنة صباحاً، على الرغم من أننا ننتظره منذ الخامسة والنصف، ويصل المدرسة قبل العاشرة، فكيف يدرس الطلبة؟».
وتساءل زهير: «لماذا استبدلوا السائق السابق الذي كان يعرف المنطقة جيداً ويعرف مداخلها ومخارجها، طيلة ثماني سنوات مضت لم يتأخر خلالها، لكننا اليوم ومع انتقال المدرسة إلى مكانها الجديد في منطقة القرائن واستبدال السائق ما زالت معاناتنا مستمرة منذ اليوم الأول للدوام المدرسي، وكنا ننتظر أن تحل المشكلة لكن من دون جدوى». ولفت إلى أن «عدم تجاوب الإدارة مع ملاحظات وشكاوى الآباء، إضافة إلى تعاملها غير الجيد معهم يؤدي لزيادة تفاقم المشكلة».
الباص الوحيد
وأكد زهير أن «باص هذه المدرسة هو الوحيد الذي يأتي متأخراً جداً لدرجة أننا كآباء نتضرر من هذا التأخير على أكثر من صعيد، خصوصاً في ما يتعلق بتأخرنا عن مواعيد عملنا من جراء الانتظار غير المبرر للباص».
وقال «اليوم مثلاً وأنا أنتظر باص المدرسة مر على بنايتنا أكثر من 34 حافلة لمدراس مختلفة في الوقت المناسب وكل الأهالي يسألوني يومياً ما الأمر ولماذا كل هذا الانتظار».
وأضاف: أن «الحافلة تتأخر بالساعات وليس بالدقائق خصوصاً في منطقة التعاون، الأمر الذي ينعكس سلباً على أبنائنا سواء من حيث حرمانهم من حضور الحصص الدراسية الأولى، أو المعاناة الجسدية والمعنوية من جراء الانتظار، إضافة إلى تبعاته السلبية بالنسبة لنا، حيث نضطر التأخر عن أعمالنا لأننا ننتظر مع أطفالنا مجيء حافلة المدرسة».
وطالب زهير «بضرورة توفير حل جذري وسريع لهذه المشكلة التي ما زلنا نعاني منها وندفع ثمنها نحن وأبناؤنا، خصوصاً انه لا مجال لنقلهم إلى مدارس أخرى الآن».
من جانبها أوضحت سوسن عبدالفتاح مديرة المدرسة «فوجئنا هذا العام منذ شهر أغسطس الماضي، بإغلاق شارع الوحدة في الشارقة، والذي سبقه إغلاق شوارع لا تقل أهمية عنه، ما ضاعف من مشكلة الازدحام لدى مستخدمي الشارع كافة، وبالتأكيد نحن كمدرسة من بين جموع المتضررين من هذه الإجراءات، ومن أكثر المناطق تضرراً من الازدحام في منطقتي الخان والتعاون». ولفتت إلى أن «تأخير الباص خمس دقائق من أجل الوصول إلى طالب واحد أمام منزله يكلفنا تأخيراً أكثر من ساعة، الأمر الذي ينعكس سلباً على الطلبة جميعاً، لذلك نقول للأهالي أن يكونوا مع أبنائهم في الوقت المحدد ليس بالضرورة أمام المنزل، بل في الجهة المقابلة إذا تعذر وصول الباص إلى هناك، وليطمئن الأهالي لأنه يكون في الباص مع السائق مساعد له ومشرفة مهمتها أن تستقبل الطلبة».
وأكدت عبدالفتاح، أنه «يوجد في المدرسة نحو 1000 طالب، وفيها 23 حافلة منها سبع حافلات من الطراز الكبير والبقية من نوع «كوستر»، والمدرسة لا تعاني من نقص في عدد السائقين».
وأشارت مديرة المدرسة إلى أنه نظراً للازدحام غير العادي فقد قررت إدارة المدرسة أن تكون الحصة الأولى في الساعة الثامنة و45 دقيقة، بدلاً من الثامنة كي لا يضيع على أحد من الطلبة أية حصة أو معلومة». لافتة إلى «أننا على استعداد أن نعيد المبلغ الذي دفعه الأهالي نظير المواصلات إن رغبوا في الاستغناء عن هذه الخدمة، لأننا نبحث عن أية وسيلة للتعاون والمساعدة والتنسيق في ما بيننا وبين الأهالي وبما يسهم في تحقيق مصلحتهم».