ميــاه البحـيرة زاخــرة بالأوراق والأكياس وعلب الكولا الفارغة وغيرها من الفضلات. الإمارات اليوم

متـنزهون: بحيرة خالد تفتقر إلى النظافة

شكا سكان في الشارقة، من رواد بحيرة خالد، التي تعتبر من وجهة نظرهم، أهم متنفس لهم في المدينة، من افتقارها إلى النظافة، متسائلين عن دور البلدية في الرقابة، واتهموها بـ «التسبب في ابتعاد الناس عن تلك المنطقة الحيوية»، خصوصاً هذه الأيام، إذ يشجع الطقس على قضاء بعض الوقت هناك، إضافة إلى أنها مكان مناسب لممارسة الرياضة، لكن وجود مخلفات في مياه البحيرة يعمل على طردهم من هناك، إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة منها، وزيادة فضلات الطعام والشراب على الكورنيش.

في المقابل أكد رئيس قسم حماية البيئة في بلدية الشارقة بالوكالة، سعود حمدان راشد، أن «قسم حماية البيئة يتولى مسؤولية رقابة أي تلوث يحدث في بحيرة خالد أو في البيئة البحرية، كما أن قسم النفايات الصلبة يجمع يومياً المخلفات من منطقة البحيرة، التي تتركها بعض التجمعات العائلية والأفراد الذين يهملون النظافة، من خلال تركهم المخلفات في تلك الأماكن، وعدم وضعها في مكانها المخصص، الأمر الذي تنجم عنه تلك المشاهد غير المقبولة، ما يجعل البعض يعتقد أن هناك تقصيراً من قبل بلدية الشارقة في تنظيف المكان».

وفي التفاصيل قال أحد سكان شارع جمال عبدالناصر، ويدعى محمد عنكوش، إن «البحيرة قريبة جداً من سكني، وهي متنفس حقيقي لي ولأفراد أسرتي، فالأطفال يتنقلون بين البحيرة وحديقة المجاز، يلعبون ويلهون، وأنا أمارس رياضة المشي على كورنيش البحيرة، لكن اللافت للنظر أنه في بعض الأيام تكون مياه البحيرة ملوثة وتفتقر إلى النظافة، ومنظرها يبعث على الاشمئزاز من كثرة المخلفات، إضافة إلى أن الكورنيش يكون غير نظيف، خصوصاً أيام الإجازات، من جراء المخلفات التي يتركها البعض».

وتساءل عنكوش: «أين البلدية ودورها في متابعة شؤون النظافة،خصوصاً خلال أيام العطلات والإجازات؟».

وذكر أحد رواد البحيرة، يدعى علي كرم، «أحضر إلى البحيرة يومياً منذ أكثر من سنتين، لكني هذه الأيام أراها تفتقر إلى النظافة، فمياهها مملوءة بالقاذورات، وكذلك هو حال الكورنيش».

وأضاف قائلاً: «لم تكن الأمور كذلك سابقاً، ما يعني حسب تقديري أن هناك تقصيراً واضحاً من قبل البلدية، فلماذا لا تقوم البلدية بدورها على أكمل وجه؟ فالبحيرة واحدة من أهم المناطق الحيوية الجاذبة للسكان، وهي متنفس رئيس للجميع»، مطالباً البلدية بتكثيف جهودها ورقابتها ومتابعتها لشؤون النظافة، وتغليظ الغرامات على كل من يخالف قوانين النظافة ويسهم في اتساخ البحيرة ومحيطها.

وقال حسين محمود، (مندوب مبيعات)، «بعد يوم طويل من العمل والتعب، والتنقل من مكان إلى آخر بحكم طبيعة عملي، أجد في البحيرة متنفساً مناسباً، فأقضي بعض الوقت هناك، خلال الليل، لكن هذه الأيام كثيراً ما تكون البحيرة مملوءة بالقاذورات، ولا أعرف ما السبب في ذلك، خصوصاً أن مياهها تكون زاخرة بالأوراق والأكياس وعلب الكولا الفارغة وغيرها من الفضلات التي من المفترض أن تكون في مكان آخر».

