ارتفاع أسعار المــاشية 150٪ في أبوظبي
أدت أعمال «القرصنة» فى جنوب البحر الاحمر والمحيط الهندي إلى عدم وصول الماشية الصومالية الى اسواق ابوظبي بأعدادها وكمياتها المعهودة، وفق تجار ماشية، مؤكدين أن «تلك النوعية من اللحوم تشكل 40 ٪ من الاحتياجات وتغطي طلب شريحة كبيرة من محدودي الدخل، وأدى عدم توافرها بالكميات المطلوبة لرفع أسعارها إلى 150٪».
وأفادوا بأن «سوق أبوظبي للاغنام والماشية فى منطقة الميناء لم يصله الى الآن سوى500رأس مهربة عبر اللانشات الخفيفة» .
وتفصيلاً، قال تاجر الماشية، فضل العبادي، إن اعداد الماشية الصومالية التي تصل أسواق أبوظبي تتجاوز الـ 30 الف رأس فى التوقيت نفسه من العام الماضي، مضيفا أن «أصغر تاجر كان يستحوذ على حصة لاتقل عن الف رأس»، لافتا الى اهمية اللحوم الصومالية والتي تكمن في اسعارها الرخيصة وحجمها الكبير قياسا بالنوعيات الاخرى».
وأيده فضل العبادي، قائلاً «حتى عهد قريب لم يتخط سعر الخروف الصومالي الـ200 درهم، لكن قلت الاعداد وارتفعت الاسعار بعد اعمال القرصنة فى جنوب البحر الاحمر والمحيط الهندي، ووصلت إلى 500 درهم »، مؤكدا ان «الاعداد المتوفرة بالسوق لا تتجاوز الـ 500 رأس وجميعها مهربة على متن لانشات خفيفة».
وتابع «منذ ما يزيد على 20 عاماً واللحوم الصومالية تأتي ببواخر منتظمة وعبر قنوات شرعية لتجار معروفين يستوردون اللحوم الصومالية عن طريق دبي ثم أبوظبي».
وزاد «تغير الحال تماما العام الجاري اختفى التجار الاصليون وظهرت عناصر لم نعرفها من قبل جلبت أعداداً لم تتجاوز العشرات»، مشيراً إلى ان «الغالبية من الشريحة المتوسطة واصحاب الدخل المحدود من المقيمين في أبوظبي لن يتمكنوا من التضحية هذا العام بسبب «قراصنة البحر»، لافتا الى ارتفاع اسعار انواع الماشية الاخرى، خصوصاً من النجدي والجزيري والاسترالي .
ويتطرق العبادي الى واقع السوق موضحاً أن «كل تاجر يسعى الى توفير كميات من أنواع الماشية كافة، بنسب متفاوتة لتلبية احتياجات كل الشرائح».
وطالب بزيادة الماشية من الأنواع الصومالية لان غالبية المقيمين يرغبون في اضحية لايتجاوز سعرها الـ 250 درهماً وفي الوقت نفسه تكون كبيرة الحجم وهي المواصفات التي يتمتع بها الخروف الصومالي».
ويضيف أن « 30 تاجرا على الاقل كانوا يوفرون اللحوم الصومالية العام الماضي داخل سوق ابوظبي، في حين لا يوفر اللحوم الصومالية الآن داخل السوق اكثر من ثلاثة تجار يبيعون الرأس بما يزيد على 500 درهم بزيادة تخطت 150٪ عن سعرها الحقيقي».
وحول اسعار الماشية من الانواع الاخري، افاد العبادى بأن «سعر الخروف النجدي الكبير بمواصفات الاضحية من 1200 درهم الى 1400 درهم ، اما الجزيري فيتراوح سعره من 700 الى 900 درهم، ويصل سعر الخروف الاسترالي الى 750 درهماً».
وقال لجأ التجار الى توفير النوعيات الاخرى، مثل الجزيري الذي يستورد عن طريق البحر أو بالبرادات من ايران عبر منفذ «خصب» العماني الى ميناء رأس الخيمة.
وأكد ان تجار ماشية كباراً في رأس الخيمة يتحكمون في الاسعار منوها بأن «سعر الجزيري في الايام العادية يتراوح من 500 الى 600 درهم، في حين وصل الآن الى 900 درهم».
ويتوقع العبادي ركودا فى حركة البيع هذا العام، بسبب الازمة المالية العالمية، وقال إن التجار كانوا يبيعون في هذا التوقيت من العام الماضي ما لا يقل عن 1000 رأس، ومثلها خلال ايام العيد، لكن اليوم لم يصل حجم البيع في ذروة الموسم الى 100 رأس.
واعتبر ان الازمة المالية ستوجه المشترين الى التضحية عبر الجمعيات الخيرية حيث يتراوح سعر الاضحية من 350 الى 400 درهم فقط.
تابعت «الإمارات اليوم» وصول سيارة محملة بـ 100 رأس من الاغنام الصومالية، وبفرحة كبيرة يقول التاجر، دولت جمعة، تمكنت من الحصول عليها وسأبيعها بـ 500 درهم للرأس الواحدة.
وأضاف هذه الاعداد البسيطة تأتي عبر لانشات خفيفة ومهربة بعيدا عن عيون قراصنة البحر الصوماليين، إذ يولي اصحاب الدخل المحدود اهتماما اكبر باللحوم الصومالية الرخيصة دون غيرها، ولأن الطلب كبير قياسا بالانواع الاخرى يبيع التاجر كثيرا ويكسب كثيرا.
وافاد دولت جمعة بأن ما يزيد على 20٪ من حظائر سوق الماشية في منطقة الميناء خاوية بسبب قلة اللحوم الصومالية.
وقال تجار من الامارات الشمالية، كانوا يستأجرون تلك الحظائر، موسمياً، لبيع اللحوم الصومالية فقط خلال موسم عيد الاضحى، إن هذه الظاهرة اختفت الآن.
ويؤكد التاجر محمد ربيع، أن اللحوم الصومالية اختفت مع بداية العام الجاري، منذ قرار حظر استيراد الحوم الافريقية لإصابتها بالحمى القلاعية، وجاءت اعمال القرصنة لتخفيها من السوق.
ويرى أن اجراءات الكشف الطبي على الماشية في منافذ دبي والامارات الشمالية طويلة تصل الى 21 يوما، مضيفا أنها تتسبب في نفوق الماشية واصابتها بالامراض.
ويناشد ربيع السلطات المسؤولة بوقف اعادة تصدير الماشية، خلال موسم الحج عبر المنافذ الاماراتية، مؤكدا ان «السعودية تسحب كميات كبيرة من الماشية ما يؤثر في الاسعار فى الاسواق الاماراتية».
واشار الى تسفير اكثر من 50 سيارة، يوميا، محملة بما لايقل عن 500 رأس الى السعودية، مؤكدا أن «التاجر السعودي يتعاقد على اكثر من 10 آلاف رأس لنوع واحد فقط من الاغنام»، لافتا الى ان التعاقدات الكبيرة يتحمل ثمنها المستهلك الاماراتي والذي يعتبر الضحية خلال موسم الحج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news