عصابة تسرق 228 مليوناً من بطاقات ائتمانية
ألقت شرطة دبي القبض على أفراد عصابة متهمة باستغلال التقنيات الإلكترونية الحديثة في سرقة معلومات بطاقات الائتمان واختلاس أرصدة أصحابها، وفقاً لنائب مدير إدارة التحريات والبحث الجنائي العقيد خليل إبراهيم المنصوري الذي كشف أن المتهمين تمكنوا من سرقة معلومات 16975 بطاقة ائتمانية، استطاعوا بواسطتها الاستيلاء على نحو 62 مليون دولار، أي نحو 228 مليون درهم.
تعود تفاصيل القضية إلى بداية يوليو الماضي، حينما تلقت إدارة المباحث الإلكترونية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، معلومات عن عصابة تتكون من أربعة أشخاص تسرق معلومات بطاقات الائتمان، وتستغلها بصورة غير مشروعة في سحب أموال من أرصدة أصحابها، من خلال القيام بمعاملات مالية عبر مواقع الخدمات الحكومية وشبه الحكومية على الإنترنت، فضلاً عن شراء عدد كبير من المنتجات عبر مواقع إلكترونية لشركات تجارية.
وفي حين رفض المنصوري تحديد جنسيات أفراد العصابة، مكتفياً بالقول إنهم من جنسية عربية، علمت «الإمارات اليوم» أنهم فلسطينيون.
وأوضح لـ «الإمارات اليوم» أن «العصابة نفذت جرائمها بطريقة مبتكرة للغاية، إذ أنشأ زعيمها موقعاً إلكترونياً على الإنترنت، وقدم من خلاله خدمات ومنتجات وهمية، واستطاع من خلال هذا الموقع سرقة الأرقام السرية للبطاقات الائتمانية التي استخدمها ضحاياه أثناء دخولهم إلى الموقع». مضيفاً أن «العصابة استخدمت هذه الأرقام بعد ذلك، في اختراق أرصدة المتعاملين وسرقة ملايين الدولارات».
وأفاد أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، استطاعت جمع الاستدلالات اللازمة من خلال الدوريات الإلكترونية التي طاردت العصابة على الإنترنت، بالتعاون مع عدد من الفرق الميدانية، وضبطت جميع أفرادها متلبّسين مع الأجهزة التي استخدموها في تنفيذ جرائمهم. وألقي القبض على المتهم الأول «ض. أ.ح» والثاني «و . ن .ز» اللذين أرشدا عن شريكهما الثالث «م.م.أ»، وكان موقوفاً في أحد مراكز الشرطة على ذمة قضية أخرى، أما الرابع «ب . ع. س»، فهو خارج الدولة حالياً، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاسترداده.
وحثّ المنصوري المواطنين والمقيمين في الدولة على «عدم استخدام بطاقاتهم الائتمانية في إجراء أية معاملات تجارية، عبر المواقع الإلكترونية على الإنترنت، وخصوصاً المواقع المجهولة المصدر، وغير الموثوق بها». وأوضح أن «العصابة أغرت ضحاياها ببيع تذاكر السفر وأدواته بأسعار زهيدة، ما مكنها من سرقة عدد كبير من الأرقام السرية».
وأشار المنصوري إلى أن أفراد العصابة لم يتلقوا مساعدات أو معلومات من موظفين داخل أي بنوك الدولة، كما هو معتاد في مثل هذا النوع من الجرائم، كما أنهم اعتمدوا كلياً على الموقع الوهمي الذي أنشأوه على الإنترنت في سرقة الأرقام السرية ونسخها بعد ذلك، مؤكداً أن «الدوريات الإلكترونية في شرطة دبي، تلاحق هؤلاء المحتالين طوال الوقت، وتطور من أساليبها باستمرار، حتى تستطيع إحباط جرائمهم».
وطلب المنصوري إلى المؤسسات المصرفية العاملة في إمارة دبي، ضرورة المراقبة المستمرة لأجهزة الصرف الآلي، وإبلاغ السلطات الأمنية عن أي جسم مشبوه يتم تثبيته عليها أو بالقرب منها.