فحص القادمين فور وصولهم يمنع انتقال العدوى إلى آخرين.

مصابون بأمراض معدية وخطـرة.. طلقاء

حذرت دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي من «دخول وافدين مصابين بامراض معدية الدولة، ويبقون فيها اكثر من ثلاثة أشهر من دون إجراء فحوص طبية لهم».

وقالت مديرة اللياقة الطبية في الدائرة ميساء البستاني لـ«الإمارات اليوم»: إن «عددا كبيرا من طالبي العمل في الدولة في مختلف الوظائف، يعملون تحت التدريب نحو 90 يوما لاختبارهم، وبعد ثبوت كفاءتهم، يحالون على الفحص الطبي، فتتبين اصابتهم بأمراض معدية مثل الايدز والالتهاب الكبدي أو السل». وطلبت «الزام الشركات والمؤسسات باحالة كل من تستقدمهم للعمل على الفحص الطبي، فور دخولهم الدولة»، معتبرة ان «ذلك يحمي اصحاء من انتقال العدوى اليهم».

945 مصاباً بالإيدز

وفي السياق ذاته، اعلنت البستاني، أن دبي منعت «5223 شخصا من دخول الدولة خلال الاعوام الثلاثة الماضية للعمل والاقامة، بسبب اصابتهم بأمراض معدية خطرة، بينهم 945 مصابا بفيروس الايدز». وأفادت بأن العام الماضي شهد تزايدا كبيرا في الكشف عن المصابين بالامراض المعدية، موضحة أن «2830 شخصا قدموا الى دبي العام الماضي، وطلبوا إجراء الفحص الطبي عليهم تمهيدا للحصول على الاقامة، واثبتت الفحوص اصابتهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) والسل والالتهاب الكبدي البائي». وأشارت إلى أن «النسبة الكبرى من هؤلاء تأتي من ثلاث دول آسيوية» رفضت البستاني تسميتها، لافتة إلى أن «الحل الامثل لمنع هذا الخطر، هو فحص العمالة في بلادها، وإعادة الفحص فور وصولها الدولة».

مرضى «تحت الاختبار»

وفي التفاصيل قالت البستاني: إن «مسؤولي مركز فحص اللياقة في دبي لاحظوا ان عددا كبيرا من طالبي شهادات اللياقة الطبية، دخلوا الدولة قبل ثلاثة أشهر، وتبين أن الشركات التي استقدمتهم، قامت بتوظيفهم تحت الاختبار، ومن تثبت كفاءته منهم يعين، ويحال الفحص الطبي للحصول على الاقامة». وأشارت إلى أن «بعض هؤلاء يتبين عند الكشف عليهم اصابتهم بأمراض معدية خطرة». وتساءلت «كيف يسمح بوجود مصاب بمرض معد في شركة ويختلط بزملائه اسابيع عدة؟»، موضحة أنه «لابد من الزام الشركات والمؤسسات باحالة أي شخص تستقدمه للعمل على مركز فحص اللياقة، ومن ثم تكتشف الاصابة مبكرا، ما يمنع انتقال العدوى إلى آخرين».

وتلفت البستاني، إلى أن «الدائرة كشفت اصابة 97 مصابا بالايدز، و115 مصابا بالكبد البائي، و30 بالسل في عام ،2006 وارتفع العدد إلى 177 مريضا بالايدز و300 بالكبد البائي، و49 بالسل العام قبل الماضي».واضافت: أن «العام الماضي شهد تزايدا كبيرا في عدد المصابين القادمين للدولة، بعد تطبيق الفحوص الجديدة للالتهاب الكبدي»، موضحة ان «191 منهم تبينت اصابتهم بالايدز، و122 مريضا بالسل، و2517 مصابا بالالتهاب الكبدي».

وذكرت أن «مرضى الايدز والسل يتم حجزهم في الحجر الصحي، تمهيدا لإعادتهم إلى بلادهم»، فيما يتم «ابلاغ كفلاء مرضى الالتهاب الكبدي، وإدارة الجنسية والاقامة للبدء في اجراءات سفرهم من دون حجزهم».

