«المدّ الأحمر» يهدد البيئة البحرية في «الشرقية»

تناول أسماك نافقة يهدد صحة الإنسان. تصوير: محمد منور

وصف غواصون محترفون آثار المد الأحمر على البيئة والكائنات البحرية في المنطقة بـ«المأساوية»، مؤكدين أنهم «شاهدوا العديد من الأسماك والكائنات البحرية نافقة في الأعماق على عمق 22 مترا».

وقال مدرب الفريق المحترف، صاحب مركز «سكوبا 2000»، حسن عبدالجبار «فوجئت أثناء الغطس في الأعماق مع مجموعة من الغواصين، بالآثار السلبية للمد الأحمر الذي تتعرض له المنطقة الشرقية»، مشيرا إلى أن الرؤية كانت معدومة تماما حتى عمق 22 مترا بسبب تلوث المياه وتغير لونها.

وتابع «لاحظنا أن الكائنات البحرية الثابتة وقليلة الحركة كانت أبرز ضحايا المد الأحمر، ومنها «الروبيان، الرماي، ديك البحر وخيار البحر»، ووجدنا كميات كبيرة منها متأثرة بتلوث المياه، ولاحظنا اختفاء أفعى البحر «العفان» تماما من منطقة «البرك» التي كانت تعج به، وبحثنا عنه إلا أننا لم نتمكن من العثور عليه.

وتابع عبدالجبار «لم تقتصر أضرار المد الأحمر على الكائنات، بل تأثرت كذلك الشعب المرجانية الهشة، ونفقت كميات من أسماك الزينة التي تعيش بين الشعب، واضطررنا إلى إنهاء الغطس التدريبي لانعدام الرؤية تحت الماء، حيث بالكاد يستطيع الشخص رؤية زميله القريب منه».

وأشار عبدالجبار إلى أن كتاب «لسنا بمأمن» يتحدث عن الظواهر الطبيعية وتفاقمها للدكتور خالد فائق العبيدي، ويؤكد الكتاب أن «ظاهرة المد الأحمر طبيعية، ولكنها ظاهرة مخربة، ولها أضرار كبيرة على البيئة البحرية وبالتالي على الإنسان.

وعن تأثير هذه الظاهرة على الإنسان قال مستندا إلى المرجع العلمي «تصيب هذه المواد السامة الناتجة عن هذه الظاهرة الإنسان في مقتل، في حال دخولها الجسم عبر تناوله للأسماك والكائنات البحرية التي تحمل هذه السموم».

وأوضح أن «الخطر يكمن في تناول الأسماك النافقة المتأثرة بالمد الأحمر، ولا يوجد ما يستدعي الخوف من تناول الأسماك التي تصطاد وهي على قيد الحياة، وتعتبر التيارات البحرية عاملا رئيسا في تحرك هذه الظاهرة من منطقة إلى أخرى».

وأشار إلى أن أبرز مسببات هذه الظاهرة «تسرب وتلوث نفطي، وإلقاء مياه غسيل السفن (مياه الموازنة) في البحر والتي يعتبر من المسببات الرئيسة لتفاقم هذه الظاهرة على المدى الطويل، كما أن إنشاء المزارع السمكية يشكل بيئة خصبة وصالحة لتكون ظاهرة المد الأحمر، إضافة إلى أسباب أخرى، منها الإكثار من إقامة المنتــجعات السياحية، ووصول المخلفات الزراعية لمياه البحر».

من جهته أكد مدير مكتب وزارة الأشغال في المنطقة الشرقية، سيف الشرع أن «الوزارة تتابع آخر التطورات عبر اللجنة المشكلة للتصدي للظاهرة، وتم وضع برامج عدة للتصدي لآثار هذه الظاهرة».

وأضاف أنه «يصعب حاليا المخاطرة بأرواح الغواصين، بسبب نقــص الأوكســجين في الماء، في حين أن الوزارة ستقوم بمسح كامل للبيئة البحرية في المنطقة، فور انتهاء الظاهرة، للوقوف على آثارها على البيئة».

تويتر