<font size=1>تكدس الدارسين واختلاف أعمارهم أديا الى انحراف طلاب من المرحلتين الابتدائية والإعدادية.   تصوير: أسامة أبو غانم</font>

حشيش وأفلام مخلة في «الشعـراوي لتعليم الكبار»

أكد مسؤولون ودارسون في مركز الشعراوي لتعليم الكبار في دبي، أن هناك طلاباً يرتكبون أفعالاً مخلة بالآداب ويتعاطون مواد مخدرة، ويتداولون صورا إباحية داخل الفصول الدراسية، إضافة الى تلفظهم بعبارات بذيئة.

وقال طلاب لـ «الإمارات اليوم» إن زملاء لهم يدخنون سجائر الحشيش خلف جدران الفصول، ويتبادلون صوراً فاضحة، من دون أن يراعوا طبيعة المكان، أو الهدف من وجودهم فيه.

وعزا مدير المركز حامد جندي هذه التجاوزات إلى «تكدس الدارسين داخل الفصول، لافتاً الى أن عددهم يناهز 700 طالب، فضلاً عن تفاوت الفئات العمرية بينهم».

وأكد مدير وحدة الخدمات الإدارية لمؤسسة التعليم المدرسي في هيئة المعرفة وتنمية المجتمع في دبي طه الحمري أنه يحق لمدير المركز، بحسب القوانين واللوائح المطبقة والمعتمدة من وزارة التربية والتعليم، اتخاذ الصلاحيات التي تتعلق بتنظيم السلوك داخل المدرسة أو داخل مركز تعليم الكبار، وفصل أي طالب سيّئ الخلق.

وأكد طلاب ومعلمون في المركز، لـ «الإمارات اليوم» وجود تجاوزات أخلاقية في الفصول الدراسية، مطالبين المعنيين في الوزارة باتخاذ الإجراءات المناسبة لضبط سلوك الطلبة.

وقال طالب -لم يفصح عن اسمه- إن زملاء له يتبادلون مجلات وأفلاماً إباحية داخل الفصل، ويتصرفون بطريقة مخلة بالآداب العامة. وأكد معلم في المركز أن هناك طلابا يتعاطون مواد مخدرة وسجائر، أثناء وجودهم خلف فصول المركز، وأنه يستقبل شكاوى كثيرة من زملاء لهم تؤكد ذلك.

وقال معلم آخر، أشار الى نفسه باسم «أبو علاء» إن تكدس الدارسين واختلاف أعمارهم، أديا إلى انحراف طلاب من المرحلتين الابتدائية والإعدادية، مشيراً إلى أن الطلاب المراهقين يؤثرون سلباً في أخلاق الطلاب الذين يصغرونهم سناً.

وأكد الطالب (م. س) من المرحلة الإعدادية، أنه يجد صعوبة في التأقلم مع الطلاب كبار السن، قائلاً إن هناك فئة منهم تعرض صوراً وأفلاماً فاضحة أمام طلاب آخرين. وأضاف: «عندما أخبرت والدي بذلك، قرر سحب ملفي الدراسي من المركز، وتسجيلي في التعليم المنزلي، تحاشياً لتلك المشاهد».

ووافقه طالب من المرحلة الثانوية، قائلاً إن السبب الأبرز في نشوء هذه الحال، هو خلط أعمار الطلاب في الفصل الواحد.

تجاوزات أخلاقية

وأكد مدير مركز الشعراوي لتعليم الكبار حامد جندي وجود تجاوزات أخلاقية في المركز، عازياً ذلك إلى زيادة أعداد الطلاب في الفصول الدراسية، إذ إن المركز يحتوي على 12 فصلاً دراسياً، يضم أكثر من 700 طالب، تتفاوت أعمارهم ما بين تسعة أعوام و٥٥ عاماً». وتابع أن «هناك دارسين يرتدون ملابس مختلفة، ويتعاطون الحشيش، ويتلفظون بعبارات بذيئة أمام طلبة آخرين». ولفت إلى أن إدارة المركز طردت خمسة طلاب من هذه الفئة العام الدراسي الماضي. مضيفاً أن أي طالب يرسب لأكثر من أربع مرات متتالية في مدرسته يحول إلى المركز للتعليم في الفترة المسائية. وأشار إلى أنه طالب وزارة التربية والتعليم بإعداد برنامج التعليم المفتوح، وعدم ربط الدارسين بنظام الحضور والغياب، موضحاً أن بعض الدارسين يفضلون الدراسة المسائية في المركز ليحصلوا على معدل 20٪ على درجات الامتحان النهائي، من خلال الامتحانات الداخلية في المركز والدراسات التي تطلب منهم. كما طالب الوزارة والمنطقة التعليمية بتوفير مركز خاص بتعليم الكبار يتسع لأكبر عدد ممكن، إضافة إلى ضرورة زيادة عدد الفصول وعدد المعلمين، لفصل الدارسين وفقا لفئاتهم العمرية.

إصدار لوائح

وحول اللوائح والقوانين التي تنظم السلوك الطلابي، أشار الحمري إلى أنه يجوز لمدير المدرسة أو المركز وفقاً للقوانين واللوائح المطبقة والمعتمدة من وزارة التربية والتعليم، اتخاذ جميع التدابير التي تتعلق بتنظيم السلوك داخل المدرسة، أو داخل مركز تعليم الكبار. ويشمل ذلك فصل أي طالب يرى أن سلوكه الأخلاقي سيّئ.

وأشار الحمري إلى أن التدابير تتضمن منح الطالب السيئ بداية إنذاراً شفوياً في حال ارتكب سلوكاً سيئاً، وفي حال استمر في السلوك نفسه، ينذر خطابياً، وفي المرة الأخيرة يُفصل من المدرسة، ويحول إلى التعليم المنزلي كي لا يُحرم من الدراسة».

وتابع: «إذا تبين أن سلوك الطالب غير أخلاقي، وقد يؤثر سلباً في زملائه الطلبة، فيفصل من الدراسة نهائياً». وفي ما يتعلق برواتب المعلمين في مراكز تعليم الكبار، أشار إلى أن هيئة المعرفة طالبت الوزارة برفع المكافآت للمعلمين والإداريين، وطالبت بتوزيع المعلمين، كل منهم حسب منطقته السكنية، لتوفير الوقت والجهد عليهم.

دمج الدارسين

قال مصدر في وزارة التربية والتعليم، رفض الإفصاح عن اسمه،حول القرارات التي تنظم مراكز تعليم الكبار، إن الوزارة بصدد إصدار لوائح جديدة خاصة بتعليم الكبار والمنازل، إضافة إلى فصل الفئات العمرية للمراحل التأسيسية والتكميلية، ودمج الدارسين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً في فصول قاصرة عليهم، ودمج الدارسين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً في فصول أخرى.

ويبلغ عدد مراكز تعليم الكبار 85 مركزاً على مستوى الدولة، 33 مركزاً منها خاصة بالذكور و52 مركزاً للإناث. وتحتل إمارة دبي العدد الأكبر من مراكز تعليم الكبار، إذ يوجد فيها 14 مركزاً، ستة مراكز منها لتعليم الذكور وثمانية مراكز لتعليم الإناث.

ويختلف مسمى مراكز التعليم من منطقة تعليمية إلى أخرى، إذ تتكون مراكز تعليم الكبار من مؤسسات وجمعيات ونوادٍ، لكن جميع تلك المسميات تقع ضمن قائمة مراكز تعليم الكبار.

الأكثر مشاركة