محمد يواجه آلامه بالصبر والـــدموع
منذ ولادته يعاني المواطن الشاب محمد ابراهيم محمد من مرضي «الانيميا المنجلية والثلاسيميا»، رضع الدواء في المهد، تحمل قدره في صمت، قضى طفولته بين المستشفيات والمراكز الطبية، حاول التغلب على الألم بالاجتهاد في الدراسة، وعندما بلغ عامه الـ١٦ هزمه المرض وطرحه اسير الفراش، بعدما أصيب بتكسر حاد في صفائح الدم وعجز في وظائف الكبد والكلى ويرقد حالياً في مستشفى دبي، في حالة حرجة يحتاج إلى من ينقذه من الموت الذي يتربص به، وفق والده المواطن ابراهيم محمد الذي روى قصة ابنه مع المرض، قائلاً «يعاني محمد من مرض تكسر في صفائح الدم (الأنيميا المنجلية)، منذ ولادته وبدأنا معه رحلة علاج ومراجعات لمستشفيات (الوصل وراشد ودبي)، وعلى الرغم من آلام محمد الشديدة، الا أنه لم يشكُ كذلك حال أخيه خليل وأخته زينب اللذين وُلدا وهما مصابان أيضاً بهذا المرض، ويعيشان على مراجعات المستشفيات بانتظام وحالتهما مستقرة من دون الشفاء من المرض. وتابع الأب «وضع محمد كل همه في دراسته لينسى المرض، حاول التعايش مع الوضع بكل مرارته، وفي العام الماضي بدأ محمد يعاني من تكسر حاد في الطحال ونقلناه إلى مستشفى دبي، وتم تنويمه لمدة أسبوعين وبعدها خرج ليستكمل علاجه في المنزل، وأصبح يراجع المستشفى بين فترة وأخرى لأخذ التحاليل ومتابعة حالته، ولكن بعد مرور ثمانية أشهر عاد المرض والألم لابني مرة أخرى، غير أن التكسر كان في ساقه اليمنى، وتم إعطاؤه الجلوكوز والمهدئات حتى يستطيع تحمل الآلم.
وأكد الأب أن ابنه كان يحصل على المسكنات وليس العلاج، متابعاً «في يوم ١٩ أكتوبر الماضي أوصلت محمد إلى المدرسة وبعد ساعة وبالتحديد عند الساعة الثامنة اتصل بي وأخبرني بأنه مريض ولا يستطيع البقاء في المدرسة، وبسبب ظروف عملي لم أستطع الذهاب إليه وطلبت منه العودة إلى المنزل بسيارة أجرة، وعند الساعة الواحدة طلب من والدته الذهاب إلى المستشفى، وتم نقله إلى قسم الطوارئ وجلست معه من الساعة الثالثة مساء إلى الواحدة بعد منتصف الليل، وأعطي حقناً لتسكين الآلام وتم تنويمه في المستشفى».
وأضاف «وفي اليوم التالي ذهبت إلى المستشفى وأخبرني الأطباء بأن حالة ابني حرجة وخطرة وتم نقله إلى العناية المركزة، ومنذ ذلك اليوم إلى الآن وحالته من سيّئ إلى أسوأ، على الرغم من وجوده في العناية المركزة، وعدم تقصير إدارة المستشفى حياله، أصيب بتكسر حاد في الدم وتكسر في الكلى وعجز في وظائف الكبد، حيث أصبح يفرز السموم، وفقد محمد القدرة على الكلام، ويعيش على الأنابيب والتخدير وتغيير الدم، وأرى الدموع في عينيه ولكني لا أستطيع مساعدته»، مناشداً المسؤولين وفاعلي الخير مساعدته في علاج ابنه وإنقاذه قبل فوات الأوان.
وقالت ابنة عم المريض غادة عبدالله «إننا لا نستطيع نقل محمد خارج المستشفى لأن حالته لا تسمح له بذلك، وهو يحتاج إلى المحاليل التي تساعده على تشغيل الجهاز الخاص بغسل الكبد، وهذه المحاليل غير موجودة في الدولة والمتوفر فقط لكبار السن وأصبحنا غير قادرين على مشاهدته وهو يتألم في صمت، والمرض ينهش جسده بلا رحمة.
وناشدت المسؤولين في الدولة مساعدة محمد بإحضار كادر طبي متخصص من الخارج لإنقاذه.
زرع كبد
أفاد استشاري ورئيس قسم الكلى في مستشفى الشيخ خليفة في عجمان الدكتور مصطفى كامل بأنه «استدعي لفحص حالة المريض وتقديم المساعدة الممكنه، وتبين أنه مصاب بفشل كبدي وكلوي والأطباء في مستشفى دبي يقومون بالواجب على أكمل وجه، وكان محمد في حاجة إلى غسل كبدي، وهو علاج مؤقت لحين زرع كبد أو شفاء الكبد تماماً، ولكن الذي يقيم هذه الحالة هم الأطباء في مستشفى دبي، ولا نستطيع إجراء الغسل الكبدي مدى الحياة».
المضاعفات شديدة
قال أخصائي أمراض القلب والعناية المشددة في مستشفى دبي الدكتور محمود غنايم إن «المريض في حالة حرجة وتشخيص الحالة معروف لدينا، والمضاعفات شديدة، ويعالج في قسم العناية المركزة، والتجهيزات الطبية اللازمة متوافرة، والعلاج موجود بالكامل في المستشفى، وأيضا في مستشفيات دائرة صحة دبي، كذلك توافر الاختصاصيين المؤهلين لتعامل مع مثل تلك الحالات، وتوفر الأطباء المعالجين مستعدين على الاستعانة بأي خبرات ضرورية سواء كانت داخل الدولة أو خارجها بما تقتضيه مصلحة المريض، الذي يتلقى العلاجات الضرورية والمناسبة وأن طبيعة المرض والمضاعفات الناجمة عنه وخطة العلاج يتم شرحها يوميا بالتفصيل لوالد المريض وأقاربه، ليكونوا على اطلاع بتطورات الحالة يومياً، ونحن على استعداد لمناقشة أهل المريض في أي استفسار لحظة بلحظة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news