75 ٪ من وفيات المواطنين بسبب السكري ومضاعفاته
قال مدير التعليم والأبحاث في مركز جوسلين لمرض السكري في هيئة الصحة في دبي، الدكتور أحمد حسون، إن «مواطناً من بين كل اربعة مواطنين مصاب بمرض السكري، وفق أحدث احصائية معتمدة عن مرض السكري في الدولة».
وقال لـ«الامارات اليوم» إن «المرض وما يسببه من مضاعفات مثل أمراض القلب، وأمراض الدماغ والاوعية الدموية والكلى، يتسبب في 65 الى 75 من وفيات المواطنين»، مشيراً الى ان «السبب نفسه يؤدي الى وفاة 31 ٪ من المقيمين».
وذكر ان «المرض وما يسببه من أمراض تابعة يكلف الدولة ستة مليارات درهم سنوياً للعلاج».
وأشار الى ان «الامارات تحتل المركز الثاني عالمياً من حيث الاصابة بالمرض، وفق آخر دراسة اعلنتها وزارة الصحة»، لافتاً الى ان «الدراسة نفسها اثبتت ان 20 من اجمالي سكان الدولة مصابون بالمرض».
وحذر من ان «نصف عدد مرضى السكري في الدولة لا يدركون أنهم يعانون من المرض»، وتابع «تشير التوقعات إلى أن أعداد المواطنين الذين يعانون من حالات ما قبل مرض السكري قد تصل نسبتهم أو تتجاوز عدد المصابين بالمرض».
من جانبه، قال استشاري السكري والغدد الصماء رئيس جمعية الامارات للسكري، الدكتور عبدالرزاق المدني، لـ«الامارات اليوم» إن «نسبة الاصابة بالمرض في الدولة تعد مرتفعة جداً، مقارنة بمختلف دول العالم»، معتبراً ان «ذلك يستدعي اتخاذ اجراءات حاسمة للحد من معدلات تزايده».
وأوضح ان من اهم العوامل المساعدة على تزايد المرض «نمط الحياة العصرية الذي يعتمد على قلة الحركة، وقلة النشاط البدني والوظائف المكتبــية التي تستدعي الجلوس طول الوقت».
وأضاف «يعتمد الشخــص على المصـعد بدلاً من الدرج، والســيارة بدلاً من السير على الاقدام، ويهمل في ممارســة الرياضـة، وهي اسباب تؤدي بدورها للاصابة بالسمنة، التي تؤدي بدورها للاصابة بالسكري».
ودعا الى «زيادة خطط توعية المواطنين والمقيمين بمسببات المرض، وكيفية الوقاية منه، من خلال اتباع نظام غذائي سليم، وممارسة الرياضة، وإجراء الفحص المستمر للمرض».
وقال مدير برامج التدريب مركز جوسلين الطبي، الدكتور أحمد الجباوي، «نحن نواجه أزمة حقيقية مع مرض السكري في كل أنحاء العالم لكنها منتشرة بشكل أوسع في الإمارات».
وتابع «لدينا مزيد من الخــيارات العلاجية المتوافرة التي تقدم للمريـض فرصة جديدة للعلاج»، كما أن «الأدوية المضادة للمرض تتــيح فرصاً واسعة لإعداد علاجات تتوافق مع الحــالات الفردية للمرضى، كما تسمح بتعليم الأطــباء الممارسين كل المعلومات الضرورية لاستخدام هذه الأدوية، وتالياً لا توجد أعذار لإهمال المرض وعدم السيطرة عليه».
من جانب آخر، قال مساعد المدير العام للشؤون الطبية في هيئة الصحة، الدكتور عيسى كاظم، إن «الهيئة تعمـل على تطــوير برامج الرعاية الصحية الأوليـة لمواجهة مرض السكري وفق أسس علمية أكاديميـة».
وأشار إلى ان الهيئة وقعت اتفاقية «مع مركز جوسلين لعلاج مرض السكري، أكبر مركز متخصص بمرض السكري في العالم، بهدف تمكين الإمارة من مكافحة المرض».
نظمت هيئة الصحة في دبي أول من امس مؤتمراً ناقش عدداً من المحاور المتعلقة بآخر وأحدث المعلومات حول انتشار مرض السكري، وأساليب إدارة المرض عند الأطفال والراشدين، بالإضافة إلى آخر التقنيات الجديدة، وأهمية الكشف المبكر عن المرض للحد من مضاعفاته المستقبلية.
وركز المؤتمر الذي حمل عنوان «لقاء مع الخبراء»، على مناقشة آخر التطورات في علاج مرض السكري، والمضاعفات الناجمة عن الإصابة بالمرض، وكل القضايا المتعلقة بالتغذية، إضافة إلى توجيه النصائح العملية والإرشادية للجمهور والمصابين بالمرض. ودعا المؤتمر الى ضرورة تعزيز خطط تثقيف وتوعية الجمهور بالمرض للحد من تزايد معدلاته.
أبلغ وزير الصحة، حميد القطامي، «الامارات اليوم» بأن «الوزارة قررت ان يكون العام المقبل عاماً لمكافحة مرض السكري»، مشيراً الى ان «هذه الخطوة تهدف للتصدي للاعداد المتزايدة للمصابين بهذا المرض المزمن».
واضاف ان «الوزارة سوف تفتتح في ذلك العام أول مركز اتحادي لعلاج السكري لخدمة المواطنين والمقيمين كافة، تكلف 20 مليون درهم»، مبيناً ان «المركز هو الاكبر من نوعه على مستوى الدولة، وسوف يستقبل المرضى من الامارات كافة، والدول المجاورة». وأقيم المشروع الجديد في عجمان ويضم «اقساماً للتشخيص وأخرى للعلاج، ومختبرات على اعلى مستوى لفحوص المرضى»، كما يضم «مركزاً للابحاث، وآخر تعليمياً اكاديمياً لتدريب الاطباء على احدث علاجات المرض»، ومن المقرر ان «يدير المركز طاقم طبي وإداري سويدي او الماني».
وأشار القطامي الى ان الوزارة «سوف تدشن ايضاً حزمة من المشروعات الصحية، والعيادات والمراكز الطبية المتخصصة في علاج أمراض السكري في مختلف الامارات الشمالية»، موضحاً انها «وضعت خطة تضمن وصول العلاج للمرضى في اقرب موقع لهم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news