دبي استعدت للأمطـار والشـارقــــــــــة لا تستبعد الغرق
توقع مساعد المدير العام للمشروعات الحكومية والخدمات العامة في بلدية الشارقة المهندس سلطان عبدالله المعلا، أن تواجه مدينة الشارقة مشكلة تجمع مياه الأمطار في الشوارع والساحات خلال الشتاء، إذا كانت المعدلات المطرية مشابهة للعام الماضي، على الرغم من الإجراءات الاحترازية الواسعة التي اتخذتها البلدية خلال الأشهر الماضية»، في حين أكد مساعد مدير عام بلدية دبي لقطاع الخدمات البيئية والصحة عبدالله رفيع أن البلدية استعدت للموسم المطري بدرجة 100٪ لتفادي المشكلات التي حدثت العام الماضي بسبب الأمطار، وقال أن الشـتاء المقبل سيشهد استقراراً في كل الخدمات.
تفادي الأخطاء
وتفصيلا، أبدى مواطنون ومقيمون في الشارقة تخوفهم من تكرار أزمة تجمع مياه الأمطار في الشوارع والمنازل، مطالبين البلدية والجهات المسؤولة بضرورة تفادي أخطاء العام الماضي والتعامل مع الأمطار على أنها أزمة حقيقية وليست موسمية، خصوصاً بعد توقف الحركة المرورية في معظم شوارع المدينة جراء تراكم مياه الأمطار، إضافة إلى انسداد فتحات الصرف الصحي كلياً بسبب تجمع الأتربة والأوساخ، متهمين البلدية بالعجز عن التعامل مع هذه الأزمة.
وفي المقابل، أبلغ المعلا «الإمارات اليوم» بأنه حال هطول أمطار هذا الشتاء بكثافة العام الماضي نفسها ستواجه مناطق في الشارقة المشكلات نفسها، من فيضانات ودخول مياه الأمطار إلى المنازل» وعزا السبب إلى أن شبكات تصريف مياه الأمطار في المدينة، صغيرة الحجم مقارنة بكثافة أمطار العام الماضي.
وكشف في السياق نفسه عن خطة البلدية لتفادي وتجنب الأزمة التي ترافق هطول الأمطار كل موسم، قائلاً إن «إدارة الصرف الصحي في البلدية تنفذ خطة عمل خاصة بموسم الأمطار، تتمثل في تركيب خزانات تجميع مياه الأمطار في شارعي مطار الشارقة، والإمارات، وتطوير الشبكة الانحدارية في المنطقة الصناعية الثالثة، وتمديد شبكات تصريف مياه الأمطار في منطقة الرمثاء».
وأوضح المعلا أنه «تم التنسيق بين البلدية والدوائر المعنية في الشارقة ومن بينها الإدارة العامة لشرطة الشارقة، لمواجهة احتمالات اغلاق بعض الشوارع، كما طلب من المقاولين العاملين في تنفيذ المشروعات الحكومية ضرورة الالتزام بتصريف مياه الأمطار في مناطق مشروعاتهم تجنباً لأزمة تجمع المياه في مواقع العمل».
وكانت الشارقة شهدت العام الماضي اغلاق بعض الشوارع استمر لأيام عدة، ودخلت المياه إلى بعض المنازل، لاسيما في مناطق أم خنور والغافية ودوار الساعة والميدان الصناعي الخامس (دوار الناشيونال).
وأفاد أنه تمت معالجة المناطق التي تضررت من تجمع مياه الأمطار العام الماضي، وعمل الإصلاحات والصيانة اللازمة لشبكات تصريف مياه الأمطار القائمة ومحطات ضخ المياه السطحية في جميع المناطق المغطاة.
وأكد أن «البلدية تستخدم كامل طاقاتها وإمكاناتها من معدات وصهاريج ومضخات سحب المياه المتجمعة، واستئجار صهاريج تجارية لمواجهة الحالات الضرورية»، موضحاً أنه «يجري حالياً تنفيذ ثلاثة خطوط رئيسة لتصريف مياه الأمطار، وتم تنفيذ المرحلة الأولى منها ضمن مشروعات الطرق الحالية، على أن يتم تنفيذ المراحل الأخرى في الأعوام المقبلة، خصوصاً أنها مرتبطة بمشروعات الطرق في الإمارة ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منها مع مطلع عام 2012».
ويذكر أن بلدية الشارقة اتخذت العام الماضي إجراءات فنية وتدابير لأزمة تراكم مياه الأمطار وتنفيذ عدد من الحلول الفنية لتوسعة وتعديل بعض شبكات تصريف مياه الأمطار التي تغطي مناطق الشارقة، كما شكلت لجنة لطوارئ الأمطار، عملت لأشهر عدة للتحضير والتخطيط لمواجهة موسم الأمطار، ووضع قسم النفايات الصلبة في بلدية الشارقة 30 «تنكر» خاصاً بسحب المياه تحت تصرف لجنة طوارئ الأمطار، إضافة إلى 152 مضخة ديزل تم توزيعها على بعض المناطق التي يتوقع تراكم وتجمع المياه فيها، كما سيتم تأجير تناكر سحب خصوصاً في الحالات الطارئة وحسب الحاجة.
