85 مسناً يطلبون الرعاية في منازلهم
طلب 85 مسناً المساعدة في منازلهم في امارة عجمان، للاستفادة من مبادرة الوحدة المتنقلة لرعاية كبار السن، التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية أخيراً وأعلنت عن ذلك نائبة مدير إدارة التنمية الأسرية في الوزارة شيخة عيد، التي وصفت حال المسنين في الدولة بـ«السيئة»، مشددة على أن «المسن أصبح شبه منسي، ومهمَلاً، ولذا تتجة الوزارة لتعزيز رعاية المسنين في منازلهم».
وأفادت بأن «تسعة مسنين آخرين يقيمون في دار المسنين في عجمان يتلقون الرعاية». وذكرت عيد أن «وحدة رعاية كبار السن المتنقلة، ستباشر العمل في مرحلتها الثالثة خلال شهر ديسمبر المقبل، بعد أن استكمل فريق العمل، المكون من طبيب وممرضة وإخصائي اجتماعي ومعالج طبيعي، حيث تزورهم في منازلهم لتقديم الرعاية لهم».
ونوهت بأن «صندوق وقف عجمان، ودائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفّرا بعض المبالغ المالية للمبادرة، فقد تبرع الصندوق بالحافلة، وتبرعت دائرة الأوقاف بمجموعة من الأجهزة التي تحتاجها الوحدة» معتبرة أن «المشروع سيساعد على حصر أعداد المسنين المقيمين بين أسرهم، ومتابعة ظروفهم الصحية والاجتماعية».
وأوضحت أن «الدولة تعد من الدول الأعلى في معدلات ارتفاع السن في العالم، وفقاً لتوقعات أوردتها تقارير عالمية» متوقعة أن «يتجاوز عدد المسنين في الدولة 80 ألف شخص في عام 2025، الأمر الذي يتطلب وضع الاستعدادات لتلبية احتياجات تلك الشريحة من المجتمع، وتوفير الخدمات المهمة لهم والاهتمام بمتطلباتهم الصحية والاجتماعية والمالية».
ولفتت عيد إلى «وجود اربعة دور لرعاية المسنين في دبي والشارقة وأبوظبي» مشيرة إلى أن «دار عجمان الوحيدة التي تتبع الشؤون».
وكشفت عن أن « بعض المسنين أدخلهم أهلهم إلى المستشفيات بعد تعرضهم لأزمات صحية مثل الجلطات وغيرها، لكنهم أصبحوا من المنسيين» لافتة إلى «وجود حالات كثيرة من المسنين في مستشفى أم القيوين، بسبب عدم وجود دار في المدينة».
تابعت أن «الطبيعي أن يبقى المسن في بيته، وبين أسرته، وأن تصلهم الخدمة إلى منازلهم، من خلال المبادرة التي أطلقتها الشؤون «وحدة متنقلة لكبار السن» التي تأتي رافداً لمراكز دور المسنين في الدولة، كونها تسعى إلى الذهاب إلى المسنين في منازلهم».
وتحدثت مدير إدارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية، عن مفارقات صادفتها أثناء متابعة المسنين في دور رعاية، موضحة أنه «في أحد المستشفيات توجد امرأة تدعى أم عبدالله (85 سنة) تركها أولادها منذ سنوات، وطُلب منا أن نتدخل لأنهم لا يسألون عنها، فأخذنا عنوان أولادها، ومن خلال زيارة اكتشفنا أن ابنها يبلغ 70 عاماً، أي إنه مسن أيضاً، وبحاجة إلى رعاية أكثر من والدته، وبعد دراسة الوضع، عرفنا أن الحال المالية سيئة جداً، فالولد مصاب بالشلل، ولا يوجد لديه أي مصدر دخل».
وقالت أن «العلاقة مع المسن تحتاج إلى دأب وصبر، لأن بعض المسنين يلجأون إلى الصمت، وآخرين إلى الكلام، ليثبتوا أنهم على قيد الحياة، فالوصول إلى المسن مسألة سهلة، ولكن الحلول مع الأسر صعبة جداً».
وذكرت شيخة عيد «تواجهنا ظروف معقّدة تحاصر المسن في بيئته، وتمنعه من الإقامة في بيته، أحياناً الأولاد لا يتقبلونه، ولايشعرون بأهميته، إلى جانب الظروف المالية الصعبة التي تواجه بعض الأسر، وعدم توافر الرعاية الصحية، لذا نلجأ إلى الجمعيات الخيرية لنحل المشكلة، ونتابع نحن الرعايتين الصحية والاجتماعية».
وشرحت عيد الظروف الاجتماعية لعدد من المسنين وقالت «زرنا مستشفى راشد، وعلمنا أن هناك 25 حالة، تابعنا خمس حالات من الناحية الاجتماعية، وتبين أن هناك امرأة تركها ابنها في المستشفى، وبعد المتابعة شعرنا بأنه غير متعاون ويتهرب، كأنه لا يريد أن تعود أمه إلى البيت، لذا فنحن نعمل على توفير مكان لها داخل البيت، ومَن يعتني بها، وبدورنا سنشرف على الحالة، على الرغم من أن ابنها يتمنى أن تبقى أمه في المستشفى، وهذه إحدى الصعوبات التي تواجهنا، كيف نقنع الأولاد أن يرعوا آباءهم؟».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news