بكتيريا وتزوير وغش في مصنع دواء

»الصحة« دعت مستخدمي دواء »كيرلوكس« إلى التخلص منه. تصوير: يونس الأمير

اكتشفت وزارة الصحة «مخالفات جسيمة» في مصنع محلي لإنتاج الدواء، راوحت بين «إنتاج دواء ملوّث ببكتيريا خطرة، وتعمد الغش الدوائي، وتزوير شهادات صلاحية، وتحويل مخزن إلى معمل للفحوص المخبرية».

وأبلغ المدير التنفيذي لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص في الوزارة، الدكتور أمين الأميري، «الإمارات اليوم» بأن «الوزارة بعدما أغلقت المصنع، خاطبت دول مجلس التعاون الخليجي لسحب دواء (كيرلوكس) من صيدلياتها».

ودعا الأميري «المواطنين والمقيمين ممن يحتفظون في منازلهم بعبوات من الدواء الذي يستخدم لعلاج الحموضة، إلى التخلص منه فوراً لخطورته على الصحة».

وأشار إلى أن «الوزارة ألزمت المصنع المنتج للدواء ووكيله بسحب الكميات المنتجة من الصيدليات والأسواق، منعاً لوصوله إلى أيدي المستهلكين، خصوصاً أنه يُصرف من دون وصفة طبية».

وتابع أن «الوزارة حريصة على دعم إنتاج الدواء محلياً، وأنشأت مجلساً لدعم هذه الصناعة، لكن ما تم اكتشافه من مخالفات في ذلك المصنع خيّب آمالنا». وأضاف «لن نتردّد في توقيع أشد العقوبات على أي مصنع يتلاعب بصحة المرضى».

إلى ذلك، أكد الأميري أن «الوزارة أجرت تفتيشاً على المصنع القائم في الدولة، وتبيّن وجود مخالفات خطرة تضر بصحة المرضى». وأوضح أن «التفتيش أثبت انتشار بكتيريا خطرة في المصنع، وتلوث عقار (كيرلوكس) الذي ينتجه بهذه البكتيريا»، مبيناً أن «هذه البكتيريا تصيب الجسم بنقص المناعة، ما يجعل مَنْ يتناوله يُصاب بأمراض عدة». وزاد «إذا تناول هذا العقار مريض بالرشح، قد يُصب بمضاعفات خطرة، منها الالتهاب الرئوي».

وذكر أن «التفتيش أثبت أن المصنع لم يجرِ التشاخيص الإكلينيكية، والتحاليل المخبرية الواجب إجراؤها على كل شحنة دوائية، للتأكد من توافر العناصر الرئيسة فيها، والتأكد من خلوها من أنواع البكتيريا المضرة».

وتابع أن «المصنع أصدر شهادات مزوّرة تفيد سلامة المنتج»، موضحاً أن «المسؤول عن المختبر، والمسؤول عن برنامج الجودة، ومدير المصنع زوّروا شهادات تفيد بإجراء الاختبارات اللازمة للدواء، وصلاحيته للاستهلاك».

وأفاد الأميري بأن «إدارة المصنع حوّلت مخزناً إلى معمل لتحليل عينات من الدواء وتعبئته، ما يُعدّ استهتاراً بصحة المرضى».

وأعلن أن «الوزارة قررت توقيع عقوبات إدارية على إدارة المصنع، منها إلزامه ـ والوكيل ـ بسحب الدواء من الصيدليات وتخزينه تحت إشراف مفتشي الصحة، ووضع الكميات المتحفظ عليها في حجر صحي حتى إشعار آخر».

كما تقرّر «إجراء تحقيق مع المسؤولين في المصنع كافة، وعلى ضوء التحقيق، يمكن أن يحالوا إلى النيابة العامة، لتلاعبهم بصحة المجتمع».

وأشار إلى أن «الوزارة فتحت تحقيقاً في كيفية دخول هذه البكتيريا إلى المصنع، وفحص ما ينتجه من أدوية سائلة، خشية انتقال تلك البكتيريا لها».

وأكد أن «الوزارة اتخذت خلال الأيام الماضية إجراءات عاجلة لحماية المرضى، ومن اعتادوا تناول هذا العقار من أخطاره»، مبيناً أن «الوزارة خاطبت الدول الخليجية التي تستورد الدواء من الدولة لسحبه من الأسواق بصورة عاجلة».

وتابع «تطلب الوزارة من جميع المرضى والمستهلكين للدواء التخلص من أي كمية يحتفظون بها في منازلهم».

وكانت إدارة التسجيل والرقابة الدوائية في الوزارة أصدرت تعميماً إلى جميع مديري المناطق الطبية، ومديري المستشفيات والصيدليات والمستودعات الطبية الحكومية والخاصة الأسبوع الماضي، يقضي بسحب مستحضر «كيرلوكس» المضاد للحموضة، من الصيدليات والمستودعات، وكل المنافذ الأخرى، والتوقف التام عن بيعه.

تويتر