مشكلات وحلول
في موازاة ذلك أعلنت بلدية دبي وهيئة الطرق والمواصلات اتخاذ إجراءات احترازية جديدة استعداداً لموسم الأمطار المقبل، لتلافي المشكلات التي حدثت العام الماضي.
قال مساعد مدير عام بلدية دبي لقطاع الخدمات إن البلدية اتخذت إجراءات عدة، لعدم تكرار أزمة العام الماضي، وألزمت بالتنسيق مع هيئة الطرق والمواصلات المقاولين العاملين في مشروعات طرق بعمل تحويلات مؤقتة لشبكات تصريف مياه الأمطار إذا ما تعارضت مع مناطق عملهم، والالتزام بها تحت أي ظروف لضمان سير العمل ومنع حدوث أية مشكلة بسبب هطول الأمطار.
وأشار رفيع إلى أن البلدية عملت على تسوية المناطق التي كانت أقل أو أعلى من منسوب المياه، لمنع تجمع مياه الأمطار، أو إعاقة الحركة المرورية، بالإضافة إلى إلزام أصحاب المباني ذات الأعماق الكبيرة تحت الأرض، بعدم تصريف المياه الجوفية في شبكات مياه الأمطار حال حدوث أية أزمة منعاً لحدوث أية انسدادات داخل الشبكة ولتخفيف الضغط عليها
وقال مدير إدارة الصرف الصحي والري في بلدية دبي طالـب جلفار، أن البلدية درست الأخطاء السابقة لتلافيها هذا العام، موضحاً أن البلدية أكملت استعداداتها لموسم الأمطار، واشترت 60 مضخة جديدة كبيرة الحجم و40 عربة جديدة لنقل المضخات إلى أماكن تجمع مياه الأمطار.
وأفاد جلفار أن البلدية منذ شهرين تنظف مجاري الأمطار وشبكات الصرف، استعداداً لموسم الشتاء، عازياً غالبية المشكلات التي حدثت الموسم الماضي إلى كثرة أعمال الطرق والتحويلات المنتشرة في دبي، والتي ساعدت على تفاقم الأزمة، مؤكداً في الوقت نفسه على التنسيق التام مع هيئة الطرق حول آلية التصدي لأية مشكلة قد تطرأ بسبب مياه الأمطار. وأشار إلى أنه في العام الماضي كانت المنطقة الواقعة بين دبي والشارقة في حاجة إلى عمليات صيانة، قامت البلدية بصيانتها بالفعل، ولم ينف جلفار احتمالية حدوث تجمعات بسيطة للمياه هذا الموسم، مؤكداً أنها لن تستمر طويلاً، وستعمل المضخات الجديدة على التخلص منها في زمن قياسي.
فرق طوارئ
وبدوره أكد مدير إدارة المرور في هيئة الطرق والمواصلات حسين البنا، أن الاستعدادات قائمة على قدم وساق لاستقبال موسم الأمطار واستحداث فرق طوارئ فرعية للتعامل مع جميع الحالات الطارئة المحتمل حدوثها، ليصل عدد الفرق إلى 12 فرقة مطورة، بينها فرقة خاصة بالتفتيش على المقاولين ومدى التزامهم باشتراطات السلامة المرورية بشكل عام، وفرقة أخرى مختصة بحل المشكلات التي يمكن أن تنتج عن الأمطار والعواصف، وفرقة ثالثة لأعطال شبكة الإنارة.
وتختص الفرقة الرابعة بمعالجة أية أعطال قد تحدث في الطرق، وتتسبب بدورها في إعاقة الحركة المرورية، فيما تم تخصيص فرقة أخرى للتحويلات المرورية، بحيث تقوم بعمل التحويلات اللازمة حال تعطل أية شارع. وتخصيص فرقة مسؤولة عن المواقف وأجهزتها والإبلاغ عن أية أماكن تشهد تجمعات مياه، وفرقة للإبلاغ عن أية مشكلات تنتج عن مشروعات مترو دبي، وفرقة للتعامل مع أعطال الأنظمة المرورية «سالك، واللوحات الإلكترونية، والإشارات المرورية».
وقال البنا إن الهيئة أعدت فرقة خاصة بالحافلات تنقل الأشخاص من مكان لآخر حال حدوث أية مشكلات بسبب تجمع الأمطار، وتخصيص فرقة لعمليات النقل البحري لاستخدام آلياتها إذا لزم الأمر في عمليات النقل.
وأوضح أن الهيئة رصدت نحو 50 منطقة كانت تعاني مشكلات خلال مواسم الأمطار السابقة، منها المنطقة الواقعة على حدود دبي مع الشارقة تم معالجتها بشكل تام. وأكد البنا على وجود تنسيق بين الهيئة وبلدية دبي في عمليات الصيانة في شوارع الإمارات والخيل، إضافة إلى التنسيق مع بلدية الشارقة في ما يخص المناطق المشتركة بين الإمارتين، بالإضافة إلى التنسيق مع المقاولين بما يضمن التزامهم بإزالة المياه التي قد تتجمع في أماكن عملهم للسيطرة على الوضع بشكل تام.