<p align=right><font size=1>رفع درجات امتحانات نهاية العام يثير مخاوف طلبة في الثانوية. تصوير: محمد حكيم</font></p>

«التربية» تدرس تعديل درجات الثانوية.. وتربويون ينتقدون

رفعت لجنة مختصة بتطوير نظام الامتحانات في وزارة التربية والتعليم تقريراً يوصي بضرورة إجراء إعادة توزيع درجات التقويم المستمر لطلبة المرحلة الثانوية، وخفض درجات التقويم من 50٪ إلى 40٪، ورفع الدرجات المخصصة لورقة الامتحان من 50٪ إلى 60٪، وفي الوقت الذي تدرس الوزارة تقرير اللجنة، رفض تربويون وطـلاب في مدارس حكومية إجراء أي تعديل في توزيـع درجات التـقويم المستمر لطلاب المرحلة الثانوية، وقال تربويون إن خفض درجات التقويم للمرحلة الثانوية سيؤدي إلى رفع نسبة رسوب الطلاب، مؤكدين أن الطالب لن يستطيع تحصيل المزيد من درجات التقويم حال خفضها ورفع درجات ورقة الامتحان النهائية، بينما أشار طلاب في المرحلة الثانوية إلى أنهم يواجهون صعوبة شديدة في تحصيل درجات الامتحانات النهائية، خصوصاً أن بعض الامتحانات تأتي صعبة للغاية ولا يستطيعون تحصيل الدرجات، مفضلين عدم خفض درجات التقويم.

وقال مدير مدرسة «ابن خلدون»، عادل أبونعمة، إن «طلاب المرحلة الثانوية سيواجهون صعوبة كبيرة حال خفض درجات التقويم ورفع درجات امتحان نهاية العام»، مشيراً إلى أن الطالب سيعتمد في نجاحه على درجات ورقة الامتحان النهائي، ولن يستطيع الالتزام بالضوابط والسلوكيات المدرسية.

وأضاف أن «رفع درجات ورقة الامتحان النهائي سيقلل من اهتمام الطلبة في إنجاز المشروعات المطلوبة منهم طوال فترة الدراسة وتقليص العمل الجماعي والمشاركة داخل الصف، وبالتالي لن يستطيع الطالب تحصيل زيادة في درجات التقويم المستمر».

وأوضح أبونعمة أنه من الأفضل مساعدة الطالب في تحصيل المزيد من العلامات التي تساعده على النجاح من خلال رفع درجات التقويم إلى 60٪ لتشجيع الطالب على المشاركة وتقديم المزيد من المشروعات والدراسات والبحوث العلمية.

وطالب بعدم التسرع في تطبيق النظام الجديد، لافتاً إلى ضرورة دراسة الجوانب السلبية التي ستؤثر في نجاح الطالب حال إجراء أي تعديل في درجات التقويم لطلاب المرحلة الثانوية.

ويرى مدير مدرسة «المعارف الثانوية»، محمد الماس، أن «قرار خفض درجات التقويم سيؤدي إلى اعتماد الطلبة على درجات الامتحان النهائي، وعدم الاهتمام بالأبحاث والدراسات المطلوبة منه في الصف».

وأشار إلى أن طلاب الصف الثاني عشر يواجهون صعوبة في امتحانات بعض المواد الدراسية، موضحاً أن «رفع درجات ورقة الامتحان النهائي سترفع نسبة رسوب الطلاب متوسطي المستوى، خصوصاً أن بعض الطلاب يعانون من صعوبة فهم مادتي الرياضيات والعلوم».

ومن جانبه، قال طالب في المرحلة الثانوية، ماهر السويسي، إن «رفع درجات الامتحانات النهائية لن يساعدني على تحصيل المزيد من الدرجات في بعض المواد»، مشيراً إلى أن امتحانات مادتي الرياضيات والعلوم شديدتا الصعوبة، ولا تساعد الطالب في تحصيل المزيد من درجاته النهائية، وقال «أعتمد دائماً على رفع درجاتي من خلال المشاركة في الفصل وتقديم المشروعات والبحوث التي يطلبها المدرسون طوال العام».

وأشار الطالب راشد عبدالكريم إلى أن بعض قرارات المتخصصين لا تصب في صالح الطلاب، ويضعون قرارات وتصورات لا تصب في مصلحتهم، متابعاً «أنا طالب متوسط المستوى دراسياً، وأعتمد على رفع درجاتي بالمشاركة في الفصل وإنجاز المشروعات التي يطلبها مني المدرس»، موضحاً أن «خفض درجات التقويم المستمر سيجعلني قريباً من الرسوب؛ لأنه من الصعب أن يرفع الطالب من درجاته في الامتحانات النهائية خصوصاً أن امتحانات بعض المواد الأساسية تكون في غاية الصعوبة».

ومن جانبها، أوضحت مديرة منطقة الشارقة التعليمية، فوزية غريب، أن رفع درجات ورقة الامتحانات النهائية لا يؤثر في درجات الطالب، موضحة أن الامتحان النهائي يعد مقياساً لمستوى الطالب، مشيرة إلى أن «الامتحان التحريري في الورقة النهائية يكون أكثر شمولية لتركيزه على المهارات التي يكتسبها الطالب طوال العام الدراسي».

وكانت وزارة التربية والتعليم كلّفت لجنة من متخصصين في الوزارة والميدان التربوي بتطوير نظام امتحانات الثانوية العامة، وأشار التقرير الذي أصدرته اللجنة إلى ضرورة تطوير نظام التقويم والامتحانات في المرحلة الثانوية، بهدف رفع مستوى مخرجات التعليم العام، إضافة إلى تمكين الطالب من المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة دراسته في المرحلة الجامعية.

وأضاف التقرير أن طلاب المرحلة الثانوية في حاجة ماسة إلى الاستفادة من ورقة الامتحان الجيدة الخاصة في نهاية الفصلين الدراسيين، التي تحتوي على أدوات قياس تثير دافعية الطالب نحو التعلم، خصوصاً أن ورقة الامتحان المطورة أتاحت للطالب فرصة للاحتكاك بشكل علمي بالمعايير العالمية للامتحانات النهائية.

ويذكر أن درجات المرحلة الثانية توزّع بالتساوي، بين درجات التقويم المستمر ودرجات الامتحانات النهائية.

الأكثر مشاركة