60 ألف درهم للعلاج

وأوضحت أن «الدائرة تتولى علاج مريض السل، على الرغم من الكلفة العالية التي تقدر بـ60 الف درهم للمصاب الواحد شهريا، قبل إعادته الى بلده»، ملمحة إلى أن «المركز يجري للمصاب فحصين للتأكد من اصابته بالمرض بنسبة 100٪». واعتبرت البستاني، أن «قرار مجلس الوزراء الذي صدر العـام الماضي، ويـلزم باجراء فحص الالتهاب الكبدي لجميع الوافدين، حمى الدولة من دخول آلاف المصابــين بالمرض»، داعية إلى «اجراء الفحص للقادمين في بلادهــم، واعــادة الفحص في الدولة، للحــد من دخــول اية اصابات جديدة».

يشار الى ان الدولة «سجلت الشهر الحالي أول اصابة بداء الكلب (السعار) لشخص آسيوي عضه حيوان في بلده، وتوفي بمستشفى البراحة بعد ان اثار حالة قلق خشية انتقال الفيروس لغيره».

فحوص على مدار الساعة

قرر مدير عام هيئة الصحة في دبي قاضي المروشد «تطبيق خدمة متميزة لفحوص اللياقة الطبية للعمال وخدم المنازل»، تتيح الخدمة الجديدة لطالب فحص اللياقة الطبية من الخدم والعمال وغيرهم من الفئات الحصول على شهادة اللياقة خلال ساعات قليلة، بدلا من الانتظار أياماً عدة.

ويقضي القرار بتسلم الشهادة خلال 24 ساعة اذا ما سدد الطالب مبلغ 460 درهما، وتبلغ رسوم الفحص 260 درهما، يضاف اليها 200 درهم، مقابل استخراج الشهادة بصفة عاجلة.

وقالت ميساء البستاني: إنه «اذا اراد المفحوص الحصول على شهادته خلال 48 ساعة يسدد 360 درهما، منها 260 درهما قيمة الفحوص».

وأشارت إلى أن «القرار اتاح استخراج شهادة لياقة طبية بدل فاقد، مقابل 100 درهم».

وأفادت بأن «الخدمة الجديدة دخلت مراكز اللياقة الطبية في السطوة والطوار والمنخول والخوانيج والممزر والليسيلي والبدع».

مركز جديد للياقة الطبية

دشنت دائرة الصحة والخدمات الطبية مركز اللياقة الطبية الجديد في منطقة المحيصنة، الذي يعد الاكبر من نوعه في الدولة.

وأفادت ميساء البستاني، بأن «المركز الجديد يستقبل الراغبين في الفحص من القادمين للدولة، او المقيمين، ويتمتع بموقع متميز، إذ إنه قريب من مناطق مأهولة بالعمال، وهي الفئة التي تشكل الغالبية من طالبي هذه الخدمة، ما يوفر عليهم مشقة التنقل من وإلى المركز».

واشارت الى انه «يتسع ل5000 مراجع في اليوم، ويضم أجهزة حديثة تمكن من كشف المصابين بالامراض الخطرة والمعدية مثل الايدز والسل والالتهاب الكبدي الوبائي، والزهري، في اليوم نفسه».

واعتبرت ان «المركز يضم حجرا صحيا يقدم خدمات من فئة الخمس نجوم، اذ يوفر للمرضى غرف اقامة متميزة، ومزودة بأجهزة تلفزيون مرتبطة بالاقمار الاصطناعية»، كما يوفر «وجبات يومية على اعلى مستوى، وخدمة غسيل وكي الملابس بالبخار».

وذكرت ان «المركز الجديد حد من الازدحام الذي كان يعاني منه المراجعون في مستشفى آل مكتوم، اذ يقدم خدماته على مدار 24 ساعة ويتميز بقدرته على اصدار التقارير بعد ساعات قليلة، وتحديد المصابين بالامراض المعدية في وقت سريع، ما يمكن من السيطرة عليهم».

ولفتت إلى أن المشروع «تكلف 26 مليون درهم، ويضم خمسة اجهزة اشعة رقمية، مدعمة بسعة تخزينية لا محدودة لأرشفة صور الاشعة، تتمتع بقدرة تصوير 3000 مراجع في اليوم».

الأكثر مشاركة