مواطن يعمل نادلاً في بيروت
تحوّل المواطن فهد عبدالله (39 عاماً) من مدير لبنك في أبوظبي إلى نادل يعمل في أحد مطاعم العاصمة اللبنانية بيروت، براتب لا يتجاوز 700 دولار شهرياً، ليتمكن من سداد ديونه البالغة 450 ألف درهم، منها 70 ألف درهم للبنك الذي كان يعمل فيه.
توجه فهد إلى لبنان قبل أربعة أشهر، ويقول «بحثت جاهداً عن مطعم يلائم إمكاناتي وأستطيع شراءه، ولكن لم يحالفني الحظ، إذ لم يكن المبلغ الذي بحوزتي كافياً لشراء المطعم». ويضيف «بعد أيام من وصولي إلى بيروت، اتصل بي صديق من الإمارات وأخبرني بأنه تم التعميم عليّ من البنك الذي كنت أعمل فيه، فأصبت بانتكاسة نفسية، وقررت أن أبحث عن وظيفة مهما كانت طبيعتها، بعدما بتّ لا أستطيع العودة إلى الدولة، وتالياً وجدت وظيفة في أحد المطاعم في منطقة الجمّيزة في الأشرفية في بيروت براتب 700 دولار شهرياً».
وتابع فهد «استأجرت غرفة في منطقة الضاحية بـ150 دولاراً، وكنت أعيش ظروف غربة حقيقية، بعيداً عن أسرتي وزوجتي ووطني».
ويضيف «كان اللبنانيون يظنون أنني تاجر قادم من الإمارات، ولم يصدق كثير منهم أنني أعمل بوظيفة نادل، وعرفت أحاسيس كثير من الذين يغادرون بلدانهم طوعاً أو كرهاً للعمل في بلاد أخرى، إذ يشعرون بالغربة، وبأنهم مؤقتون وفقراء، وكان كل يوم يمرّ عليّ يجعلني أكثر قرباً وإحساساً بمعاناة الوافدين في كل مكان». على الرغم من أن الشهور الماضية التي قضاها فهد في بيروت أكسبته صداقات مع لبنانيين.
تنطبق على فهد مقولة «رب ضارة نافعة» فهو تعلم خبرة جديدة في بيروت، من خلال العمل نادلاً، وتمكن خلال فترة قصيرة من إتقان عمله، ولكنه قرر العودة إلى الإمارات مهما كانت النتائج.
ولم يتسن لـ«الإمارات اليوم» التثبت من قصة خسارة فهد لوظيفته مدير فرع لأحد بنوك أبوظبي، والتي كانت سبباً في مغادرته الدولة، ولكنه قال «أكملت 11 شهراً من العمل، ثم حصلت على إنذار نهائي، وأنهيت خدماتي بشكل تعسفي بسبب خطأ ليس لي علاقة به، ووجدت نفسي مديناً بنحو 70 ألف درهم».
ولفت إلى أنه بحث عن وظيفة في بنوك عدة في الدولة، ولكن تم رفضه بسبب القضية، وقال «لم يكن لدي المال الكافي لكي أدفع المبالغ المترتبة علي للبنك، وأثناء ذلك نصحني زميل بالسفر إلى لبنان والبحث عن عمل هناك، فسارعت إلى التجاوب مع هذه النصيحة، لأنني كنت أدرك خطر الديون المترتبة علي، وفعلاً توجهت إلى بيروت، وعملت نادلاً في أحد المطاعم».
لدى فهد مؤهل دبلوم عال في إدارة الفنادق والمؤسسات، ودبلوم عال أيضاً في إدارة الأعمال والمالية من جامعة برمنغهام في بريطانياً، وأكد أنه لا يريد لأحد أن يدفع دينه، ويقول «أنا شاب قادر على العمل، وأريد فقط العودة إلى الدولة والعمل. أريد فقط أن أحيا حياة طبيعية وأستقر مع أسرتي في بلادي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news