عادات الصحراء وتقاليدها في مهرجان «دوز»
سباق خيل ومواكب عرس تقليدية تعرف باسم الحجفة، وعراك للفحول، وصيد بالكلاب، وخيام منصوبة تطهى تحتها أشهى الاطعمة من خبز «المطبقة» التقليدي. انها صور توحي بنمط عيش صحراوي يعود لعقود او لقرون مضت لكنها في الحقيقة صور اعتاد على احيائها في مثل هذا الوقت جمهور مهرجان دوز الدولي للصحراء. الذي افتتحت، أول من أمس، دورته الـ٤١ مستقطبا تدفق اكثر من 70 الف متفرج من بينهم بضعة آلاف من السياح الغربيين الذي توافدوا إلى ساحة حنيش وسط واحة دوز الواقعة جنوبي العاصمة تونس والمعروفة باسم بوابة الصحراء للاستمتاع بعروض فولكلورية متنوعة تحاكي موروث البادية وانتزعت الاعجاب.
يستمر مهرجان الصحراء في دوز حتى 29 من الشهر الجاري، وتعتبر دوز متحفا فريدا لمحافظتها على العادات والتقاليد الصحراوية الضاربة في القدم. ودأب المهرجان على عرض هذه التقاليد المتفردة كل عام بساحة حنيش موفرا بذلك الفرصة للسياح وزوار دوز لاكتشاف خصوصيات المنطقة وتقاليدها من اعراس وعادات القبائل الصحراوية.
تتجاوز مساحة ساحة حنيش 15 فدانا تتسع لكل العروض التي شاركت فيها هذا العام مجموعات موسيقية وفولكلورية وخيالة من فرنسا وايطاليا والاردن والسعودية والكويت والجزائر وليبيا واليابان. واجتذب السباق المهاري اهتمام الحضور قبل ان يفسح المجال للصيد بالكلاب وهي كلاب صيد سريعة لاحقت الارانب.
ونال ايضا عرض لدق الطبول قدمه اطفال يابانيون اعجاب الجمهور.
وقال عادل المترب، وهو عضو بالمهرجان «المهرجان محاولة للمحافظة على التراث وتجذير الهوية، من خلال إحياء العادات والتقاليد الاصيلة المميزة لأهالي دوز وكي نقول للعالم: اننا نحقق ذواتنا بتراثنا وأصالتنا».
وبينما كانت العروض تقام في ساحة حنيش كانت أبيات الشعر تنظم من وحي اللحظة من قبل شاعر شعبي يدعى بلقاسم عبداللطيف تفاعلا مع اللوحات المعروضة. وبينما كان سباق الخيل يقام بالساحة كان الشاعر يردد «فارس ما ابهاه ولد امه مشهورة.. يدفع بسيوفها في الغورة» ويفتخر منظمو الحدث بأن للمهرجان الفضل في ولادة العديد من ناظمي الشعر الشعبي الملحون، الذين اصبحت تعج بهم البلاد. ويتبارى شعراء خلال هذه الدورة ضمن مسابقة عنوانها «المروءة وعزة النفس والاعتماد على الذات».
وقالت شابة تدعى لمياء عزابي، قدمت من مدينة نابل التي تبعد مئات الكيلومترات عن دوز برفقة عائلتها «اعتدنا على حضور المهرجان بانتظام منذ خمسة اعوام، للاستمتاع بهذه العروض، وخصوصا عراك الفحول وصيد الارانب بكلاب السلوقي.. نحسّ هنا بأن الطبيعة مازالت عذراء»، وشارك في عرض ساحة حنيش اكثر من 1500 فرد من بلدان عدة وكان اشبه بعرس رفعت فيه اعلام بلدان عدة وتزاوجت فيه تقاليد وعادات متباعدة، وامتزجت فيه ألوان تراثية من آسيا وأروبا وإفريقيا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news