«الأوقاف» تسخّر التكنـولوجيا في خدمة الدين
نجحت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في زيادة عدد المساجد بعد الاتحاد إلى نحو 5000 مسجد بعدما كانت المساجد تعد على اصابع اليدين في كل إمارة، وسخرت التكنولوجيا في خدمة الدين واستخدام الاقمار الاصطناعية في الأذان الموحد ومواقع على الانترنت للفتوى وشاشات الكترونية في المساجد، سعت إلى تنفيذ خطتها الاستراتيجية في توعية وتنمية المجتمع وفق تعاليم الإسلام السمحة وتنمية الوعي الديني ورعاية المساجد ومراكز تحفيظ القرآن وتنظيم شؤون الحج والعمرة واستثمار الوقف، خدمة للمجتمع من أجل الوصول إلى مجتمع واع دينياً وقادر على التعامل مع التحديات المعاصرة والمستجدة والنهوض بالمساجد وتطوير العاملين بها والارتقاء بأداء الهيئة إلى أفضل الممارسات العالمية، مع بناء منظومة من الشراكات الاستراتيجية التي تعزز دور الهيئة ورسالتها.
تواصل شهري
وبالنسبة للتواصل مع العاملين في الهيئة تعقد الهيئة سلسلة من الاجتماعات الشهرية ابتداء من مجلس إدارتها ومروراً باجتماع مدير عام الهيئة مع مديري المكاتب والإدارات في كافة إمارات الدولة، إضافةً إلى اجتماع مديري المكاتب مع أئمة المساجد والعاملين بها، حيث يتم من خلال ذلك مناقشة كل ما من شأنه الارتقاء بالجوانب الإدارية والشرعية المتعلقة بعملهم سعياً لتطوير مساجد الدولة بما يتناسب مع النهضة الإدارية والعمرانية التي تشهدها الدولة كما تحرص الهيئة على اللقاء السنوي مع كافة العاملين بها وتكريم المتميزين منهم.
واستمرت الهيئة في خطتها القاضية بتوطين كافة الكوادر الإدارية العاملة بالهيئة، حيث تم توطين 98٪ منها، وبدأت الهيئة تنفيذ خطة طويلة الأجل تقضي بتوطين الكوادر العاملة في المساجد خصوصا الأئمة حيث تم تعيين نحو 50 إماماً مواطنا، بالإضافة إلى فتح المجال للراغبين من المواطنين للعمل في هذا المجال خارج أوقات دوامهم مقابل مكافآت مالية مجزية.
وتحقيقاً لرؤية الهيئة في ما يتعلق بإيجاد الكوادر الشرعية المؤهلة من المواطنين تم ابتعاث 36 طالبا وطالبة للحصول على المؤهلات الجامعية والشهادات العليا في مجال الدراسات الشرعية حتى يسهموا مستقبلاً في تحقيق أهداف وغايات الهيئة في مجال الوعظ والخطابة ودروس المساجد ويكون منهم العلماء، إضافةً إلى المشاركة في مركز الإفتاء الرسمي للدولة والذي افتتحه في أغسطس الماضي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية حرصا من الهيئة على إيجاد مرجعية شرعية وفقهية موثوقة لكل باحث عن الرأي الشرعي والفقهي لما يستجد من أمور الحياة.
فتاوى إلكترونية
ويقول رئيس الهيئة، الدكتور حمدان مسلم المزروعي، إن هذا المركز جاء من أجل تطوير طرق الإفتاء وتسهيلها وتيسيرها والسعي إلى ضبط الإفتاء داخل الدولة بضوابط الشرع الحنيف الميسرة على الناس والبعيدة عن التشدد في الفتوى وايجاد مرجعية شرعية في الدولة كما أنه يعد بمثابة سبق دولي إسلامي يسجل لدولة الإمارات حيث يعمل على بيان رأي الشرع في كثير من الأمور التي يحتاج إليها الجمهور وذلك عبر خط الهاتف المجاني الذي يتلقى أسئلة الجمهور يومياً ويتولى 48 عالماً الرد على الاستفسارات باللغات الثلاث العربية والانجليزية والأوردو بالإضافة إلى الخط المخصص للرد على استفسارات النساء، كما يضم موقع الهيئة الالكتروني قسماً للفتاوى الالكترونية حيث يتلقى مئات الأسئلة شهرياً من مختلف دول العالم واستحدثت هذه الخدمة تحقيقاً لرغبة بعض السائلين والذين يودون المزيد من السرية والخصوصية في الإجابة عن استفساراتهم حيث تصل إلى السائل الإجابات مكتوبة وموثقة يستطيع أن يرجع إليها في أي وقت يشاء كما يتم اختيار المناسب منها للنشر على موقع الهيئة تعميماً للفائدة .
وسعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى تركيب شاشات الكترونية داخل المساجد بديلاً للملصقات الورقية حيث تتم توعية الجمهور من خلالها في أهم القضايا الشرعية التي يحتاج إليها وتحتوي الشاشات على التعاميم والقرارات التي تهم الأئمة والمصلين والمناسبات والاحتفالات الدينية والحملات والفعاليات التي تقوم بها الهيئة، إضافةً إلى شريط الفتاوى الالكتروني.
وفي ما يتعلق بالخدمات التي يقدمها الموقع الالكتروني للهيئة يشير مدير عام الهيئة، الدكتور محمد مطر الكعبي، إلى أنها تتضمن خدمة الفتاوى الشرعية الالكترونية من خلال المركز الرسمي للإفتاء في الدولة كما يمكن طباعة خطب الجمعة الموحدة والتي يتم تحديثها أسبوعياً، وتعتزم إدخال عدد من الخدمات الالكترونية الجديدة مثل توفير خدمة البلاغات والشكاوى والاقتراحات لزوار موقع الهيئة.
الأذان الموحد
وواصلت الهيئة خطتها في إدخال خدمة الأذان الموحد، فبعد نجاح التجربة في أبوظبي تم إدخاله إلى بني ياس والمنطقة الغربية ومدينة العين وإمارتي الفجيرة وعجمان وتجري الاستعدادات حالياً لإدخاله إلى إمارتي أم القيوين ورأس الخيمة.
ويتم بث الأذان الموحد الحي في كل إمارة عبر القمر الصناعي من قبل مؤذن تختاره الهيئة بعناية من بين مجموعة كبيرة تتقدم للاختبار من دون الاستغناء عن المؤذنين في المساجد الأخرى فلهم دورهم الدائم في إقامة الصلوات والإنابة عن الأئمة لسد الشواغر في الإجازات ونحوها وللإشراف على أجهزة الأذان الموحد.
فقبل قيام دولة الاتحاد ما كان عدد المساجد في كل إمارة يتجاوز أصابع اليدين وأصبح الآن عددها يتجاوز الـ 5000 مسجد وتأتي حملات المساجد في كل عام لترفد احتياجات الدولة والمجتمع من هذه المساجد تبعاً للتوسع العمراني في المدن والقرى والتجمعات السكانية والعمالية الأخرى.
وبلغت المساجد التي تم تمويلها نتيجة للحملة الأخيرة نحو 63 مسجداً في مختلف المناطق وتتوقع الهيئة تسلم 178 مسجداً ينتهي تشييدها هذا العام، كما أن هناك ما يزيد على 100 قطعة أرض مخصصة من البلديات ومتاحة للراغبين في إنشاء بيوت الله عليها، وتعتزم الهيئة إطلاق حملتها الثالثة للمساجد خلال مارس المقبل.
حصر الأوقاف
وتماشياً مع الخطة الاستراتيجية والتشغيلية للهيئة تم تطوير الوقف وزادت أصوله بمبلغ 267 مليون درهم، وسعت الهيئة للانتهاء من حصر الأوقاف على مستوى الدولة وترقيمها بالتشاور مع الشركات، بالإضافة إلى تقييم الأصول الوقفية وإجراء صيانة لبعض الأوقاف وإعادة تأجيرها واستغلال الأراضي المخصصة للأوقاف في مشاريع استثمارية.
واتبعت الهيئة العديد من الطرق لزيادة الموارد الوقفية والحفاظ عليها من خلال إيجاد رقابة شرعية تتم عبر اللجنة الشرعية ولجنة الاستثمار ومن خلال الحملات والزيارات والمحسنين والمندوبين وتوزيع النشرات وخطب الجمعة ومساعدات المحسنين والطرق المتعددة للاستثمار.
وتقوم الهيئة بإدارة شؤون الحج والعمرة والإشراف على نشاط حملات الحج العاملة وتسهيل مهام حملات الحج المرخصة من الدولة، حرصا على راحة حجاج الدولة كما قامت الهيئة بإرسال عدد من الوفود إلى بعض الدول العربية والإسلامية، للاستفادة من تجربتها على هذا الصعيد وتتولى الهيئة إصدار تراخيص الحج والعمرة، وتقوم بالتأكد من تطبيق أصحاب الحملات للأنظمة المعمول بها في هذا المجال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news