التحويلات المرورية لتطوير شارع السلام تزعج سـكاناً في منطقة النادي السياحي. تصوير: إيريك أرازاس

تحويلات «السلام» تعزل سكاناً في النادي السياحي

قال سكان في منطقة النادي السياحي في أبوظبي، إن كثرة التحويلات المرورية وغياب اللوحات الارشادية في المنطقة، جعلتاهم في عزلة، حيث لا أحد يزورهم من الأهل والأصدقاء، مؤكدين أنهم يعيشون معاناة يومية للوصول إلى منازلهم بسبب أعمال الطرق التي تنفذ في شارع السلام، مشيرين إلى أن النمط المروري المعتاد لدى سكان المنطقة منذ ما يزيد على ثلاثة عقود يتغير أكثر من مرة في مدد زمنية قصيرة، من دون سابق إنذار، متسبباً في فقدان كثير من الوقت، ويؤكد سكان انهم يسعون حالياً لترك المنطقة والبحث عن مسكن في مناطق أخرى في أبوظبي، بسبب الازعاج الذي قد يمتد لمدة عامين، على حد تعبيرهم.

وأكد مدير إدارة الطرق الداخلية والبنية التحتية في بلدية أبوظبي المهندس عبدالله سعيد الشامسي، أنه تم الانتهاء من عمل التحويلات المرورية في منطقة النادي السياحي، بداية من البوابة البحرية وحتى مدخل شارع الميناء امام بناية مصرف ابوظبي الاسلامي، وأفاد بأن البلدية وفرت سبع حارات مرورية في الاتجاهين، تخدم حركة النقل بكاملها بما فيها الشاحنات التي خصصت لها حارة مرورية منفصلة، اضافة إلى إشارة ضوئية تضمن التحكم في سيرها وعدم تداخلها مع السيارات الخفيفة.

وتفصيلاً قال أحد سكان منطقة النادي السياحي حمد المزروعي لـ«الإمارات اليوم» إن «عمليات التطوير سبّبت لنا إزعاجاً شديداً، والآن أسعى بجدية للحصول على مسكن مناسب في منطقة أخرى، على الرغم من ازمة السكن الطاحنة، لكني لم أجد بديلاً، خصوصاً بعد علمي أن عمليات التطوير في شارع السلام قد تمتد لمدة عامين مقبلين».

وأيده في الرأي عبيد الكعبي مضيفاً أن «سكان منطقة النادي السياحي يدفعون فاتورة تطوير شارع السلام»، مؤكداً «كل يوم نفاجأ بتحويلات مرورية جديدة من دون سابق انذار، ونجتهد في البحث عن منازلنا وندور من حولها ونحن نراها امام عيوننا ولا نعرف السبيل للوصول إليها».

وأكد أحد سكان البوابة البحرية أحمد طاهر أن «اللوحات الارشارية معدومة في معظم التحويلات، ولم نلحظ برامج توعية من أي نوع أو أي وسيلة تقول بلدية أبوظبي» لافتاً إلى أن التواصل مع قيادات بلدية أبوظبي أو المسؤولين صعب للغاية، مشيراً إلى أنه «لم اتصل بالخط الساخن للبلدية لعلمي أن محاولاتي مع البلدية غير مجدية».

وقالت نشوى عبدالرؤوف إن عمليات التطوير في شارع السلام ضرورية بعد تزايد عدد السكان والمركبات، ولكن كثرة التحويلات المرورية جعلت زيارات الاقارب والأصدقاء للقاطنين في منطقة النادي السياحي عملية مستحيلة، متابعة «تحولت الشوارع الرئيسة والفرعية، وبات عدم توافر مواقف للسيارات أمراً لايطاق، ويصعب الآن تبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء».

وأضافت «أختي سعت إلى زيارتي الأسبوع الماضي، وتواصلت معها عبر الهاتف المتحرك لإرشادها إلى المنزل لأكثر من ساعة وهي تطوف حول المنزل وتراه دون التمكن من الوصول اليه، وأخيراً قررت عدم زيارتي لحين الانتهاء من اعمال التطوير كافة».

