مخاوف من إلقاء نفايات طبية في حاويــات الشارقة
أعرب سكان في الشارقة عن مخاوفهم من «خطورة إلقاء مستشفيات ومراكز طبية النفايات الطبية في حاويات القمامة، ما يؤدي إلى اختلاطها بالنفايات الصلبة، الموزعة في الطرقات، وتظل فترات طويلة تتعرض للشمس، وقد تتعرض للعبث من المتطفلين، ما يعرضهم لأخطار ومضار عديدة، ويهدد صحتهم العامة، إضافة إلى ما يسببونه خلال عملية النبش في الحاويات من إلقاء القمامة في الشارع»، متساءلين: «ألا توجد محرقة خاصة للنفايات الطبية في الشارقة؟».
في المقابل، قال مصدر في بلدية الشارقة أن «البلدية ليس لديها محرقة نفايات طبية، بل كل ما لدينا هو محرقة نفايات صلبة»، فيما قال مدير مستشفى القاسمي، الدكتور عارف النورياني، أن «لدى مستشفى القاسمي، محرقة خاصة بالنفايات الطبية، تتسع يومياً لنحو 1500 كيلوغرام من النفايات، وتتم عملية حرقها بطريقة لا تشكل أي خطر ولا تسمح بانبعاث الغازات والأبخرة التي قد تسبب الأذى للبشر والكائنات الحية الأخرى، فالمحرقة مجهزة بشكل جيد، ووفق المواصفات الخليجية المتطابقة مع المواصفات العالمية ما يجعلها صديقة للبيئة».
وفي التفاصيل، قال أحد سكان منطقة أبو طينة، محمد عمر، «يوميا، أشاهد عمال النظافة في أحد المستشفيات القريبة من سكني، ينقلون النفايات من داخل المستشفى، ويلقون بها في الحاويات المجاورة، وغالباً ما تتم تلك العملية بعد مغادرة سيارة البلدية، ما يجعلها عرضة للشمس لفترات طويلة، وتنهشها القطط المنتشرة في المنطقة، فتتبعثر هنا وهناك وهي بالتأكيد تشكل خطورة على السكان، كما أنها باعتقادي تلحق أضراراً بالبيئة».
وتساءل عمر، «أين الرقابة والمتابعة، ومن يتحمل تبعات إلقاء هذه المخلفات في الشارع؟».
وأيده جاره أحمد الجمحاوي، مضيفاً «أعتقد أن خطورة النفايات الطبية تزداد عندما تختلط بالنفايات الصلبة، فمن المفترض أن يتم عزلها وفصلها وجمعها بشكل مستقل بعيداً عن النفايات الأخرى».
وذكر سعيد خالد، «حقيقة لا أدري إن كانت هناك محرقة نفايات طبية في الشارقة، لأنني حسب متابعاتي الطبية أعلم أنه يجب أن يتم حرق تلك النفايات الطبية في محرقة خاصة».
وتساءل: «كيف يتم التخلص من تلك النفايات، وما هي مضارها ومخاطرها؟».
وقال عصام سليمان: «أشك بوجود مركز طبي أو مستشفى في الشارقة يفصل النفايات الطبية عن الأخرى، لأنني كثيراً ما أشاهد عمالا في هذا المركز أو ذاك أو المستشفى الخاص ينقلون النفايات بالأكياس السوداء، أعتقد أنها خاصة بالنفايات الطبية، لكني أعتقد أيضاً أن لها طريقة خاصة بالاحتفاظ بها ونقلها، ولا يمكن أن يتم التعاطي معها، كما لو أنها نفايات عادية، فهي كما نسمع ونقرأ ذات أضرار ومخاطر كثيرة».
وذكرت الدكتورة في مركز طبي خاص في الشارقة عبلة مصطفى، أن «لدينا في المركز صناديق خاصة للنفايات الطبية ومخلفات العمل الطبي التي لا يمكن أن نخلطها ببقية المخلفات والنفايات العادية، بل نضعها في الصندوق الخاص بها لعزلها عن بقية المخلفات، ونتواصل مع منطقة الشارقة الطبية بهذا الخصوص، فكلما امتلأ الصندوق نتصل بالمنطقة التي ترسل ممرضة للإشراف على تلك المخلفات، ووضعها في المكان المناسب ونقلها إلى محرقة مستشفى القاسمي».
وقال طبيب في أحد المستشفيات، محمد عادل، إن «النفايات الطبية تحتوي على مخلفات خاصة مثل الإبر والحقن والمشارط وفضلات غرف العمليات وغيرها، ومثل هذه المخلفات قد تكون عرضة للتلوث بجراثيم بعض الأمراض الخطيرة والمعدية، ولذا تتطلب تعاملاً خاصاً وضوابط للسيطرة عليها نظراً لما تحمله من مخاطر وأضرار».
وأوضح أن النفايات الطبية تحتوي على مركبات كيماوية ومواد مضرة بالصحة، وتالياً فالتخلص منها يكون بالحرق ضمن شروط ومواصفات خاصة، بدءاً بطريقة جمعها بشكل آمن، وتخزينها ونقلها إلى أن تصل الى محرقة ذات تقنية عالية، لافتاً إلى أن «النفايات الأخرى في المستشفيات والمراكز الطبية والمختبرات والعيادات، مثل فضلات المكاتب الإدارية والمطاعم والحدائق، والزجاجيات والبلاستيك وغيرها من المواد غير الملوثة تعتبر غير خطرة إذا ما قارناها بالنفايات الطبية».
صديقة للبيئة
قال مدير مستشفى القاسمي في الشارقة الدكتور عارف النورياني إن «محرقة مستشفى القاسمي تستقبل النفايات الطبية من مستشفى القاسمي ومستشفى الكويت والعديد من المراكز الطبية وبعض المستشفيات الخاصة، ونحرق يومياً نحو 1500 كيلوغرام بطريقة لا تترك أي أثر جانبي، ولذا فهي صديقة للبيئة»، منوهاً بأنه «لا يجوز أن تختلط النفايات الطبية بالنفايات الصلبة الأخرى، نظراً إلى خصوصية معالجة النفايات الطبية ومخاطرها والشروط الخاصة في التعامل معها في مراحلها كافة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news