«التربية» تتصدى لحوادث الحافلات المدرسية

الطفلة هدى اخر ضحايا إهمال سائقي الحافلات المدرسية.

تصدى وزير التربية والتعليم الدكتور حنيف حسن لظاهرة حوادث الحافلات المدرسية، ورصد ميزانية خاصة من الوزارة لتوفير مرافقين من العاملين في المدارس داخل الحافلات المدرسية، لطلاب مرحلة رياض الأطفال ومدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي. وأوضح الوزير أن الميزانية لتخصيص مكافأة شهرية مناسبة للمرافقين في الحافلات.

وقال حنيف إن الوزارة حريصة على تعزيز مقومات الأمن والسلامة في الحافلات، من أجل حماية الطلبة في التعليم الأساسي، موضحاً أنه وجه المعنيين في إدارة التعليم الخاص في الوزارة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتوفير مرافقين في الحافلات المدرسية التي تقل طلبة صغار السن، بالتنسيق مع إدارات المدارس الخاصة على مستوى الدولة.

وبدوره قال مدير عام الوزارة راشد سالم النعيمي إن حوادث الحافلات المدرسية تحتاج إلى علاج جذري للحد من تكرارها في المستقبل، مؤكداً أن الوزارة أجرت اتصالات مكثفة مع مؤسسة مواصلات الإمارات لتعزيز دورات التوعية لسائقي الحافلات المدرسية.

ومن جانبه قال رئيس قسم المرور في إدارة المرور والتراخيص في شرطة رأس الخيمة العقيد حسن الجيدا لـ«الإمارات اليوم» إنه تم توقيف سائق الحافلة المدرسية الذي دهس الطفلة هدى حسين علي (4 أعوام) الإثنين الماضي، وإحالته إلى النيابة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

كما أبلغ مدير منطقة التعليمية في إمارة رأس الخيمة عبدالله حماد «الإمارات اليوم» أن إدارة المنطقة كلفت إدارة التعليم الخاص فتح تحقيق شامل حول طبيعة الإجراءات التي اتخذتها إدارة مدرسة «دار العلوم الخاصة» الابتدائية في تعيين سائق حافلة الذي دهس الطفلة هدى.

وأوضح حماد أن إدارة المنطقة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المدرسة حال ثبوت مخالفتها قانون التعليم الخاص، موضحاً أن تعيين مشرفات في المدارس الخاصة يعود إلى إدارات تلك المدارس.

وأضاف أنه يجب على جميع المدارس الخاصة تعيين مشرفات في حافلات رياض الأطفال، لتجنب تكرار الحوادث القاتلة للطلاب، مشيراً إلى أن إدارات المدارس الخاصة مطالبة بتدريب سائقي الحافلات على كيفية التعامل مع الطلاب ومساعدتهم في الصعود والنزول من الحافلات، مطالباً بضرورة توفير مواقف خاصة للحافلات المدرسية لضمان سلامة الطلاب من الإهمال المتكرر للسائقين.

وفجر حادث دهس الطفلة هدى مشكلة عدم وجود مرافقين في الحافلات المدرسية في مختلف المراحل التعليمية في مدارس الدولة.

وقالت مديرة مدرسة «أبو حنيفة الابتدائية» في دبي لميعة عبدالكريم إن المدرسة في حاجة إلى ثماني مشرفات لمراقبة نقل الطلاب والطالبات من منازلهم إلى المدرسة، مشيرة إلى أن الطلاب والطالبات من عمر ستة أعو ام إلى 12 عاماً عرضة لحوادث الدهس.

وأوضحت عبدالكريم أنها تلقت بعض الشكاوى من الطلاب الصغار السن حول تعرضهم للتحرش الجنسي من قبل طلاب كبار، كما شكا آباء طلاب من تعرض أبنائهم للضرب والتحرش من قبل بعض الطلاب في الحافلة المدرسية.