ولفت محمود إلى أن «هناك تقصيراً كبيراً في نظافة البحيرة، وكأن البلدية تريد أن تمنع الناس من الوصول إليها، فأين نذهب؟ وهل نكتفي بالإشارة إلى أن بعض الناس يعمدون إلى ترك فضلاتهم هناك، أين عمال البلدية؟ فمن المفروض أن يتواصل عملها باستمرار، ويزداد خلال العطلات، لأن الناس تستغل العطلات للسهر والتنزه».

وأكد أحد سكان أبو شغارة، ويدعى عيسى المعاصير، «أن تلك المخلفات المنتشرة في البحيرة وعلى الشاطئ بفعل فاعلين، والمتسببون فيها يستحقون العقوبة والتغريم، لكن هل يعقل أن تكتفي البلدية بالتبرير ووضع اللوم على السكان، دون أن تقوم بخطوات وإجراءات ملموسة على أكثر من صعيد، بالمتابعة والرقابة والغرامة والتوعية، وكل ما يسهم في استمرار جعل البحيرة مركز جذب للزوار من العائلات ومحبي الرياضة والتنزه؟».

وتابع المعاصير: «الأفضل أن تهتم البلدية بالنظافة، لأن البحيرة منطقة حيوية، وتحتاج متابعة ورقابة باستمرار». وتساءل: «أين دور البلدية؟ فمن يأتي إلى البحيرة خصوصاً نهاية الأسبوع، يكتشف أن البلدية غائبة». وأضاف: «تكفي نظرة واحدة سريعة إلى البحيرة ومياهها وكورنيشها، لتكتشف أن هناك ما يجعلك تهرب من المكان، لكثرة ما به من أوساخ».

من جهته أوضح رئيس قسم حماية البيئة بالوكالة، أن «بحيرة خالد وجميع البيئات البحرية التابعة لمدينة الشارقة تحظى باهتمام بالغ من قبل إدارة الخدمات البيئية، ممثلة بقسم حماية البيئة وقسم النفايات الصلبة، إذ إن قسم حماية البيئة يتولى مسؤولية رقابة أي تلوث يحدث في بحيرة خالد أو في البيئة البحرية، وذلك من خلال أخذ عينات بصفة دورية لتحليلها في مختبر البيئة من نقاط محددة بواسطة جهاز تحديد المناطق الجغرافية (GPRS)، وفي حال اكتشاف أي تلوث بحري ترفع التوصيات مباشرة إلى الجهات المعنية في الإمارة، للمتابعة الفورية وإزالة التلوث».

وتابع قائلاً: «بخصوص نظافة بحيرة خالد، فإن قسم النفايات الصلبة يجمع المخلفات من منطقة البحيرة، ويوجد في القسم فريق عمل خاص بالبحيرة يتكون من عمال ومشرفين ومراقب عام للمنطقة، مدعمين بآليات ومركبات لتجميع ونقل المخلفات اليومية من هذا المكان، إضافة إلى زوارق لتجميع المخلفات المتجمعة على أسطح المياه». لافتاً إلى أنه «توجد مخلفات متناثرة في بعض الأحيان على منطقة الكورنيش في أماكن متفرقة، وهذا مرده إلى التجمعات العائلية وللأفراد في أيام العطل والإجازات، إضافة إلى إهمال البعض منهم، وعدم احترامهم لقوانين النظافة، من خلال تركهم المخلفات في تلك الأماكن، وعدم وضعها في مكانها المخصص، الأمر الذي تنجم عنه تلك المشاهد غير المقبولة، فيعتقد البعض أن هناك تقصيراً من قبل بلدية الشارقة في تنظيف المكان، بل على العكس يقوم أفراد الشعبة بتنظيف الأماكن المتضررة من المخلفات، ونقلها إلى مكب النفايات، كما أنه أحياناً يتم مخالفة من يتم ضبطه عند رمي المخلفات والأوساخ في تلك المنطقة».

الأكثر مشاركة