وفي المقابل أفاد الشامسي بأن التعديلات الجارية من أجل سكان المدينة كلها، وتسير وفق الجدول المعد مسبقاً، وأوضح أن هذه التعديلات ستحول مرور الشاحنات والسيارات من طريق شارع السلام، الذي سيغلق كلياً امام حركة السير اعتباراً من بداية العام المقبل، إلى طريق امام أبوظبي مول، لافتاً إلى أن التحويلات ستعمل على توفير الانسيابية المرورية للداخل والخارج من مدينة أبوظبي.

وأكد أن البلدية راعت الظروف المعيشية لسكان منطقة النادي السياحي وتوفير ثلاثة مسارات مرورية للدخول والخروج من المنطقة، الأول عمودي على امتداد شارع الكترا امام فندق الميريديان، والثاني مواز له على شارع النجدة، ومدخل البوابة البحرية اضافة إلى الطريق الموازي لفندق الشاطئ روتانا المار امام أبوظبي مول، والأخذ بعين الاعتبار الدخول الى النادي السياحي عن طريق الكورنيش الجديد.

وتابع الشامسي «وفرنا تحويلات فرعية بجانب المداخل العمودية وجار العمل في تركيب اللوحات الارشادية بناء على الملاحظات التي ترد الى بلدية ابوظبي عن طريق الاتصال بمركز خدمة العملاء» مشيراً إلى أن البلدية تمتلك معلومات جيدة عن واقع الحركة المرورية وحركة المشاة في منطقة النادي السياحي، موضحاً أن «المشكلة أن غالبية السكان يستخدمون الطرق القديمة ولا يدركون ان نظام الحركة المرورية تغير في المنطقة كافة».

ولفت الشامسي إلى وجود شركة اعلامية متخصصة تقوم حاليا بتوعية المقيمين بالخطوط والمسارات الجديدة ومعرفة ارائهم وملاحظاتهم واحتياجاتهم.

وقال إن النادي السياحي يقع ضمن تنفيذ العقد الأول في مشروع تطوير شارع السلام، البالغ تكلفته ثلاثة مليارات درهم، مضيفاً سيتم تنفيذ اطول نفق على امتداد الشارع بداية من الاشارة الضوئية لبلدية أبوظبي وحتى منطقة الميناء، لافتاً الى ان جميع الاعمال ستستمر لمدة عامين تنتهي في اكتوبر .2010

وأكد الشامسي اهتمام البلدية بالمشاة مشيراً إلى تركيب ستة جسور مشاة مؤقتة، امام فندق الميريديان، ومقابل أبوظبي مول، والثالث امام بنايات جمعة الماجد، ورابع عند جمعية ابوظبي التعاونية وخامس في شارع 10 والجسر الاخير عند امتداد شارع الميناء امام معهد الخوارزمي، وجارٍ تنفيذ جسور مشاة مؤقتة، وستتم ازالتها فور الانتهاء من الاعمال التطويرية لشارع السلام، لافتاً إلى توفير معابر اخرى ارضية للمشاة على امتداد التحويلات المرورية حسب الحاجة، وتوفير قنوات اضافية لعبور المشاة على بعد مناسب من اقامة كل جسر وفقاً للكثافة المرورية لخدمة المعاقين وكبار السن.

تجديد الإغلاق

قال مدير ادارة المرور في ابوظبي العقيد حمد عديل الشامسي ان هنالك دوريات مرورية على مدار الساعة في منطقة شارع السلام،للمساعدة في تنظيم الحركة وانسيابها.

وأضاف أن الشارع سيغلق مرة أخرى غدا، ما يتطلب من السائقين استخدام طرق بديلة تجنبا لحدوث الازدحام المروري مجددا.

الأكثر مشاركة