وأوضحت أن غياب المشرفات في الحافلات المدرسية أدى إلى تفاقم ظاهرة السلوكيات الخاطئة لدى الطلاب، موضحة أن بعض الطلاب يتعمد تمزيق كراسي الحافلة، بالإضافة إلى إلقاء بعض الأشياء خارج شباك الحافلة، ما يعرض حياة الآخرين إلى الخطر، مطالبة بضرورة توفير مشرفات في الحافلات المدرسية لمراقبة نزول الطلاب وصعودهم وضبط سلوكياتهم الخاطئة.

وأيدتها مديرة مدرسة «ماريا القبطية» انتصار عيسى قائلة إنها في حاجة ماسة إلى مشرفات تربويات في الحافلات المدرسية، موضحة أن غياب المشرفات في حافلات المدرسة يساعد الطالبات على الانحراف واكتساب المزيد من السلوكيات الخاطئة.

وطالبت بضرورة توفير مشرفتين في حافلات الطالبات في المرحلة الأساسية، لمساعدة الطالبات على الصعود والنزول من الحافلة، والمحافظة على سلامتهم أثناء عبور الطريق من حوادث الدهس والموت، كما جرى لبعض الطالبات في السابق. لافتة إلى أن المدرسة في حاجة إلى مشرفة واحدة على الأقل لطالبات المرحلة الإعدادية والثانوية.

وبدورها طالبت مديرة مدرسة «ند الحمر» فاطمة عبدالملك وزارة التربية والتعليم بتوفير مشرفات في الحافلات المدرسية لطالبات المرحلة الأساسية، مشيرة إلى أن الطالبات في حاجة إلى من يراقبهنً ويحافظ على سلامتهن من الدهس أثناء الصعود والنزول من حافلة المدرسة.

وأوضحت عبدالملك أن إدارة المدرسة شكلت مجموعة من الطالبات المتفوقات، سمتها جماعة الضبط المدرسي، مشيرة إلى أن تلك الجماعة هدفها الإشراف على سلوك الطالبات داخل الحافلة المدرسية ومراقبتهن، موضحة أن إدارة المدرسة تتخذ الإجراءات التربوية اللازمة لمنع لطالبات من ارتكاب أي أخطاء سلوكية.

تدريب السائقين

واصلت «مؤسسة المواصلات العامة» في هيئة الطرق والمواصلات تدريب سائقي حافلات المدارس لقيادة الحافلات المدرسية، وفق مدير إدارة شؤون سائقي أسطول الحافلات في المؤسسة محمد بن فهد، الذي أكد أن المؤسسة أتمت تدريب 1634 سائقا، على أن يتم منحهم «تصريح قيادة حافلة مدرسية» بعد إكمالهم الوثائق المطلوبة من قسم الترخيص، ويخضعون لمناهج وأساليب تدريبية حديثة تتناسب ومتطلبات النقل المدرسي في دبي، مشيرا إلى أنه تم استخدام ثلاث لغات العربية والإنجليزية والأوردو في الدورات المجانية التي أعطيت للسائقين».

وأوضح بن فهد أن «برنامج تدريب سائقي الحافلات المدرسية يهدف إلى تعريف السائقين بمسؤولياتهم تجاه الطلبة ومستخدمي الطريق، وتدريبهم على القواعد الأساسية لقيادة الحافلة المدرسية، وتدريبهم على القواعد الآمنة لصعود الطلبة إلى الحافلات المدرسية ونزولهم، توعيتهم بالمخاطر التي تحيط بمناطق المدارس والناتجة عن حركة الحافلات والطلبة، إضافة إلى إيضاح المفهوم الدقيق للحادث المروري وطرق تجنبه، وبيان تأثير التقلبات الجوية في سلامة قيادة الحافلة المدرسية، وتعليم السائقين التنظيم الآمن والأمثل لوقت رحلة الحافلة المدرسية، وتدريبهم على قواعد التصرف في الحالات الطارئة، وتعليم السائقين الأسلوب الأمثل للتعامل مع سلوك الطلبة داخل الحافلة المدرسية، تعليمهم القواعد الأساسية للإسعافات الأولية (الحروق، الجروح، الكسور وغيرها) وتوضيح وتحديد مسؤوليات السائق تجاه الطلبة».
تويتر