«البيئة» تشدد الرقابة على الطيور المهاجرة

أعداد الطيور المهاجرة تتزايد في أكتوبر وتستمر حتى ديسمبر. أرشيفية

أفاد الخبير في هيئة البيئة في أبوظبي، الدكتور معن أحمد الحاكم بأن هناك 10 مختبرات للتشخيص الأولى لمرض إنفلونزا الطيور في الدولة، إلى جانب توفر الامكانات لدى القطاع الخاص لإجراء اختبارات الكشف عن انفلونزا الطيور.

وأكد لـ«الإمارات اليوم» إحكام وتشديد الرقابة على الطيور المهاجرة إلى الدولة، موضحاً أنه حال ظهور حالات طيور هالكة يتم فحص أعداد من الطيور بشكل عشوائي، فيما نراقب الحالة الصحية للطيور بصورة عادية، وفحص الحالات المرضية حال ظهورها.

ولفت إلى التعاون مع مختبر إيطالي معتمد من قبل منظمة الصحة الحيوانية العالمية ومنظمة الاغذية والزراعة «الفاو» لفحص أية حالة مرضية مشكوك فيها وتأكيدها في هذا المختبر، فضلا عن فحص مستويات التطعيم.

وأوضح الحاكم أن «موسم هجرة الطيور إلى الدولة بدأ في سبتمبر الماضي، وتزيد أعداها خلال الفترة التي تمتد بين أكتوبر وديسمبر، وأحياناً تبقى بعض الطيور المهاجرة في الدولة مدة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أشهر، في حين يعبر بعضها الدولة لإكمال مسار هجرته».

واستبعد تأثيراتها السلبية في البيئة، قائلا إنه لا تأثيرات سلبية لهذه الطيور في الطبيعة البيئة فهي مهاجرة، ولكن المشكلة تكون حال كانت هذه الطيور حاملة للأمراض.

وأظهرت بيانات هيئة البيئة في أبوظبي أن عدد الطيور الشاطئية في الدولة في العام الواحد يصل إلى الملايين، وأن عدد الطيور الخواضة «غير السابحة» التي تستخدم مناطق المد والجزر يزيد على 250 الف طائر، وذلك استنادا إلى تقرير «ايفانز».

وتعرف الطيور المهاجرة وفقاً للاتفاق الدولي للحيوانات البرية المهاجرة (اتفاقية بون) بأنها «أي نوع جميع أفراده أو مجموعة كاملة توجد في نطاق جغرافي محدد، تعبر الحدود الدولية لقطر واحد أو أكثر بصورة دائرية ودورية».

وشرح الحاكم مسارات هجرة الطيور ومسببات هجرتها، قائلا إن الإمارات تقع في الوسط بين الشرق والغرب، ويتداخل فيها اثنان من مسارات هجرة الطيور: مسار هجرة الطيور من شرق إفريقيا- غرب آسيا «طريق الهجرة الأفروـ أوراسية»، ومسار آسيا الوسطى. وتأتي الطيور إلى الإمارات من مناطق التكاثر الشمالية في أوروبا وآسيا، لاسيما آسيا الوسطى.

وعزا سبب هجرتها الى البرد الشديد في مناطق التكاثر الشمالية، قائلا إنها تهاجر لتجنب الظروف المناخية القاسية بسبب البرد الشديد في مناطق التكاثر الشمالية التي ترتبط بنقص الإمدادات الغذائية بسبب الظروف المناخية الباردة، مضيفا انه مع بداية موسم الهجرة تبدأ أسراب الطيور المهاجرة في الوصول إلى الدولة التي تتوافر فيها البيئة الملائمة والمناسبة التي تساعدها على البقاء وقضاء فترة شتائها، خصوصا في الجزر البحرية التي تمتاز بدفء شواطئها.

وذكر أن بيئات الجزر في أبوظبي تحتضن نحو  40% من جميع أنواع الطيور المسجلة في الإمارات، منها مستعمرات التكاثر المهمة للطيور البحرية والصقور، وانه من مجموع 20 منطقة مهمة للطيور تم الاعتراف بها في دولة الإمارات،هناك تسع في إمارة أبوظبي وحدها، منها 80% تقع على الجزر.

ويهاجر نحو 300 نوع من الطيور من القطب الشمالي للإشتاء في المناطق شبه القطبية والمدارية. ومن المناطق التي تستضيف هذه الطيور غرب وأواسط أوروبا وجنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية. وعلى الرغم من أن هجرة الطيور أكثر شيوعاً في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، إلا أن النصف الجنوبي يشهد أيضاً هجرات مماثلة.

الهجرة والطبيعة

قال الخبير في هيئة البيئة في أبوظبي، الدكتور معن الحاكم إن «مسوحات الطيور المتكاثرة تعاني الكثير من أوجه القصور، إلا أنها تعتبر بداية جيدة لبرامج الرصد، حيث إن دراسة أعداد الطيور ومعدلات نموها ليست كافية لتحديد أسباب التناقص أو الزيادة، فإننا نحتاج في الوقت نفسه لدراسة أشكال استخدامات الأرض. كما أن الطيور المهاجرة جزء مكمل للنظم البيئية التي توجد فيها، وعليه لابد من معرفة معلومات أكثر حول تلك النظم البيئية المختلفة».

تويتر