«البيئة»: ردم البحـــر أدى إلى حـدوث المــدّ الأحمر

إقامة مبانٍ عقارية في البحر من أبرز العوامل المسببة للمد الأحمر. تصوير: كريغ سكار

كشف تقرير لوزارة البييئة والمياه عن أن «ظاهرة المد الأحمر التي أدت إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك على امتداد الساحل الشرقي، خصوصاً في منطقتي دبا الحصن، ودبا الفجيرة، سببها وجود عمليات ردم في البحر، لإنشاء مشروع سكني، ما أدى إلى احتجاز مياه البحر في هذه المناطق وعدم تجددها، وتالياً حدوث ظاهرة المد الأحمر الطبيعية المؤدية لنفوق الأسماك، وانتشار الروائح الكريهة».

وأفادت الدكتورة بإدارة الموارد الحية في الهيئة العامة للبيئة في الكويت، عضو فريق عمل شكلته وزارة البيئة والمياه لبحث الظاهرة، الدكتورة منى محمد رضا، بأن «النتائج الأولية لزيارات فريق العمل للموقع كشفت عن وجود ازدهار في أحد أنواع الطحالب الدقيقة، وهو عادة ما يعرف بالريتات، أو المد الأحمر، وجارٍ تحديد الأعداد لمقارنتها بالأعداد العالمية».

وكانت وزارة البيئة والمياه أجرت تحليلات مكثفة ودراسات متعمقة لمعرفة المسببات التي أدت إلى حدوث ظاهرة المد الأحمر والتي تعرضت لها سواحل المنطقة الشرقية خلال الفترة الأخيرة، وأدت إلى تغير لون البحر مع وجود طحالب بحرية على السطح وانخفاض نسبة الأكسجين في الماء، الذي يؤدي إلى نفوق عدد كبير من الأسماك وانتشار روائح كريهة.

وأفاد الوكيل المساعد لشؤون الثروة السمكية في وزارة البيئة والمياه، عبيد جمعة المطروشي، بأن «الوزارة شكلت فريق عمل وطنياً مختصا لزيارة المنطقة، للتعرف عن قرب إلى أبعاد المشكلة، وأخذ عينات من مياه البحر، ورصد أي تغير لمعرفة أسباب حدوث هذه الظاهرة».

وأضاف أن «العوامل المسببة لظاهرة المد الأحمر عموماً متعددة، ولعل من أبرزها تسرب مياه الصرف الصحي في البحر، وإلقاء المخلفات الصناعية، وصرف مخلفات الأراضي الزراعية، والإنشاءات القائمة من مبان ومشروعات عقارية، وغيرها من العوامل التي تساعد على نمو الطحالب الدقيقة.

واشار إلى أن «الوزارة استعانت بالدكتورة منى محمد رضا حسين من إدارة الموارد الحية بالهيئة العامة للبيئة في الكويت، لتقديم المشورة الفنية في مجال نفوق الأسماك والمد الأحمر، وكذلك استعانت من ابوظبي بخبراء من الهيئة الاتحادية للبيئة، وهيئة البيئة لصيادي الأسماك بالفجيرة، وكلباء، وخورفكان، ودبا الفجيرة، ودبا الحصن، والبلدية، لمشاركة الفريق في عملية تقصي الظاهرة عن طريق الزيارات الميدانية للمنطقة الصناعية».

وتابع أن «الوزارة استفادت من محطة الأقمار الاصطناعية الموجودة في المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية بمقرها في الكويت التي تتوافر لديها إمكانية الاستفادة من الأقمار الاصطناعية ورصد الصور، والتعرف إلى أماكن وجود البقع وتجمع المد الأحمر في المنطقة الشرقية». وأكد أن «الظاهرة ليست جديدة على تاريخ المنطقة، فقد سبق وأن أصابت أجزاء من سواحل سلطنة عمان، والكويت، والعديد من الدول الأخرى».

وأشار إلى أن «الفريق المشكل أرسل عينات من مياه البحر، والأسماك النافقة، إلى المختبرات المركزية التابعة للوزارة، ومختبرات كلية علوم الحياة في جامعة الإمارات لإجراء التحاليل الكيميائية والبيولوجية».

وتوقع الصياد محمد علي عبدالله أن يكون سبب هذه الظاهرة طبيعياً، موضحاً أنها «تحدث كل سنة نتيجة تغيرات في درجة حرارة المياه، ولكن في هذا العام زادت حدته بسبب عدم تجدد الماء داخل الميناء القديم، والأسماك النافقة صغيرة الحجم من الأنواع البدح واليميام والحدي». وأضاف أن «الأسماك النافقة ترجع إلى الممارسات الخاطئة لبعض الصيادين، حيث يتم التخلص من النافق برميه في البحر بدلا من رميه في الأماكن المخصصة لذلك».

من جانبه أوضح الصياد محمد سالم المنصوري، أن تضييق مدخل الميناء في ميناء دبا الحصن ساعد على عدم تجديد المياه داخل الميناء وتالياً ظهور المد الأحمر.
تويتر