<p align=right><font size=2>سلوى ملا: أعيد تركيب العطر لأتوصل إلى رائحة تدوم. تصوير: محمود الخطيب</font></p>

سلوى تملأ حياتها بالعطور

بينما يحل يوم المرأة العالمي في الثامن من مارس من كل عام، تواصل نساء الإمارات تسجيل ريادة وتميّز في مختلف القطاعات، لا سيما التجارة والأعمال. ومنهن سلوى محمود ملا (34 عاماً) التي اختارت تجارة العطور والبخور «الدخون»، لتملأ بها حياتها، وتؤكد أن العمل غيّر حياتها نحو أمور كثيرة مفيدة، وتعتقد بأن ما تصنعه يُشعرها بالفرح والسعادة، وفي الوقت نفسه يضعها أمام تحد متواصل.

واجهت سلمى اعتراضات كثيرة وسمعت تعليقات سلبية، خصوصاً عندما بدأت تسوّق بضاعتها من خلال المعارض، والمنافذ التسويقية المختلفة، لكنها أدارت ظهرها لهذه «الأمور المحبطة» وبدأت تشعر بأن العمل والمنتجات التي تصنعها تمنحها ثقة بالنفس وحضوراً اجتماعياً خاصاً، لاسيما أمام عائلتها.

تقول سلوى «أسرتي مكونة من 10 بنات، وأربعة ذكور، والدي صيدلاني متقاعد، وأمي ربة بيت، وأنا أحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، وأعمل في دائرة حكومية في دبي. وفكرت بنصيحة طالما سمعتها من جدّاتنا وأجدادنا، وهي أن نملأ وقتنا بأمور لها علاقة بالبيئة والمكان، أي أمور مفيدة، ولم أجد سوى صناعة العطور والدخون التي طالما رأيت النساء يتفنن فيها».

استفادت سلوى من قراءاتها عن عالم العطور والبخور في الإنترنت والمراجع الأخرى، كالصحف والمجلات، وبدأت تكتشف أسرار هذه الصناعة مستفيدة من موهبتها، وحواسها تجاه الروائح.

وأضافت «كنت أعيد تركيب العطر مرات ومرات، إلى أن أتوصل إلى رائحة تدوم طويلاً. وفي هذه الأثناء، كنت أسأل أصحاب التجربة، وأقرأ كل ما تقع عليه عيناي، فجمعت أرشيفاً ضخماً من المعلومات، فتح أمامي أبواباً واسعة من المعرفة، مكّنتني من أن أحاكي حتى العلامات التجارية العالمية من العطور».

وتابعت «استفدت من التجارب، ومن خبرة والدي الصيدلاني الذي كان يزوّدني بمواد مفيدة في هذه الصناعة، وبدأت أبيع للجيران والمعارف، ثم فكرت في أن يكون لدي مشروع صغير، فلم أجد أمامي سوى الانتساب إلى مشروع الأسر المنتجة في وزارة الشؤون الاجتماعية، الذي فتح أمامي باب المشاركة في المعارض التي تقام في الدولة، ومنحتني التجربة اعتداداً بنفسي، ورغبة في توسيع ما بدأت به». وصار لسلوى ورشة عمل كبيرة، «والزبائن يتزايدون يوماً بعد يوم، لاسيما العرائس اللواتي يشترين عطوراً ودخوناً من تراث الإمارات وفلكلورها بسعر محدود».

ولم تفصح سلوى عن حجم مبيعاتها اليومية، أو الشهرية، لكنها قالت إنها «تتجاوز في المتوسط 11 ألف درهم، خصوصاً عند المشاركات في معارض طويلة الأمد». موضحة أنها لا تزال في بداية الطريق، وأنها تطمح إلى أن تؤسس مشروعا خاصاً بالعطور والدخون».

واعتبرت نائبة مدير إدارة «الأسر المنتجة» في وزارة الشؤون الاجتماعية، مريم سالم السلمان، سلوى نموذجا إنسانيا تسعى الوزارة لتعزيزه ونشره، ووصفتها بأنها جريئة ومسؤولة، فهي «استطاعت الاعتماد على نفسها وتحدي صعوبات كثيرة».

ووفقاً للسلمان، فإن عدد الأسر المنتجة التي انضمت إلى «الشؤون» تجاوز 170 أسرة.

الأكثر مشاركة